صدر عن منشورات المتوسط - إيطاليا، رواية جديدة للكاتبة المصرية هبة عبد العليم، بعنوان "الحياة السرية لمها توفيق".

تبني الكاتبة حياة معقّدة للسيّدة مها عادل توفيق، المصوّرة والمترجمة، التي تعيش وحيدة نتيجة أسباب اجتماعية. وللخروج من تلك الصعوبة النفسية تدخل في شبكة علاقات جنسية، لا يمكن تصوّرها إلّا من خلال التخيُّل، مع رجال تتعرّف إليهم عبر الإنترنت! وخلال ذلك يعيش القارئ أحداثاً ومشاهد شيّقة ومثيرة ومتلاحقة، ويتعرّف إلى أشكال متعدّدة للأزمات الشخصية التي تظهر عبر ممارسات متحلّلة من الأطر الاجتماعية والأخلاقية كافّة مهما تنوّعت تعريفاتها!

ما يمنح تلك الحياة الروائية للسيدة مها توفيق، الشخصية الرئيسة، بعدها الواقعي هو التمكن من اللغة ومن السرد، وكذلك من القدرة على التعبير عن الحالات النفسية مهما بلغ تعقيدها واضطرابها.

نقرأ: "يخايلنا الموت في كلّ لحظة. يختفي تحت مقاعد السينما. يراوغنا في انحناءات الطرق المألوفة. يختبئ بين رفوف محالّ البقالة الكبرى. يجلس على المقعد المجاور في الحافلات المزدحمة، وفي عيادات الأطبّاء النفسيِّيْن الذين يملؤون ساعات الزيارة بحديث عن ضرورة المواجهة والشجاعة التي يجب أن يكون عليها القلب المفطور."

تعالج الكاتبة موضوعا مهماً قلما تطرقت له الرواية العربية، نظراً لجرأته وخطورته؛ علاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة عندما يصدر عن كاتبة امرأة، ضمن ثقافة يغلب عليها الطابع الذكوري، بما يعنيه ذلك من تأويلات متنوعة، غالباً مضادة للمرأة.

 العلاقات تنتهي، وهذه طبيعة الحياة من جهة، وطبيعة العلاقات المشبوهة التي تنشأ عبر الإنترنت من جهة أخرى، إلا أن آثارها تبقى زمناً طويلاً، وطيلة الحياة ربما.

«اسمي مها عادل توفيق ... وبالأمس سقطتُ من بين النجوم» ومن هنا تبدأ ورطة هذه الرواية. ونزعم أن القارئ لن يستطيع التوقّف عن القراءة بسهولة.

أخيراً، صدرت الرواية في 176 صفحة من القطع الوسط، ووهي الرواية الأولى للكاتبة.

من الكتاب:

قتلَني موت أبي. غمرني بحزن قصم ظَهْري. لكنني قرّرتُ ألّا أستسلم. بعينَيْن غائرتَيْن فقدتا بريقهما، ووجه شاحب يشبه وجوه الموتى، بدأت جلستي الأولى مع الطبيب النفسي. طلب منّي أن أتكلّم، وأن أحكي. فحكيتُ عن أبي وأحمد. حكيتُ عن عمر وهمام. حكيتُ عن سليم وعبد الله. حكيتُ عن مها وماتي. حكيتُ عن جلسات التصوير التي أقوم بها لنفسي. كان حكياً متقطّعاً لا يربطه شيء. كنتُ أحكي وأبكي ممتنّة جدّاً، لأنه لم يقاطعني. لم يتشبّث بجزء بعينه، ويطلب عنه إيضاحاً.

في نهاية الجلسة أوصى لي بأدوية للقلق والاكتئاب. وأوصاني بأن يكون التصوير مرّة واحدة في اليوم إن أحببتُ؛ لتوثيق هذه المرحلة من حياتي، والقيام ببعض الأنشطة الأخرى والانتظام في عملي، وطلب أن يراني بعد أسبوع.

عن الكاتب:

هبة عبد العليم: كاتبة مصرية، تخرجت في كلية التجارة في جامعة عين شمس عام 2003.

تعمل الآن كمقدمة برامج طهي، ولديها مدونة عن الطهي كما أنها مطورة وصفات طعام.

نشرت مقالات ونصوصاً وقصصاً في العديد من المجلات والمواقع الإلكترونية. كما عملت محررة في التحرير الأدبي.

شاركت هبة في بعض الكتب الجماعية وروايتها هذه هي أولى رواياتها كما هي كتابها المستقل الأول.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم