علي العيدروس

 في إطار اختياره للواقع في الفن يتكئ الروائي الحضرمي عمار باطويل في رواية عقرون على تغريب دلالات علامتين لهما في الذاكرة المثيولوجية للإنسان محمولات إيجابية، هما الحصان والشمس ولأنه لا وجود لعلامة تنتمي إلى كل إنسان حيث أن مضمون كل علامة مستمد من النسق الذي تنتمي إليه. فإن دلالات الحصان أو الخيل وفق النسق الذي جاءت عليه في الرواية أو السياق الذي تموضعت فيه ليست مطابقة ولا مشابهة للعرف المتفق عليه (الخيل معقود في نواصيها الخير) والحال مثله لعلامة الشمس.

إن العرف والاستعمال الجديد هنا في عقرون لعلامتي الحصا والشمس ضمن النسق السياسي لهما ( التموضع الحزبي) هو مصدر الشحنات الدلالية السلبية المتناسلة للعلامتين وبشكل مهيمن على الزمان والمكان والشخوص ف كامل الرواية.

إنني أفتح شهية المتلقي للعودة إلى رواية عقرون لملامسة مثل هذا التغريب الدلالي لعلامات لها في ذاكرتنا المعرفية دلالات إيجابية أو العكس لعلها مهارة الروائي عمار باطويل في جذبنا إلى عوالم الإدهاش الروائي. 

*أستاذ جامعي  

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم