هوشنك أوسي

صعد يورغن القطار الداخلي البلجيكي مبتسماً واستأذن بالإنكليزيّة من شخصين جالسين متجاورين: «هل يمكنني الجلوس هنا؟» أجابا بهزّ رأسيهما مع ابتسامات مجاملة. وضع حقيبته المتوسّطة على الرف العلوي، وجلس قبالتهما، إلى جوار النافذة، بعكس اتجاه القطار.

مع بدءِ القطار تحرّكه، باشرَ أحد الرجلين الكلامَ، وكأنّه يستكمل حديثاً انقطعَ مع توقّف القطار في لييج. في نبرة يأسٍ وقنوط وحيرة، وعدم جدوى، قال:

- ماذا أفعل يا سركيس؟! قلْ لي: ماذا أفعل؟! انصحني! قل شيئاً!؟ إحدى عشرة سنة وأنا هنا، ولا يمنحونني الإقامة! إحدى عشرة سنة وأنا أعيش في بلجيكا من دون أوراق، بشكل غير قانوني. مجبرٌ على العمل الأسود اللاقانوني. في أيّة لحظةٍ يمكن للبوليس اعتقالي وترحيلي إلى أرمينيا. إحدى عشرة سنة بنيتُ ورممتُ عشرات البيوت في بلجيكا، لأجانب ولمواطنين بلجيك، ولا أملكُ بيتاً يؤويني وزوجتي وطفليّ!؟ تُرضي مَن هذه الحال؟! هل جرّبت هذا الإحساس؟ أن تبني بيوتاً للناس، وأنت لا تملك بيتاً!؟

أحد الأصدقاء الأرمن هنا، نصحني بأن أقدّم نفسي لمركز اللجوء في بروكسل على أنني كردي من القامشلي. لأنه هو أيضاً فعل ذلك، بعد رفضهم طلبَ لجوئهِ كأرمني. انطلت عليهم كذبتهُ. لكن هذا الصديق يعرف قليلاً العربيّة، ولغته الكرديّة ممتازة. بينما أنا، لا أعرف العربيّة. الكرديّة التي أتكلّم بها مقبولة. لكنها ليست لهجة أهل القامشلي، بل لجهة كرد تركيا، في منطقة قارص (Kars)! ما الحل؟!

رغم أنه يتحدّث بفرنسيّة ركيكة إلاَّ أن يورغن فَهَمَ تماماً ما يريد قوله! وماذا يقصد! عرف أن أصوله تنحدر من كردستان تركيا. توقف الرجل برهةً، مُصدراً عدّة زفرات، ثم عاود كلامه:

- أبي وأمي ولدا في القامشلي. أنا أيضاً ولدت هناك. إلاَّ أن الأحمقين سافرا إلى أرمينيا! لا أعرف لماذا؟ من لهما في أرمينيا؟! جدّي وجدّتي كانا من محافظة قارص في تركيا، أنقذهما الأكراد من المذابح، وقبرهما في القامشلي. فمن لنا في أرمينيا حتى يترك والداي القامشلي ويسافرا إليها؟! لو بقيا في القامشلي، لكانت حياتي الآن أفضل. لعرفتُ الكرديّة والعربيّة والأرمنيّة. الآن، هما مدفونان في أرمينيا، ووالداهما مدفونان في سوريا. ربّما أموت في بلجيكا، ولا أجدُ لي مدفناً هنا، بعد فشلي في الحصول على مسكن؟!

أجبني، ما رأيك؟ هل أتقدّم بطلب لجوء جديد على أنني كردي؟ سوريا تعيش حرباً، والسوريون يتم قبول طلبات لجوئهم بسرعة في بلجيكا!

نظر سركيس إليه بتجهّم وامتعاض وقال بفرنسيّة جيّدة:

- أكراد!؟ أتريد أن تحوّل نفسك إلى كردي كي تحصل على الأوراق؟! ألا تعرف أنهم أعداؤنا، وأياديهم ملطخة بدماء أجدادنا؟!

- يا أحمق.. أقول لك أنا مُجبر على ذلك. هل لديك خيار آخر؟ أعرفُ أكراداً من تركيا ومن العراق، قدّموا طلبات لجوء على أنهم أكراد من سوريا. أعرفُ عرباً من العراق ولبنان وسوريا قدّموا طلبات لجوء على أنهم فلسطينيون! وتمّ منحهم اللجوء السياسي أو الإنساني في بلجيكا! ثم إن الأكراد أنقذوا جدّي وجدّتي والعشرات بل المئات من الأرمن! هم ليسوا أعداء! هم أناس طيبون مثلنا. لقد لقّنوكم أن الأكراد أعداء. هذا ليس صحيحاً. ولدتَ هنا، وتحمل الجنسيّة البلجيكيّة. والدك هاجر من منطقة ناغورنو كرباخ ولجأ إلى بلجيكا في بداية السبعينات. كانت لديه حجة مقنعة للجوء؛ القمع السوفياتي السياسي الشيوعي، ثم القمع الأذربيجاني القومي والعرقي للأرمن. أصلاً أنت لا تعرف التكلّم بالأرمنيّة، مثلي، ثمّ تتحدّث لي عن عداوات تاريخيّة مع الأكراد!؟ وعن المشاعر القوميّة؟ والثارات الدينيّة والقوميّة؟! والداك لم يعلّماك اللغة والثقافة الأرمنيّتين! لم يعلّماك الغناء الأرمني! أو حبّ الاستماع لهذا الغناء! ولم تحرّض أو تشجّع أولادك على التحدّث بالأرمنيّة! ماذا بقي من الهويّة القوميّة لديك، غير هذه الأحقاد والخرافات والعداوات التاريخيّة!؟ يا أخي، أنت مرتاح هنا، ويداك وقدماك ليست في النار مثلي.

ثم ألسنا ذاهبَين معاً إلى لوفان (Leuven) كي نعمل في ترميم وتصليح بيت شخص كردي؟! كيف وجدتَ تعامله معنا؟ هل ينظر إلينا بعين العداوة والحقد والكراهية، كما تنظر إليه؟! أصلاً أنت من أين تعرف الأكراد؟ إلاَّ من القصص الخرافيّة التي لقّنوكم إيّاها؟!

- صاحب البيت، الكردي، لم يتعامل معنا بكراهية وحقد. هذا صحيح. لكن الذي في القلوب يبقى مستوراً في القلوب. لن يُظهِرَ لكَ أنه يكرهك، ما دمت تعمل في بيته.

- يا غبي، وهل أنتَ في قلبه؟! نحن لا نعمل مجّاناً في بيته، بل مقابل المال، وبما يزيد على جهدنا أيضاً! لقد وثق بنا الكردي، وأعطانا مفتاح بيته، كي نبيت فيه، ولا نعود يوميّاً إلى لييج. اتركنا من سخافاتك. الحق عليّ أنني أناقشك في أمور لا تفهمها يا فاشل. لو كنت ناجحاً، لنجحت في المدرسة، ولم تتجه إلى أعمال البناء الشاقّة، مثلي! لو كنتُ مكان البلجيك، لقررتُ ترحيلكَ إلى أرمينيا، يا عنصري! لا يربطك بأرمينيا شيء سوى أوهام وخرافات الأحقاد والثارات التاريخيّة. ولا يربطك ببلجيكا شيء، سوى الجنسيّة!

- يا آرتين، يا صديقي، أنت معلّمي، وأخي الكبير، وأحترمك. لا داعي لهذا التجريح. طلبتَ رأيي، وقلتُ لكَ؛ إنني لستُ مع فكرة أن تقدّم طلب لجوء على أنكَ كردي، وانتهى الأمر! دعنا من ذلك، ألم تقل؛ لديكَ جوازَ سفر إسرائيلي؟ وأنكَ تحمل الجنسيّة الإسرائيليّة؟

- نعم. جواز السفر، منتهي الصلاحيّة. يجب أن أجدده. الإسرائيليون يطلبون منّي المجيء إلى إسرائيل كي أجدد الجواز هناك، ويرفضون تجديده في بلجيكا، عبر سفارتهم في بروكسل. إذا ذهبت، فسأدخل إلى بلجيكا كإسرائيلي، وأفقد فرصة الحصول على اللجوء إلى الأبد. سبق أن ذكرتُ لك أنني قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، زوّرتُ وثائقَ على أنني يهودي، وتزوجت من أوكرانيّة يهوديّة، وسافرنا معاً إلى إسرائيل. بعد مرور 10 سنوات وحصولي على الجنسيّة، وصار لدي أولاد، أخبرتُ السلطات أنني أرمني ولستُ يهوديّاً. عملت هناك في كل شيء، في البناء والمطابخ، والتمديدات الصحيّة...، لم أترك عملاً إلاَّ زاولته. كانت وما زالت بوصلتي في الحياة مقولة كرديّة، أخذها أبي من القامشلي، وكررها على مسامعي في أرمينيا؛ "يا بُني، اعمل في الخراء، كيلا تحتاج إلى مساعدة الخراء ابن الخراء". 17 سنة وأنا أعمل هناك. لم أرتكب أية جريمة حتى يسحبوا منّي الجنسيّة والجواز، رغم كذبي عليهم. لكن بعد أن افترقت عن زوجتي، تركت لها إسرائيل والأولاد وعدتُ إلى أرمينيا. ماذا أفعل في أرمينيا؟ لا عمل! لا مُلك! لا دراسة! لا وظيفة! لذا هاجرت إلى هنا، وبدأت من الصفر. في أرمينيا كنتُ صِفر. وفي اسرائيل بدأتُ من الصِفر، وكوّنت نفسي، ثم عدتُ من حيث بدأت؛ الصِفر. وهنا في بلجيكا؛ بدأت من الصِفر. جمعتُ بعض المال من العمل الأسود. تمّ اعتقالي وترحيلي إلى أرمينيا، وعدت إلى الصِفر. بقيت هناك أعمل كالحمار والبغل، لمدّة سنتين، كي أجمع ثمن الهجرة والعودة إلى بلجيكا. حققتُ ذلك، ووصلتُ إلى هنا، وبدأت مرّة أخرى من الصِفر. ما أنجزتُه في بلجيكا، هو أنني تزوّجت في الخمسين، وصار لدي ولدان في هذه السنّ. حتّى الآن، لا أستطيع تأمين بيت لهما. لا أعرف ماذا أفعل؟ لا أعرف، لا أعرف! حياتي، منذ ولادتي وحتّى الآن، كانت رحلة متواصلة بين الأصفار، ضمن هذا الثالوث: أرمينيا، اسرائيل وبلجيكا! لا أعرف؛ لماذا كلّما خطوتُ بضع خطوات إلى الأمام، يجرجرني الصفر إلى حيث هو؟! لماذا لا يعتقني ويتركني في حالي؟!

هيا يا غبي، لقد وصلنا إلى لوفان. لقد نجونا هذه المرّة أيضاً من الجابي الذي يفتش ويسأل عن التذاكر. لو امتلكتُ مثلك الجنسية البلجيكيّة، وأجيد الفرنسيّة، لما كانت حالي كحالك! حقاً، كما يقول الأكراد: «طاحونة الحمقى، تدور وحدها، من دون رياح»!

نزلا بسرعة. ونزلت معهما مجموعة كبيرة من الركّاب بحيث صار القطار شبه خاوٍ. صعدت فتاة غريبة. في غاية الرقّة والعذوبة والجمال. نحيلة، بشعرٍ بُنّي قصيرٍ مجعّد ومُبعثرٍ بعشوائيّةٍ مُتقنة. ما زالت تفوح منها رائحة الشامبو، لكأنّها خارجة للتوّ من الحمَّام. حركتها جدّ بطيئة وحذرة. لم تكترث ليورغن، ولم تستأذن الجلوس. جلست ببطء على المقعد الذي غادرهُ الرجل الأرمني. وضعت ببطء شديد حقيبة كتفها الكبيرة على المقعد الذي يجاورها. ثم وضعت مصنّفاً كبيراً إلى جانب الحقيبة، ببطء. خلعتْ معطفها الجوخ البُنّي الفاتح، ببطءٍ شديد، وعلقته على المشجب الموجود أسفل الرفّ العلوي، بجانب زاوية النافذة. أزالت ببطء وشاحها الملفوف حول عنقها، ووضعته ببطء على حقيبة اليد المركونة على المقعد. وبانَ العنقُ الأهيف وجمالهُ. ترتدي بنطالاً بنّياً غامقاً، وحذاءً بنيّاً لامعاً بكعبٍ متوسّط. ببطءٍ مدّت يديها بشكل معكوس إلى حافة بلوزتها الصوفيّة الفضفاضة، البيج، بحيث أمسكت اليد اليمنى بالحافة اليسرى، واليد اليسرى ممسكة بالحافة اليمنى، وبدأت برفع البلوزة إلى الأعلى، وببطءٍ شديد، ليظهر تحتها بلوزة أخرى قطنيّة بيضاء وشفافة للغاية بحيثُ ظهرَ من تحت غلالة البلوزة، بطنها وحفرة سرّتها، والقليل من نهديها المضبوطين في سوتيانٍ أبيضٍ شديد الإحكام والضغط. وضعت الفتاة البلوزة الفضفاضة إلى جانب الحقيبة. فتحتِ الحقيبة ببطء، وأخرجت منها مرآة صغيرة وإصبع أحمر الشفاه. بدأت بِطَلْي شفتيها الرقيقتين ببطء، وصارت تضغط بهما على بعض، ببطء، كعادةِ كل الفتيات والنسوة، بعد وضعهنَّ أحمر الشفاه. أعادت الإصبعَ والمرآة، ببطء، إلى مكانيهما في الحقيبة. مدّت يدها ببطء، إلى المصنّف، وفتحته، وصارت تبحث فيه، وأخرجت منه صفحتَي (A3) كبيرتين، ببطء، ولفّت ساقها اليمنى على اليسرى، ثم وضعت الورقة على فخذها، وصارت تتأمّلها وتحرّك رأسها كمن يقرأ بانسجام، وتنقر بإصبعها على حافة الورقة، نقرات منتظمة وخفيفة!

كل شيء في هذه الفتاة الجميلة، أثار دهشة واستغراب وفضول يورغن; دخولها البطيء في الفارغون، لامبالاتها به وهو جالسٌ ينظرُ إليها. جلوسها ببطء. خلعها معطفها وشالها وبلوزتها ببطء. وهذه الورقة البيضاء الكبيرة التي هي ليست بصحيفة، التي وضعتها على فخذها، وتأمّلها بعمق وشغف فيها، ونقرها على حافة الورقة...، كل هذه التفاصيل والحركات البطيئة، بالإضافة إلى صمتها، لكأنّها معزولة عن العالم. هي تعلم بأن يورغن ينظر إليها ويتابع حركاتها. كل ذلك أثار لديه فيضاً من الدهشة والفضول.

طوت الفتاة الورقة ببطء، وأعادتها إلى مكانها في المصنّف، ببطء. أخرجت ورقة جديدة، وصارت تنقر على حافتها أيضاً، تلك النقرات المنتظمة برؤوس أصابع يدها اليسرى. افتعل يورغن الوقوف متحججاً بالنظر إلى الرفّ العلوي فوق المقاعد، كي يتمكّن من رؤية الصفحة من الأعلى، وما مكتوب عليها؟! فوجد أنها نوتة موسيقيّة فقط. زاد ذلك من استغرابه. لم يتمالك نفسه. سألها بالإنكليزيّة، قاطعاً عليها اختلاءها بنفسها:

- معذرة سيدتي، هل يمكنني الاستفسار عن شيء؟

توقّفت الفتاة عن النقر. رفعت رأسها ببطء، ونظرت إليهِ، بملامح محايدة ملتبسة، لا تنمّ عن الرغبة في تلقي سؤال أو استفسار، أو رفض ذلك! أمعن يورغن تحديقاً في عينيها البنّيتين الواسعتين لكأنّهما فنجانان من الشوكولاته الساخنة. مع ابتسامة عريضة ودودة، سألها:

- هل أنت موسيقيّة؟

- لا!

- مدرّسة موسيقى؟

- أيضاً لا. أنا قارئة موسيقى. في القطار، أقرأ الموسيقى فقط. الناس تقرأ الكتب والمجلات والصحف في القطار، أو تتلهّى بالموبايل أو اللابتوب أو الآيباد...، أو تجدها على مواقع الدردشة والتواصل الاجتماعي، أو تُثرثر وتُكثر من الأحاديث...، عديمة الجدوى، ولا طائل منها. أمّا أنا، فكل هذا، أفعله هناك، في البيت. هنا، فقط أقرأ النوتة، كما أقرأ رواية أو قصّة أو قصيدة شعر. أقرأ النوتة، وأسمع أصوات الآلات الموسيقيّة في داخلي. أسمع حواراتها، بحيث أكون أنا المايسترو الذي يدير ويضبط الحوار بين الآلات الموسيقيّة وأصواتها. أنتَ، حين تقرأ رواية ما، وتتعمّق فيها وتتفاعل مع النصّ، ألا ترتسم في مخيّلتك الأحداث والشخوص وانفعالاتهم، كفيلم سينمائي؟!

- بلى. يحدث ذلك دائماً.

- أنا أيضاً هكذا، في القطار، أتعامل مع الموسيقى كنصّ أقرأه من النوتة، وأنتج الموسيقى في داخلي، بحيث أكون أنا الفرقة السيمفونيّة والمايسترو والجمهور. هل جرّبت فعل ذلك؟

- لا، للأسف. حقاً مدهش. سأحاول تجربة ذلك. يجب أن أتعلّم قراءة النوتة الموسيقيّة أوّلاً. لكن أعِدُكِ، سأجرّب ذلك! أشكركِ سيّدتي، حقّاً أشكرك جدّاً.

أبهرتهُ الفكرة، بقدرِ ما أبهرته الفتاة العشرينيّة برقّتها وجمالها وبطء حركاتها. ما إنْ أطلق القطار تنبيهه التقليدي؛ أنهم اقتربوا من بروكسل، وأن القطار سيتوقّف في المحطّات الرئيسة الثلاث: (Brussels-Noord) و(Brussels-Central) و(Brussels-Midi)، نهضت الفتاة ببطء، وارتدت بلوزتها ببطء. لفّت الوشاح، وارتدت المعطف. حملت حقيبتها ومصنّفها ببطء. أدارت ظهرها ليورغن، لكأنّه لم يكن جالساً قبالتها، ولم يتبادل معها أطراف الحديث قبل دقائق. الفتاة النضرة والفاتنة، التي ترتدي ثياباً بنيّة بتدرجات لونيّة متفاوتة ومنسجمة مع الحذاء البنّي والحقيبة البنيّة والمصنّف الكرتوني البنّي اللون، أوقدت في ذهن وقلب يورغن جمرةً متوهّجة، وغادرتهُ بسرعة.

الرواية صادرة عن دار سؤال في بيروت سنة 2019.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم