لوس انجليس - رغم أن جوي تشوي الكوري الجنوبي الأصل/ 33 عاما/ يعيش في الولايات المتحدة منذ نعومة أظافره، فإنه يتردد كثيرا على مكتبة علاء الدين فوليرتون، و قد شوهد مؤخرا وهو يتصفح كتاب" مقدمة لإدارة الأعمال" باللغة الكورية،إذ من الواضح أنه يشعر براحة أكبر وهو يقرأ بلغته الأم.

و وقد حصل تشوي ،بعد البحث عن كثير من الكلمات والتقدم ببطء، على النسخة الكورية لكتاب عن السيرة الذتية لـ " ستيف جوبز" المؤسس المشارك لشركة آبل للحواسيب من مكتبة علاء الدين.

وفي هذا المساء، قام أيضا بشراء كتاب إدارة الأعمال.

ويقول تشوي " من خلال القدوم لهذه المكتبة، تعلمت أنه يمكن للمرء اكتشاف الكثير من أنواع الكتب عندما تزور المكتبة بنفسك، وحتى إذا لم تستطع العثور على ما تبحث عنه، يقوم مالك المكتبة بطلبه من كوريا الجنوبية على الفور".

وذكرت صحيفة لوس انجليس  تايمز أن المكتبة تقع في مدينة لا ميرادا، وتعد إحدى المكتبات الكوريات المتبقيات في كاليفورنيا الجنوبية.

وتعرض الطاولة الأمامية أكثر الروايات الكورية مبيعا بالإضافة إلى الروايات الأمريكية المترجمة إلى اللغة الكورية.

وتضم الأرفف المجاورة الأدب المسيحي، وكتب الأطفال، وكتب باللغة الكورية وروايات وكتب طبخ. وتوجد ملصقات إعلانية قديمة لكنائس وأكاديميات تعليمية على جوانب الأرفف.

ومن بين زبائن المكتبة مهاجرون مثل تشوي وأباء يأملون في نقل اللغة للجيل الجديد بالإضافة إلى أشخاص غير كوريين يحاولون تعلم اللغة الكورية.

وقال "مين وو نام" إنه عندما فتح مكتبة علاء الدين فوليرتون منذ 20 عاما، كانت هناك ثمان مكتبات في مقاطعة أورانج، ونحو 12 مكتبة في لوس انجليس. الآن، تعد مكتبته ضمن مكتبتين متبقيتين في مقاطعة أورانج، بالإضافة إلى خمس مكتبات متبقيات في منطقة كوريا تاوان في لوس انجليس.

وتعكس معاناة المكتبات الكورية، التي تخدم سوقا صغيرا للغاية من الذين يتحدثون باللغة الكورية ومتعلمي اللغة الكورية، معاناة المكتبات العادية، في ظل صعود نجم الكتب الإلكترونية و القراءة عبر الانترنت.  

وتشهد مكتبة علاء الدين فوليرتون عددا قليلا من الزبائن مقارنة بالعقد الماضي. ولكن نام، الذي يعد المالك الوحيد للمكتبة، اختار النظر للجانب المشرق. ودائما ما يعود الزبائن المخلصون. ومازال يمكن أن يحقق ربحا.  كما أن تزايد عدد الكوريين في مدينة بوينا بارك في مقاطعة أورانج يعني المزيد من العمل للمكتبة، التي تعد جزءا من سلسلة كورية جنوبية، حيث تمتلك 12 فرعا في سول، ويمكن أن ترسل سريعا أي كتاب متاح باللغة الكورية. ويقوم الكثير من زبائن نام بطلب الكتب عبر الهاتف، وبعد ذلك المرور على المكتبة لأخذ الكتب.

وتقدم المكتبة " عضوية مدى الحياة" مقابل 5 دولارات بخصم 25%، بما في ذلك الطلبات عبر شبكة الانترنت.

وقال نام / 66 عاما/" بسبب إغلاق معظم المكتبات الكورية الأخرى. أصبح من السهل استمرار عمل  المكتبة حيث أن معظم المنافسين توقفوا عن العمل".

وفي مساء أحد الأيام، يصل ان تشونج كيم  لأخذ الكتب التي طلبها نام من أجله من كوريا بشأن مواضيع تتراوح ما بين المسيحية إلى العلوم.

ويصف كيم، الذي يرتاد المكتبة منذ أكثر من عقد، المكتبة بأنها قطعة من الوطن يجب أن تعيش كـ " موقع ثقافي لمجتمعنا".

ويقول كيم / 65 عاما/ الذي يعمل مديرا لمؤسسة جامعة سول الوطنية " هذه المكتبة الكورية تحمل ثقافتنا ومعرفتنا الكورية في هذه المساحة الصغيرة". وأضاف" ما يقوم به مالك المكتبة هنا أمرا خاصا للغاية. فهو لا يجني الكثير من الأموال، ولكنه يبقى على جزء مهم من مجتمعنا حيا".

وكان نام قد جاء إلى الولايات المتحدة في عام 2004 مع زوجته وطفليه الاثنين، ليقوم بافتتاح المكتبة في نفس العام. وبصفته تاجرا دوليا يعمل مع شركة سامسونج للإلكترونيات، فقد عمل في اليابان وفيتنام لعدة أعوام، معززا اهتمامه بالشؤون الدولية واللغات الأجنبية.

وخلال فترة قلة الأعمال في المكتبة، ينغمس نام في تلك الأمور. وتشمل مجموعة  الكتب الموضوعة على منضدته كتبا باللغة الإسبانية، ومفكرة يستخدمها لممارسة كتابة اللغة اليابانية، بالإضافة إلى كتاب تاريخي صيني مكتوب باللغة الكورية.

ويوضح نام أنه عندما تأتي شحنات الكتب من كوريا أيام الاثنين والأربعاء والجمعة، يشعر أنه مثل الطفل الذي يقوم بفتح هدية عيد الميلاد.

وقال " أتساءل ما نوع القصة التي يحتويها هذا الكتاب". وأضاف " لا يوجد يوم ممل أبدا، لأنني أستطيع أن أقرأ وأدرس، وأكون محاطا بالكتب طوال اليوم".

 وزار جون كيم، أحد سكان  فوليرتون، المكتبة من أجل رواية كتبها أحد معارفه من كوريا.

ويقول كيم، الذي يعمل في شركة بناء، إنه لا يقرأ كثيرا، لذلك لا يذهب للمكتبة كثيرا. وأضاف أن الكثير من المهاجرين، خاصة الذين لديهم أطفال صغار، ليس لديهم وقت أو أموال للقراءة.

 ويمكن أن تبلغ تكلفة الكتاب المشحون من كوريا نحو 40 دولارا، ويحاول بعض الزبائن إقناع نام بتخفيض المبلغ.

وتقول صني بارك أثناء إنهاء عملية شراء الكتاب" السعر أعلى مما توقعت".

ويرد نام بحزم" سيدتي، عملية ارسال الكتب من كوريا خلال أقل من أسبوع ليست بالزهيدة".

وبالنسبة إلى ألى بيل، فإن مكتبة علاء الدين فوليرتون ليست جزءا من الوطن، ولكن نافذة على عالم جديد.

وكانت بيل قد بدأت في تعلم اللغة الكورية من أجل فهم معلمها للرقص، الذي يتحدث اللغة الكورية. كما أنها تحب الطعام الكوري وتهتم بالثقافة الكورية.

 ويقول جون كيم إن تمرير اللغة الكورية للجيل الجديد يعد أمرا مهما. كما أن اللغة تعيش من خلال الكتب.

وأضاف" كل شيئ من ثقافتنا إلى تاريخنا يمكن العثور عليه في لغتنا"، موضحا" إذا لم يكن لدينا ذلك، سوف تبدأ هويتنا الكورية في التلاشي، لذلك هذه المكتبة مهمة لمجتمعنا".

17 شباط/فبراير (د ب ا)


0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم