صدر مؤخرًا عن دار الأدهم بالقاهرة رواية "حندوق وشبورة إسكندرية" العمل السادس للكاتب المصري أحمد الشريف، تدور أحداث الرواية في مدينة الإسكندرية ، وتحديدا في منظقة الدخيلة إحدى أشهر مناطقها الشعبية، وقد علق الناقد السكندري أحمد فضل شبلول على العمل " الدخيلة بهذه الرؤية للعالم والمكان التي يطرحها أحمد الشريف في روايته لم نعثر عليها كثيرًا في الروايات السكندرية.. فقد انحصرت الأعمال الشهيرة عن الأسكندرية في الأماكن المعروفة مثل محطة الرمل، اللبان، المنشية، الإبراهيمية".

ويضيف شبلول الدخيلة مكان شعبي بكر، فيه كل الأمراض والأوبئة الشعبية مثل تجارة المخدرات وتعاطي الحشيش والدعارة المستترة، يقول السارد: " في الغرفة المجاورة لغرفة سعد يعيش نصف حرامي نصف مجنون ، الغرفة الثالثة رجل وامرأته ، الغرفة الرابعة امرأة وابنتها" أي يوجد في هذا البيت "عاهرتان ولص" ووسط هذه الخلطة البشرية يعيش السارد حياته الجديدة بعد أن ترك القاهرة.

ويحتل البحر مساحات كثيرة في متن " حندوق وشبورة إسكندرية"، كرمزية شديدة الوضوح والدلالة على ما في الحياة من تحولات وتغيرات، حيث البحر صورة للحياة والموت ، ويمكن تأويل التعلق بالبحر على أنه تعلق بالحياة والعودة إلى الطبيعة، أيضا نتعرف على العالم التحتي السكندري من خلال شخصيات الرواية الفقيرة والمهمشة وكيف تدار العلاقات بين الرجال والنساء.

وتتبدى اللغة الساخرة في الرواية حيث تتوالد في وضعيات وصور عديدة سواء من خلال السارد وتعليقاته أو بطل الرواية أو شخصية حندوق، وقد استخدم الكاتب اللغة الساخرة ليس بغرض تهكمي أو لفضح وكشف الواقع وتناقضاته، وبالطبع ليس بقصد التهذيب أو الإصلاح، لكن الكاتب نقل تلك الشخصيات بصورة واقعية حيث أنها تأثرت بالمكان الذي تعيش فيه وتحمل كل ملامحه وتشوهاته وتناقضاته.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم