"للكتاب الشباب، ولمن لديه فضول وحب استطلاع"

أراجع نصوصي، أي رواياتي، وأشارك آخرين بمراجعتها، كل واحدة على حدة. أي أنني حين أنتهي من أية رواية، وقبل نشرها، أعرضها على ما لا يقل عن عشرة أشخاص ممن أثق بآرائهم حتى أستفيد من تعليقاتهم. بالنسبة لي، نصوص الكاتب ليست منزلة من السماء، بل هي اجتهادات وتجارب تتفاوت في أهميتها الفنية والمعرفية. وأنا لدي من التواضع والخبرة ما يجعلني أعترف أن رواياتي، ككل الروايات في العالم، لا بد وأن تكون فيها بعض الشوائب الفنية أو المعرفية. وبما أن رواياتي سياسية اجتماعية ومحملة برسائل مجتمعية، فأنا أحس أن من واجبي أن أعمل على تنقيتها من الشوائب ما أمكن، احتراما للقارىء، واحتراما لما أكتبه عن مجتمعي. وغالبا ما صححت معلومة أو اختصرت فقرة أو جملة أو حتى مشهدا بأكمله بناء على نصيحة أقتنع بها. ولكن لا بد من الإشارة إلى أن الكاتبة أو الكاتب، مهما اجتهدا في تقديم الأفضل، فهناك ما هو أفضل، سواء لدى الواحد منهما أو لدى الآخرين. طبعا تعليقات القراء والنقاد تساعد الكاتب على مراجعة أعماله ومعرفة أين نجح وأين أخفق، لكني أحذر الكتاب الشباب من أخذ كل التعليقات والانتقادات بجدية مطلقة لأن النقد يخضع لعملية التذوق، والتذوق يختلف من قارىء إلى آخر ومن ناقد إلى آخر، وعلى الكاتب أن يربي لديه القدرة على غربلة الانتقادات والتعليقات ولا يحتفظ منها إلا بما هو صادق ونافع وإلا ضاع بين المتناقضات وضيع بوصلته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن صفحة الكاتبة والروائية الفلسطينية سحر خليفة على الفيسبوك

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم