السماري: الشريك الأدبي أحدث حراكاً ثقافياً كبيراً
الإبداع وعلاقته بالكاتب ودور الأندية الأدبية في المملكة وأهمية الجوائز التشجيعية في الخليج العربي عامة، والسعودية خاصة يتحدث عنها الكاتب والروائي السعودي أحمد السماري في حوار خاص مع صفحة زاد المعرفة جاء فيه:* كيف تصف لحظة الولادة في الإبداع الروائي، ومتى يمكن للكاتب أن يتماهى مع شخوص رواياته؟
يقول الروائي الفرنسي كلود سيمون: "الرواية تصنع نفسها، وأصنعها، وتصنعني" والتماهي مع شخوص الرواية أمر حتمي في الوعي واللاوعي، وأثناء أجواء الكتابة تعيش مع تلك الشخوص في ليلك ونهارك، تحبهم وتخاف عليهم، وتكلمهم، وتحلم بهم كثيراً.
في كتابة الرواية يحاول الكاتب توضيح فكرته وشخوصه ويتخيل بصدق مدهش، يعبر من خلال كلماته وجمله وسرده للحكاية، وكتابة الرواية حسب تجربتي البسيطة تتيح للكاتب أن يتعرف على أحوال المجتمع بصورة أعمق وأدق، ويقدمها للقراء ليتعرفوا على حجم الصرعات الاجتماعية وأبعدها وتشكلاتها، فقد أصبحت الروية مرآة الحياة.
- كيف ترى دور الأندية والصالونات الثقافية في المملكة، وهي تشهد تنظيماً جديداً من قبل وزارة الثقافة؟
الكل يلاحظ تراجع دور الأندية الأدبية، حيث بدأت المقاهي الأدبية تحل محل الصالونات الثقافية، ولاشك أن لمبادرة الشريك الأدبي دوراً رائداً في إحداث حراك ثقافي كبير وفعال، وأتمنى أن تستمر، ويستمر دعم وزارة الثقافة لها مع البحث دائماً عن الأساليب الحديثة والفعالة ليبقى الحراك الثقافي متدفقاً ومزدهراً، بعد أن أصبحت الأندية الأدبية في ظني خارج حسابات الوزارة.
- ما طموحاتك على مستوى الرواية وأي أعمالك أقرب إليك؟
طموحاتي متدحرجة إلى الأمام دائماً، وكانت مجرد أن أكمل روايتي الأولى، وأن أجدها على رفوف المكتبات وفي منصات معارض الكتاب، فارتفعت إلى المنافسة للحصول على جائزة أدبية عربية، كذلك أن يتحول بعض رواياتي إلى الدراما أو السينما، أما العمل الأفضل أو الأقرب فلم يولد بعد، وربما يتأجل نشره إلى ما بعد حياتي.
- كيف تنظر إلى الترشيحات التي تتم لجوائز الرواية العالمية وهل ترى أهمية وجود جائزة سعودية للرواية؟
نعم، أُفضل وجود جائزة سعودية سخية ومحكمة بصورة أفضل من الجوائز العربية الأخرى، التي يظهر أنها تتأثر بالصداقات والمجاملة، بعض الجوائز يتم صرفها إلى الدول العربية الأقل دخلاً لاستمالة تلك الشعوب على حساب النص الأفضل، ويقول أحدهم: "الخليجيون أغنياء ولا يحتاجون لقيمة الجوائز النقدية" وهذا أمر مؤسف.
- الترجمات في ظنك هل تمكنت من نقل روح النص بالذات إذا ما عرفنا أن لغتنا العربية لغة مراوغة؟
لقد أوصلت الترجمة إلينا الكثير من الأعمال الرائعة، ونقلتها نصاً وروحاً، والبعض نجاحه نسبي، أما اللغة العربية فلا شك أنها معين للمترجم، ذلك لاتساع معجمها ومساحة إبداعها اللغوي، فالترجمة الأدبية أرقى وأصعب أنواع العمل الأدبي، وتحتاج إلى مبدعين حقيقيين.
تم تحويل عدد من الروايات العربية إلى أعمال سينمائية أو درامية، مع الفارق الكبير فيما يخص الكتابة السردية وكتابة السيناريو، ولم تجد الروايات السعودية اهتماماً يذكر سوى القليل منها، كيف تعلق؟
أعتقد أن هناك فجوة بين الروائيين وشركات الإنتاج الفني، وهناك نقص عنصر مهم هو السينارست، والذي أعتبره العقبة في تحويل الروايات أعمالاً فنية، علماً أنه ليس كل نص قابل للتحويل إلى سينما أو دراما، ونلاحظ محاولة بعض الكُتاب كتابة السيناريو والحوار لأعمالهم، فهي أيضاً تدر مداخيل مالية أفضل من الكتابة الأدبية، مع الأسف.
- ما رأيك في واقع الرواية السعودية الحالي، بعد وصول عدد من الأعمال؟
الرواية السعودية بخير وفي وضع جيد ومتطور، وأصبح لها اسمها وقيمة فنية، ونالت إقبال القارئ في كل الأقطار العربية، وإذا استمر هذا الزخم من الإبداع سوف تصل بمشيئة الله إلى مراحل متقدمة عربياً وعالمياً، ما نحتاجه برأيي هو تطوير دور النشر والتوزيع بما يتناسب مع هذا التقدم، وحركة نقدية أدبية محترفة، وجوائز تشجيعية على عدة مستويات ولجميع أصناف الأدب، وأخيراً تشجيع ترجمة المميز منها إلى اللغات الأخرى؛ لأن الأدب يبقى محلياً حتى يترجم فيصبح عالمياً.
المصدر: جريدة الرياض
0 تعليقات