ان اول مشهد يطالع القارئ في الكتاب ويلفت انتباهه الوجه الانساني والابداعي لكاتب مثقف يعي ماذا يريد ماسكا زمام خياراته بحزم وثقه كبيرين.

وتتجلى خبره الكاتب باعتماده على احداث قد تبدو فقيره بمعطياتها ولكنها تصلح بذره لنص روائي يغذى بخيال الكاتب. 

فمن معطيات تلهب الخيال تاتيك الأعمال الاكثر تمييزا وابداعا، اذ ليس على الكاتب ان ينتظر احداثا ضخمه كالكوارث طبيعيه او حروب او ثورات ليهبط الالهام على اثرها ولكن الكاتب الذكي هو من يقتنص النصوص من احداث بسيطه قد لا يلاحظها الاخرين.
وقد صنع الكاتب من شخصيه هدى نموذجا مصغرا للجمال والقوه والجبروت تلك الانثي بملامحها الجميله وحيويتها وسحرها التي تجعلك تجدها تقف امامك على هيئه حروف وجمل من وحي الخيال، واردف الكاتب بشخصية عمر ذلك الشاب الوفي الذي جسد دور المتدين والمحافظ للحب والاهتمام الذي يتفقده اغلب البشر.

فاتن صاحبة روح نابضه بالسحر والمعرفه سرت بشغفها وفضوله بين القرى والطبيعه وهي الشخصية المحوريه في الرواية.

وهنا يبحر القارئ في حرب مشاعر ما بين سفر ورجوع، فراق ولقاء ومن ازمه الاغتراب النفسيه في شوارع المدن بتفاصيلها وشوارعها وشخوصها بدت الهويه ماده اساسيه حيث نجد الكاتب قد تفاعل مع الواقع ارضا خصبه طُرحت من خلاله الكثير من الموضوعات من تأثيرات الحرب، اللجوء والنزوح والبحث عن الذات والحب والحياه الاجتماعيه ونقل الانكسارات النفسيه لتلك الشريحه المهمشه من اللاجئين المنخرطه رغما عنهم في تيه فقدان الوطن، وطرح آلاف النماذج التي مرت في الواقع بنفس الظروف، وأكثر الشعوب عاشت وتعيش مآسي الحرب التي شوهت واطاحت بكيانها وجعلتها متشظيه تشعر بالنقص وعدم الانتماء.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم