الرواية نت - لندن

يؤكّد الروائي السعودي سامي الطلاق أن تجربته مع القراء جيدة، وكذلك تجربته مع النقد، وأنّه لو كتب دروز بلغراد لربيع جابر لاكتفى به مدّة طويلة.

في حواره مع الرواية نت يشدد صاحب "مذكرات متسولة" أنّه يجد مستقبل الرواية زاهراً، ولا يخاف عليه من تغول ثقافة الصورة، وأنّ الحكاية منذ خُلق الإنسان واكتشفها لحدّ الآن تبدو واقعهُ الموازي الذي لا يستغني عنه.

- كيف تقيم تجربتك مع القراء!

لا أعرف هل اسمّيها تجربة. حسناً القارئ "متنوّع" وينطبق عليه التنوع ذوقياً كذلك. كما هي تجربة بالنسبة لي أكثر من جيدة، بالتأكيد هناك قارئ ما لم تعجبه "أو أظن ذلك". والصنفان لهما الحق بالحكم على الرواية التي اقتناها من مالِه.

بالرجوع لتجربتي أراها دافعاً للكتابة، وهناك دفع معنوي لقراء يعتبرون نوعييّن، يكفي أنّ قارئا ما يكتب بوسائل التواصل الاجتماعي "أو يضع روايتي الوحيدة "مذكرات متسولة" " من أفضل ما قرأه بعامهِ السابق.

- ما أهم الأعمال الروائية التي أثرت في تجربتك الإبداعية؟ ما الرواية التي تتمنى لو كنت مؤلفها؟ هل من رواية تندم على كتابتها أو تشعر أنك تسرعت في نشرها؟ ولماذا؟

الأعمال المؤثرة التي تأثرت بها: كل الأعمال الجيدة أثرت بأسلوب كتابتي، كلها لها فضلٌ ما عليّ حتى باللذة القرائية وحسب، منها مثلا رواية أجدُ مثلا "محمد المنسي قنديل" برواية "أنا عشقت" حيث الأسلوب التشويقي لحدث "متخيّل". عبدالرحمن منيف، عالية ممدوح، إسماعيل فهد اسماعيل...أمثلة أتذكّر متانةَ ما قرأته لهم.

حسنا لوكنت كتبت "دروز بلغراد" لربيع جابر لكنت اكتفيتُ مدة طويلة بهذا العمل الإنساني.

- كيف ترى مستقبل الرواية في عالم متسارع يمضي نحو ثقافة الصورة؟

مستقبل الرواية أجدهُ زاهراً ولا خوف عليه من تغوّل ثقافة الصورة، الحكاية منذ خُلق الانسان واكتشفها لحدّ الآن تبدو واقعهُ الموازي الذي لا يستغني عنه.

- كيف تنظر إلى واقع النقد في العالم العربي؟

النقد عربيا، "يحتاج لنقد"، تبدو جملة ساخرة لكنها كذلك تبدو واقعاً غريباً، فتجِد "الناقد العربي" يعلو صوته مع الجمهور حين الجدل حول فوز رواية ما بجائزة ما، ونكاد لانسمع له "حسّاً" اتجاه ما ينشر بغزارة بالسوق الروائي العربي اليوم، هذا التوصيف لا يعني البتة أن لا قراءات نقدية قيمة أو لا نقاد جيدين للإشارة.

- إلى أيّ حدّ تعتبر أنّ تجربتك أخذت حقها من النقد؟

ليس من جهة التواضع ولا شيئا كهذا "إنما" أجدُ أن روايتي "اليتيمة" للآن، أخذت حقها مقارنة بما ذكرتهُ بالسابق، دعني أتلبّسُ "ادعاء" هنا، وأقول قلة من الرواية "كُتبَت" بصوت الآخر بخيط سردي كامل، أدّعي انني كتبتُ أنثى بنفسٍ طويل، أخذ مني ثلاث سنين ونيّف. "حوار صحفي" وقراء يحتفون هنا وهناك كافيةٌ للآن بظني، بل تصيب كاتباً مثلي بنشوة ما.

- كيف تجد فكرة تسويق الأعمال الروائية، وهل تبلورت سوق عربية للرواية؟

فكرة التسويق تبدو واقعية للعالم "الاستهلاكي" اليوم، إن اعترفنا بذلك فهي خطوةً بالاتجاه الصحيح.

- هل تحدّثنا عن خيط البداية الذي شكّل شرارة لأحد أعمالك الروائية؟

خيط "السرد" لروايتي بدأت شرارتها بموقفٍ حصل معي مع متسولةٍ بمدينة القطيف، كان يبدو حدثا عاديا- المتسولون بكل مكان- لكنه جعلني اكتب الرواية.

- إلى أيّ حدّ تلعب الجوائز دوراً في تصدير الأعمال الروائية أو التعتيم على روايات أخرى؟

حسناً. الروايات الجوائزية محظوظة "ستبيع حتما"...!

- كيف تجد واقع ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى؟

الترجمة للغة الأخرى، تبدو خجولة جدا، لعلّه بسياق التراجع السياسي الثقافي العام بالعالم العربي.

- يعاني المبدع من سلطة الرقابة خاصة (الاجتماعية والسياسية والدينية) إلى أي درجة تشعر بهيمنتها على أعمالك؟ وهل تحدّ من إيصال رسالتك الإبداعية وهل أنت مع نسف جميع السلطات الرقابية؟

ليست نسفاً للحواجز الرقابية، فالرقابة بظني موجودة بكل العالم بشكلٍ أو بآخر، هي ذكاءٌ الكاتب بما قرأتُ وصفاً دقيقا عنه "الحصن الأخير للعربي" أي ان الأدب يجب قول كلّ شيءٍ فيه، وبذكاء حتى على الرقيب ذاته، أجدُني كعربي أعاني كغيري، مختلفاً عنه بالمكان والزمان فقط.

- ما هي رسالتك لقرّائك؟

رسالتي للقراء: اقرؤوا واقرؤوا.. لا تجعلوا أحداً يملي عليكم اختياراته.

ــــــــــــــــــــــــــ

سامي الطلاق: السعودية

له خمس إصدارات متنوعة، رواية وحيدة "مذكرات متسولة".

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم