ثمانية أسباب للانحياز إلى الرواية الجنسية الفاحشة. هي دعوة (بين الجد والهزل) إلى تكريس الأدب الإيروتيكي...

1. إعداد موسوعة للمصطلحات الجنسية بالفصحى المعاصرة وما يقابلها بالعامية لجميع لهجات الدول الناطقة بالضاد. لأغراض أدبية صرف تخص التأليف والترجمة. 2. أ- من أجل تكريس تصنيف الأدب ليكون القاريء على بيّنة في ما يختاره للقراءة (خصوصاً في الدول التي تطبق دور الرقيب بإيمان حقيقي بواجب محافظتها على الآداب العامة وحماية العائلة، في توفير الجهد على اللجان العاملة بخصوص التعامل مع هذه القضية وتجنيبهم التعرض لخدش الحياء وحياء أرباب عملهم).

ب- التصنيف ليس إلى أدب فاحش وأدب عفيف أو محتشم، إنما وفق المتعارف عليه: رواية بوليسية، خيال علمي، رواية ايروتيكية (ذات معايير فنية من حيث اللغة والخيال)، وإباحية رخيصة والتي تقترب من صنف الأفلام الإباحية، وقد درج البعض من الكتاب المعروفين في أوقات الضيق المالي إلى كتابة هذه النصوص بأسماء مستعارة)، وكذلك تصنيفها إلى روايات إيروتيكية للرجال وأخرى للنساء، (كان سابقاً يصدر في الغرب تحت تصنيف أدب جنسي لربات البيوت). والتصنيف الأخير يأتي على اعتبار أن هناك تبايناً بين طبيعة الرجال والنساء في هذا الموضوع، فتأثير الكلمة على المرأة له وقع أكبر من وقعه على الرجل في إثارة خيالها وغوايتها. يقال إن الأدب الروائي الجنسي أي الكتب تخاطب المرأة، بينما الصورة أي الأفلام الإباحية تخاطب الرجل. يضاف إلى أن المراة صارت بحكم ما استجد أكثر وعياً وفضولاً وتفتحاً من هذا الجانب.

ج- "التجنيس" سيحول دون تشتت الروائي والروائية في التصدي لمشروع من هذا النوع (كما كان يحدث في كتب التراث حيث تجد فصولاً من الكتاب في الفقه، أخرى في اللغة، ثم الجنس والاوضاع وغيرها). النوع سيأتي "نقيا" وفي السياق وذا مصداقية لا تؤدي إلى تضليل مشتري الكتاب ولجان التحكيم في الجوائز.

3. الأدب كان دائما بمثابة قناة تفريغ وراحة نفسية. وسيكون حلاً للاحتقان والكبت الجنسي الذي يصِم بلداننا والذي تسبب في تصدرنا دول العالم بنسبة التحرش، ناهيك عن المنشورات التي أخذت الدول المانحة للجوء بإصدارها بتضمنها وسائل توضيحية وتوجيهات لكيفية تعامل الرجل مع المرأة حميمياً (سيكون عاملاً مساعداً يقف إلى جانب دور بيع الجنس وإنتاج الأفلام الإباحية في تقليل الجريمة وتطبيع الرجل تدريجاً في المجتمعات المختلطة، ومن المؤمل تقليص أسطرة الموضوع برمته بحكم تأثير الوفرة والتكرار، والممنوع مرغوب).

4. ظهرت، أخيراً، دراسات كشفت عن ميل نسبة عالية من الرجال والنساء إلى كتابة رسائل نصية عبر هواتفهم المحمولة آخر الليل متبادلة مع الأصدقاء والصديقات، تتضمن وصفاً لممارسات العلاقة الحميمية لهم مع شركاء حياتهم. وذلك أدى إلى الادمان على استخدام الهواتف ليلاً وتصفّحها وايلاء الموضوع اجمالاً اهتماماً مبالغاً فيه قبل الخلود للنوم. سيختلف التعريف حينها ربما تماما، بعيدا عن قرنه بالانحراف الخلقي والأخلاقي، ما دام سيكون محفوظاً بين طيات كتاب.

5. أثبتت بعض الدراسات أن هذا الصنف من الأدب قد ساهم إيجاباً إلى حد ما في تحريكه المياه الراكدة للعلاقات الزوجية المستديمة. فالفقر في الخيال وانعدام التجربة لدى البعض من الجنسين هو أحد أسباب البؤس المؤبد أو المقدس وبرود الحياة الزوجية، وبالتالي تحول الطرفين إلى كائنات غير مرئية لبعضها البعض سواء في النهار أم في الليل.

6. تحريك سوق الكتاب وتصديره إلى جميع لغات العالم فالموضوعة السياسية أو الاجتماعية أو الدينية قاربت على فقد الاهتمام تجارياً في العالم. أما الرواية العربية الجنسية الصرفة فستكون ضربة الشاطرة والشاطر حين تكون مستوحاة من تراثنا الأدبي الغني والمخيال الجنسي والعاطفي بتجلياته لغويا.

7. سيكون لنا، بالتالي، مصطلح أصيل في غضون سنين هو "تشريق الرواية" نستعيد من خلاله أصالتنا ودورنا المؤثر في حضارات العالم أجمع، رداً على رياح التغريب والاستشراق التي مسحتنا.

8 . هناك نقاط حساسة جداً ربما تشمل المجتمع الغربي أكثر منها مجتمعاتنا الشرقية (نقول ربما)، ألا وهي هيمنة الصور الجنسية للأفلام الاباحية على مخيلة المرأة والرجل بشكل تعسفي حال دون تلقائية المشاعر والرغبات واختلاف طبيعة العلاقات بسبب النمطية والسطحية التي تتعاطاها تلك الأفلام. وهو أمر تصدت له الحركات النسوية منذ زمن بعيد، من نتائجه انحسرت محلات متخصصة وقنوات تلفزيونية كانت تبث مجاناً بشكل دائم، وإفلاس شركات المنتجة للأفلام. لذا، يعتبر الكتاب أو الرواية المعادل المخالف للحالة السائدة. أن تقرأ لمارغريت دوراس، أناييس نن، جورج باتاي وهنري ميللر، خير ألف مرة من أن تشاهد دقيقتين من فيلم تفقد بعده الرغبة بالمواصلة.

ملاحظة: 1- دعنا لا نفكر في أن مجتمعاتنا بعيدة عما ذكر، على العكس فهي ربما الأحوج إلى ذلك.

2- كل ما طرح لا يعني أننا من المؤيدين لهذا الصنف على حساب الأدب الرفيع والراقي.

3 - الانزواء مع كتاب من هذا النوع أفضل من الانزواء مع كتب راديكالية تحرّض على البغض والكراهية والعنف. عن صحيفة المدن

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم