كان الروائي إداور الخراط يتمدد على فراش المرض قبل رحيله بيوم، موصولاً بجهاز تنفس صناعي، عندما دخل الغرفة الروائي منتصر القفاش ليلقي نظرة عليه، يتمنى من داخله ألا تكون الأخيرة.

يقول القفاش: "أُصبت بما يشبه الصدمة، لم أعرف إدوار الخراط سوى شخص ممتلئ بالحماس، في كل لقاءاته، يبدو مثل نهر يتدفق بالأفكار، وشعرت بالحزن لما آل إليه".

صاحب "أن ترى الآن" يتذكر علاقته الكبيرة بالروائي الراحل: "من الأشياء التي لا يمكن أن أنساها أنه كتب عن قصصي قبل أن تصدر كمجموعة أولى بعنوان (نسيج الأسماء)، كتب دراسة في مجلة فصول ربما أواخر عام 1988، وصدرت المجموعة بعدها بعام، وحتى لا أنسى كانت الدراسة عن قصصي ومجموعة لناصر الحلواني، وفيها كان يشير إلى أن القصص مخطوطة لديه ولم تصدر بعد في كتاب، كنت مندهشاً، لأنني لم أتوقع هذا بصراحة، وكل ما فكرت فيه أنه سيقول لي رأيه شفوياً".

لقاء الأربعاء وأضاف: "بعد ذلك كتب إدوار عن معظم أعمالي (السرائر، وتصريح بالغياب، وأن ترى الآن)، والأخيرة تحديداً ما زلت أحتفظ بمخطوطها الذي دوَّن على هوامشه أفكاره أثناء القراءة"، وأضاف: "كتب انطباعاته على تلك الهوامش، وأيضاً مشاعره تجاه الشخصيات والأحداث، هذه الهوامش جسدت لي صورته أثناء القراءة، وأوضحت لي كيف كان يتقدم فيها، بمعنى أنه كان يضع أسئلة حول شيء ما، ثم في صفحات متقدمة كان يجيب على نفسه، إنها هوامش قارئ يتحدث مع النص، كان شيئاً مدهشاً وعظيماً".

وأضاف: "أتذكر طبعاً يوم الأربعاء الذي خصصه كلقاء مفتوح للكتاب في بيته بالزمالك، وعرفت من ابنه الدكتور إيهاب الخراط في المستشفى قبل رحيله بيوم، أنه بدأ هذا اللقاء منذ السبعينيات، وكان يحضره كتاب من الستينيات والسبعينيات ومن الأجيال الأحدث، في هذا اللقاء كان إداور يتحدث عن الأعمال التي قرأها ورأيه فيها، كان يقرأ أيضاً نصوصاً يكتبها أو يستمع لأعمال نكتبها".

وتابع: "في هذا اللقاء أتيح لي مقابلة بدر الديب لأول مرة، كنت سعيد الحظ بالحوارات بينهما، كانا يمثلان مدرسة بالنسبة لي، لقاؤهما كان فرصة عظيمة للمعرفة، لأن الاثنين يشتركان في قدرتهما على بلورة آرائهما النقدية وقدرتهما على الحديث عن إبداعهما أو إبداعات الآخرين بشكل نقدي عميق جداً، وكان يختلفان أحياناً خصوصاً حول بعض المصطلحات النقدية التي يضعها إدوار".

يتذكر منتصر أنه أيضاً بدأ من الجيل الأحدث وهو وناصر الحلواني في ارتياد لقاء الأربعاء: "بعدنا بقليل بدأ مصطفى ذكري ومي التلمساني وحسني حسن في الظهور، والأخير له دراسة مهمة جداً عن الخراط بعنوان (يقين الكتابة)". عن موقع 24 الإلكتروني

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم