يقدم الروائي المصري شريف حتاتة (1923) في روايته الصادرة أخيراً «شريط الحزن الأبيض» عن «مركز الأهرام للنشر» في القاهرة، عملية اكتشاف للذاكرة، فنراه وعبر أسلوب سلس ولغة بسيطة وتأمل هادئ يتحدث عن تجربة حياتية ثرية يتقاطع فيها السياسي مع الإجتماعي والإنساني، ولعبت فيها النساء دوراً مهماً وأساسياً بدءاً من الأم، مروراً بالمرأة «المومس»، والمرأة التي من فرط جمالها كان يخشى الاقتراب منها، وصولاً إلى المرأة التي رفضته. وهي من الأشياء التي يكره الكاتب العربي أن يفصح عنها؛ «لأنه يريد أن يبدو دائماً في مظهر المرغوب وليس العكس»، وفق تعبيره. لا ينشغل صاحب «النوافذ المفتوحة»، و «ابنة القومندان»، بمسألة الفواصل بين الأنواع الأدبية، ويطرح روايته بعيداً من فكرة الإستهلاك التي انتقلت إلى الثقافة. هنا حوار معه: > «شريط الحزن الأبيض»، رواية سيرة، وقبلها أصدرت في النوع نفسه «رقصة أخيرة قبل الموت»، و «النوافذ المفتوحة»، ما الباعث على الكتابة هذه المرة؟ - عندما أراجع حياتي أشعر أن الأحداث والتجارب التي عشتها أو مرَّت عليَّ، وأفكاري ومعتقداتي، تنعكس في الرواية التي أكتبها في شكل واضح أحياناً، وأقل وضوحاً أحياناً أخرى. هناك نظريات عدة في مسألة وجود الكاتب أو درجة ظهوره؛ غالبيتها ترى ضرورة اختفاء الكاتب وعدم ظهوره في النص. فكرتُ في ذلك، وفي النهاية حسمت الأمر بيني وبين نفسي؛ لأن الحصيلة في رأيي؛ هل الكتابة ممتعة؟ هل هي مفيدة ومؤثرة، هل يتذكرها الناس؟ أنا موجود في روايتي كلها في شكل أو آخر. التعبير عن ذاتي شيء مهم بالنسبة إلي؛ ولذلك ليس مصادفة أن أكتب «النوافذ المفتوحة»، و»رقصة أخيرة قبل الموت»، وأخيراً «شريط الحزن الأبيض» التي يمكن القول أني تسللتُ عبرَها إلى العلاقة التي تربطني بأمي. > هل أنت مشغول بمسألة الفواصل بين الأنواع الأدبية؟ - عندما أصدرتُ أولى رواياتي، كتبت إحدى الكاتبات مقالاً طويلاً في مجلة «الطليعة»، وكان رأيها أنها ليست رواية بل مجرد سيرة ذاتية، وسيرة ذاتية ضعيفة، الرأي نفسه كتبه روائي في المجلة نفسها. الفواصل بين الأنواع الأدبية أمرٌ لا يشغلني. ما يشغلني حقيقة؛ هل الكتابة جيدة أم لا. الكاتب الأميركي هنري ميلر يقول: «كل كتاباتي عني»؛ طبعاً أنا لا أقلده لكن ربما يكون ذلك ناتجاً عن شخصيتي، فأنا انطوائي بطبعي؛ حتى وقت اشتغالي بالسياسة كنت مختلفاً عن السياسيين الآخرين، فلم أكن مندمجاً في النشاط العام والدور الذي كنتُ ألعبه كان دوراً فكرياً في الأساس؛ وبالتالي كنتُ أميل إلى التنقيب في النفس، سواء في ما يخصني أو يخص شخوص رواياتي. ومع التقدم في العمر، الحركة والنشاط يصبحان أقل والاختلاط بالناس يصبح محدوداً، والطابع الانطوائي يتأكد أكثر فأكثر، ما يفسح المجال أمام الرغبة في التأمل والنظر في حياتي وحيوات الآخرين. > تستحوذ الأم على الجانب الأكبر في» شريط الحزن الأبيض»؛ لماذا؟ - في الفترة الأخيرة من حياتي بدأتُ أراجع علاقاتي بالآخرين، ومن بين هذه العلاقات علاقتي بوالدتي، خصوصاً أن ثمة شعوراً خاصاً يتعلق بها كان يتملكني ويسيطر عليَّ، ربما يكون الندم أو الحنين. لستُ أعرف. كنت أرغب في معرفة أسباب هذا الشعور، ولماذا هو موجود، ومن هي هذه المرأة، وطبيعة علاقتي بها، وكيف عانت في حياتها، والتجارب الصعبة التي مرَّت بها. > بطل الرواية يسرد الكثير عن نساءٍ؛ بعضهن عابرات في حياته، والبعض الآخر لا وفي المقابل لا يوجد كلام عن الرجال حتى أن الحكي عن العلاقة بالأب جاء في شكل سريع وهامشي؟ - صحيح. السبب في ذلك أن النساء لعبن دوراً مهماً في حياتي؛ فوالدتي كانت صاحبة تأثير قوي علي، وقبل زواجي من نوال السعداوي كنتُ متزوجاً من مناضلة يسارية معروفة قابلتها خلال فترة نفيٍ خارج مصر. كانت علاقتي بزوجتي الأولى، قوية للغاية. وقريباً يصدر لي كتاب عنوانه «معركة البديل» يضم مقالاتي التي كتبتها في السنوات الأخيرة. في مقدمة الكتاب وضعتُ مقطعاً من قصيدة وأهديتُه إليها. بعدها تزوجت من نوال السعداوي. علاقتي بنوال أهم ما كان يميزها ذلك التأثير القوي والمتبادل بيننا. هي الآن تنكر ذلك وتقول إنها لم تتأثر بي ربما، لكن واقع الأمر أن كلانا تأثَّر بالآخر وأثَّر فيه. حالياً أنا متزوج من أمل الجمل وعلاقتنا متميزة جداً على رغم فارق السن الكبير واختلاف الأجيال والأفكار والعادات. > الكتابة إجمالاً ذاكرة، والذاكرة قد تسقط أشياءً أو تسكت عنها سواء عن قصد أو غير قصد. في «شريط الحزن الأبيض» سردٌ لذكريات وأحداث وقعت في فترة مبكرة جداً من حياتك. كيف تعاملت مع الأمر؟ - أوافقك أن الكتابة ذاكرة، والإنسان لا يملك إلا ذاكرته، وإذا ضعفت الذاكرة تضعف الكتابة، لكن الطريقة التي اتبعتها في كتابة هذه الرواية وهي طريقة أعجبتني وراقت لي كثيراً، كانت الخواطر تأتيني، وكنت أسير وراءها، والأشياء التي كانت تذكرني بأشياء أخرى كنت أسير وراءها أيضاً، وهكذا حتى لا أجد ما أسير وراءه فأتوقف عن الكتابة. لم أكن ممسكاً بدفةِ الكتابة في شكل قوي. كنتُ أترك التيار يأخذني حيث يريد. الشيء الآخر أن الإنسان ومن خلال الذاكرة ومن خلال الكتابة يعيش التجربة نفسها لكن بطرق مختلفة، في مراحل مختلفة وبأحاسيس مختلفة أيضاً. > بيتُ الطفولة في لندن نقطة الإنطلاق؛ منها تقوم بعملية إبحار في عوالم المرأة، لكنك في كل مرة تتحدث عن إحداهن تعود إليها مرة أخرى؟ - عندما أنوي الكتابة لا أخطط لما سوف أكتبه. التركيبة في هذه الرواية غربية. كنتُ أسير حيث تريد الذاكرة أن تأخذني، لا حيث أريد أنا أن آخذها، ونظراً إلى أن تأثير المرأة في حياتي قويٌ ومهم، وعلاقتي بها ماثلة أمامي دائماً، الرواية تسرد ذكريات كثيرة عن أنماط مختلفة من النساء وكلما تذكرت إحداهن تأخذني الذاكرة مرة أخرى للعودة إلى نقطة الانطلاق الأولى. > هل تغيَّر شكلُ الكتابة ودوافعها عندك الآن مقارنة بالبدايات؟ - أنا أكتب، لكن عندما أُسأَل عن كتاباتي أشعر أن الرد ليس سهلاً أبداً؛ لأني لا أكون واعياً بالأشياء كلها وقتَ الكتابة. ربما يدرك ذلك قارئ حصيف لديه قدر من الوعي والحساسية. عندما أشرع في الكتابة أترك نفسي تقول ما تشاء بصرف النظر عن الصياغة أو القصة؛ هل هي جيدة أم لا. أترك نفسي للتيار أو الفيضان. أحياناً يحتاج النص إلى كثير من التعديلات، وأحياناً لا يحتاج. في البداية كنتُ أشغل نفسي بالتفكير في ما سوف أكتبه، الفكرة، التصور، الشخصيات الصياغة؛ لكني اكتشفتُ لاحقاً أنها طريقة غير صحيحة لأنها تخلق الكثير من القيود، وأن الكاتب عليه أن يترك نفسه للتيار حتى يفرغ من الكتابة تماماً، وفي النهاية إن لم يرضَ عما كتب فليتخلص منه. استغرقتُ سبع سنوات في كتابة رواية ثم تخلصت منها لأنها لم تعجبني. أما بالنسبة إلى دوافع الكتابة، فإن يوسف إدريس كان يقول: «إن لم أرَ اسمي مكتوباً على مقال أو قصة أو كتاب فترة أسبوع أو اثنين، أشعر بقلقٍ شديد». لو أننا بحثنا عن مصدر القلق سنكتشف أنها دوافع الكتابة التي هي - في رأيي الشخصي - الرغبة في التواجد، الرغبة في الشعور بالقيمة والتقدير وأني معروف وأن ما أكتبه يحمل قيمة ما ويؤثر في الآخرين في شكل أو آخر. > هل يُشترط في الكتابة وجودُ دورٍ أو رسالة؟ - هناك مبالغة شديدة في التعاطي مع كلمة الإبداع أو الموهبة؛ فالكُتَّاب يعتبرون أنفسهم طائفة متميزة وصاحبة مكانة خاصة، تملك ما لا يملكه الآخرون، يعتبرون أنفسهم نخبة ويصنفون الناس؛ هذا كاتب موهوب وهذا غير موهوب. لا يمكنني فهم مصطلح الموهبة والتعامل معها بوصفها وحياً. ما يطلق عليه موهبة هو في الأساس استعداد للتعبير في شكل أو آخر. هذا الاستعداد إما أن يُقتَل عندما لا تتوافر الظروف والعوامل المناسبة، وإما تتاح له فرصة الظهور. تنمية هذا الاستعداد تأتي بالعمل المتواصل والجهد والصبر. > هل تعتبر نفسك كاتباً جريئاً؟ - اتخذتُ الكثير من القررات الجريئة والفجائية في حياتي، من بينها تركي مجال الطب تماماً على رغم نجاحي وتفوقي فيه واتجاهي للعمل في السياسية، ثم الكتابة الأدبية، لكني لستُ من أنصار المطلقات في أي شيء؛ فالمسائل كلها نسبية. الجرأة التي أمتلكها أيضاً نسبية بمعنى أنه كلما مرت عليَّ السنون وتقدم بي العمر تجرأتُ أكثر. > لماذا؟ - لأني عندما تجرأت في المرة الأولى، كتبتُ «النوافذ المفتوحة»، وفي الثانية «رقصة أخيرة قبل الموت»، شعرتُ براحةٍ كبيرة لأنني مارست حريتي بعد أن كنت عاجزاً عن ممارستها والتعبير عن أفكاري وعواطفي وتجاربي أنا وليس تجارب الآخرين. شعرتُ أيضاً أنني أتنفس في مجتمع لا يريد لنا أن نتنفس. سافرتُ إلى الكثير من بلاد العالم؛ في أوروبا وأميركا وآسيا وأفريقيا. عشتُ في بعض تلك البلاد سنوات عدة وأدركتُ أن التقاليد والقيم وأساليب التفكير هي وليدة التاريخ والمجتمع. وعلى رغم ما اكتشفته من عيوب في هذه المجتمعات، إلا أنني وجدتُها تتمتع بميزات كثيرة، أهمها ذلك القدر الأكبر من الحرية في الحديث وممارسة الحياة، عكس الموجود في مجتمعاتنا. دائما عندي إحساس المواجهة والتحدي لأشياء أكرهها في المجتمع، فضلاً عن أن المجتمع في الغالب لن يَعُضَ في عجوز مثلي، وربما يقولون فلنتركه يكتب ما يشاء. > في عالمنا العربي، الكتابة عن الذات والبوح بأسرارها ما زالت تعاني سطوة الموانع والمحرّمات؟ - الذات العربية ما زالت موضع تنكيل، والبوح بأسرارها من المحظورات، لكني استطعت التخلص من تلك السطوة في كل مرة كتبتُ عن نفسي وتجربتي. > هل الظروف غير التقليدية التي نشأت في ظلها حفَّزَتك على البوح؟ - صحيح؛ فوالدتي كانت إنكليزية وأنا تأثرتُ بها وبسلوكها، فضلاً عن سفري إلى أوروبا والعيش هناك سنوات عدة. نعيش في عصر الإنسان تحول فيه إلى آلة والإحساس بذات الإنسان - وتحت وطأة التسلط والقهر والظلم - يضمحل بمرور الوقت. المشكلات التي تعانيها مجتمعاتنا كثيرة والجزء الأكبر والأهم منها مرتبط بالعلاقة بين الرجل والمرأة. > «ضقتُ بقراءة الروايات»، هكذا يقول السارد في «شريط الحزن الأبيض»، فما أسبابُ ذلك في رأيك؟ - في كثير من الأوقات، أشعر أنه ليس هناك جديد في الأدب يجذبني. ربما يجذب الآخرين. أنا لستُ ضد تناول أي موضوع؛ لأنه لا توجد حدود مفروضة، فأي شيء متعلق بالحياة يمكن الكتابة عنه، لكن أن تكون الكتابة عن التشوه أو القبح أكثر من الكتابة عن الجمال، فهذا أمرٌ لا يروق لي، ولا يثري وجداني وفكري. ربما يكون ذلك هو السبب. وربما يكون أني وبحكم التقدم في السن قرأتُ روايات كثيرة، لكني أحياناً أراها غير بعيدة عن بعضها بعضاً. أنا عندي المشكلة نفسها. أكرر ما أكتبه. ربما يكون العنوان مختلفاً، والشخصيات والأماكن أيضاً مختلفة؛ لكن الاتجاه العام والأفكار الأساسية، والعواطف والأحاسيس والتجارب تقريباً واحدة. > في «إبنة القومندان» تضرب اليسار الذي يغفل أهمية الخيال والرومانسية في حياة الإنسان مهما كان بسيطاً وفقيراً وفق تعبيرك... كيف تقيِّم وجود اليسار في اللحظة الراهنة؟ - وجود ضعيف، وغير فاعل، يعاني التخبط. لي وجهة نظر في اليسار لا ترضي اليساريين وكنت أول من أصدر كتاباً ينتقد الاتحاد السوفياتي السابق عنوانه «تجديد في الماركسية». حالياً أنا عضو في حزب يعتبر يسارياً إلى حد ما، هو حزب التحالف الإشتراكي، لأني أحب أن أكون ملتصقاً بالمسائل السياسية دائماً. ليس بدرجة كبيرة، لكن في الشكل الذي يتيح لي قدراً ولو ضيئلاً من النشاط والإلمام بمجريات الأمور على المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية كافة، وإلا كيف أكتب وماذا سأكتب. لا أفصل بين السياسة والأدب؛ لكني أفصل بين كون الشخص ناشطاً سياسياً أو منتجاً أدبياً. فالعمل السياسي يستهلك الكثير من جهد ووقت وتفكير واتجاهات الكاتب. > أين يقف المثقف الآن؟ - أولاً؛ ما الذي نقصده بالمثقف؟ هل المثقفون هم الفنانون والكتاب الذين يتجمعون في مقر «المجلس الأعلى للثقافة» ويشاركون في المؤتمرات والندوات؟ للثقافة معنى أوسع. أين هو المثقف الذي يمتلك ارتباطاً بين فكره ونشاطه والناس. الجماعة الثقافية هي في أغلبها شلل مغلقة على نفسها. > تتحدث عن ثقافة استهلاكية باتت مهيمنة، وعن علاقة معدومة بين الكتابة الفنية والعلم، كيف؟ - القيم الاستهلاكية انتقلت إلى الثقافة؛ فالأفكار والقصص والروايات أصبحت سلعة يحكمها ذوق السوق والناشرين والإعلام والنقاد المتعاونين. معظم ما ينتج لا يعيش لأنه وقتي واستهلاكي. الثقافة التي تغزو العالم عبر وسائل الإعلام والنشر والإتصال هي ثقافة الأنا، والعنف، والجنس في معناها الجيد والبائس، ثفافة الخضوع، والسحر والشعوذة والتخلف والإرهاب. الثقافة عانت وما زالت تعاني، لكن هذا لا يعني عدم وجود إيجابيات. الإيجابيات موجودة. لكن السلبيات من وجهة نظري أخطر. ومن إيجابيات العصر؛ العلم، لكن علاقة الكتابة الفنية بالعلم معدومة ما عدا الخيال العلمي المشوَّه. لا أفهم هذا الفصل الحاصل بين العلم والثقافة، بين الثقافة والتعمق على رغم ما وفَّرته وسائل الإتصال من ميزات كبيرة في ما يتعلق بالمعلومات المتاحة والانفتاح على العالم الخارجي. لكن يبقى السؤال؛ انفتحنا على ماذا في ظل نظام فاسد عالمياً؟ فأي نظام هذا الذي يملك فيه ستون شخصاً نصف ثروة سكان الأرض. > ما هو تقييمك لأداء المؤسسة الثقافية الرسمية والقائمين عليها في مصر؟ - القضية ليست في وجود وزارة للثقافة من عدمه. القضية أن تعبر هذه المؤسسة عن إرادة المثقفين، أن تكون أداة من خلالها يمارسون دورهم. المجلس الأعلى للثقافة مثلاً، يقتصر دوره على مجرد مؤتمرات وندوات ولا وجود لحراك ثقافي حقيقي يمتد ليشمل الريف والمدنية. الهيئات الثقافية الرسمية لا تعبر عن إرادة المثقفين، وهي مجرد جهاز إداري يهمين عليه عدد من الموظفين المفروضين على الحياة الثقافية. > في المقابل هل يمكن التعويل على العمل الثقافي الأهلي؟ - ليست لدينا مؤسسات أهلية أو تنظيمات شعبية ثقافية تعمل، وكل المسائل الثقافية التي نفكر فيها والمشكلات التي نسعى إلى حلها، نسعى إلى حلها من طريق الإدارة، من طريق الدولة، وكأن الدولة هي التي تصنع الثقافة. الثقافة شأنها شأن أي نشاط في المجتمع تُبنى من خلال تركيبة المجتمع، والعمل الثقافي الأهلي أو الخاص مرتبط بهذه التركيبة. لن نستطيع إيجاد ثقافة حقيقية مرتبطة بالعلم وفي متناول الناس، إلا إذا تغيَّرت هذه التركيبة اجتماعياً واقتصادياً.

عن صحيفة الحياة/ ملحق آفاق

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم