صدر حديثاً عن دار أثر للنشر والتوزيع في السعودية رواية "قنطرة" للكاتب أحمد السماري. 

وقنطرة هي الرواية الثانية للسماري بعد روايته الأولى الصريم. 

تحكي أصوات أربع شخوص متشابكة تجمع ما بين الفن والحب، والرياضة، والمعاناة والسجن والتهميش، يقطنون في حارة شعبية، في تلك الأماكن التي تبرز صفات ذلك الزمان وأهله. 

ستتيح الرواية للقارئ أن يحظى بمشاهد بانورامية عن الرياض وأحيائها الشعبية، ومن عاشوا فيها من جيل الستينيات والسبعينيات، وكيف تحولت تلك الحارات بعوامل التغيير الاجتماعي والاقتصادي، فلم يبق من ألوان المنازل إلا ظلالها، كما لو أن أمواج جفاف ضربتها وأكلت حوافها الحادة فباتت متعرجة مشوهة، وأمست هيكلًا واقف لكنه بلا روح، كأن الزمان سرق روحها كما سرق عبق فنها وإبداعها، فتحولت معها حياة المبدع من ذات مغزى إلى حياة هامشية، ويتحول من صدر المتن إلى هامش الحياة. هي صوت ضمير المتكلم المحرّض على البوح والإفشاء، وعلى نحوٍ أشبه بطقوس الاعتراف التي غايتها التخفّف من الذنب، لأجل إِلْتَمَاسَ الخلاص، والتسامح. 

وقنطرة هي رواية الأغاني الشعبية الخالدة التي ظهرت قبل أكثر من خمسين عام، وكيف صُنعت؟، وبقيت حية إلى يومنا الحاضر، والطريقة التي جعلتها ثمرة التلقائية ونتاج الصدق، وحب الفن للفن، ومقارنتها بالأغاني الحديثة رغم توفر الإمكانات، وكيف فسدت معها كل نكهات ذلك الزمن الجميل. الرواية "مديح تأخر عن موعده حياة كاملة"، وعندما كُتبت أريد بها أن تغير شيئًا ما، و أن يجد فيها كل فنان ومبدع ووحيد، السكِينة التي راوغتهم على الأرض، ويشعروا أن هناك من يتضامن معهم، ويدافع عن القيم المشتركة كالجمال والمحبة، التي بدونها تصبح الحياة غير صالحة بأن نحياها.

هي رواية المهمشين، حكاية مطرزة بتفاصيل جمالية وتاريخية كثيرة تمنح القارئ فرصة لاكتشاف عوالم جديدة مدهشة.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم