من خلال متابعتي للفيسبوك وهستيريا البوكر والقائمة القصيرة للروايات المرشحة للجائزة.. انتبهت إلى أن 95% من البوستات والمعلقين من البلدان التي رُشحت روايات لكتابها إلى الجائزة يعيشون جيشانا عاطفياً قطريا وتحشيداً وطنيا وكأنما الترشيح للجائزة هي منازلة في حلبة مصارعة أو هو تحشيد لجيوش المثقفين على الحدود بين البلدان العربية ..!.. من حيث أن معظم المعلقين والمتابعين يعتبرون الرواية المرشحة للقائمة القصيرة تمثل بلدهم وثقافتهم وتاريخهم الشخصي..!..بغض النظر عن قيمة تلك الرواية...المهم هي باسم بلدهم..!.

هذا أمر مرعب يعبر عن مستوى الإنحطاط الثقافي الذي وصلت إليه شعوبنا..استغرب ألاّ يحتكم مثقف منصف للإبداع..!ويفكر في قيمة هذه الجائزة أصلا وما رشحته من روايات في قائمتها الطويلة وما أنتهت إليه في قائمتها القصيرة.

مبدئيا وبعيدا عن تقويم جائزة البوكر ومستواها وقيمتها الإبداعية الحقيقية فأن الروايات المرشحة كلها في النهاية هي جزء من مشهد الرواية العربية..وأي رواية تفوز هو فوز عام للرواية العربية.

البوكر جائزة عليها مآخذ كثيرة وكلما تتكرر سنويا كلما تقل قيمتها الأدبية والمعنوية لما يوجه إليها من نقد..وبالتحديدما يوجه للجانها المقررة..بغض النظر عن صواب أو خطأ تلك الانتقادات..وموضوعيتها.

قيمة البوكر تأتي من كونها جائزة خليجية يرافقها مبلغ لا باس به مع تسويق كبير..والخليج هو المهيمن على الإعلام العربي. وربما رنين لفظ (البوكر) الأجنبي يحيل لأهميتها .. إذ هناك جوائز أدبية للرواية وفنون الكتابة الأخرى خليجية وموجودة أيضا لكنها لا تنافس البوكر..كجائزة الشيخ زايد بن سلطان..وكاتارا..

وشخصيا أرى أن جائزة متواضعة ماليا وأقل من البوكر بخمسين مرة مثل جائزة نجيب محفوظ لهي أكثر قيمة أدبية ومعنوية من البوكر..!

هستيريا البوكر وتحشيدها الوطني وكأنها حرب هو تجسيد للإحتقان النفسي الجمعي للمشهد الثقافي العربي.. فهناك مرافعات وخطابات وشعارات مقززة ومشينة تكشف عن عنصرية ثقافية..! وبصراحة شديدة من يريد أن يبحث عن مصداقية البوكر فليفتش في الروايات التي ابعدت ولم ترشح..!

مبدئيا لنحتكم للإبداع لا للجغرافيا.

ــــــــــــــــــــــــــ عن صفحة الكاتب على الفيسبوك

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم