تونس – صدرت هذه الأيام عن موقع الثقافية التونسية رواية جديدة للكاتب والصحفي التونسي محمود حرشاني تحمل عنوان /الطريق الى الحرية / وقد جاءت هذه الرواية في نحو ثمانين صفحة من القطع المتوسط وهي تعود بالقارئ الى فترة مهمة جدا من تاريخ تونس وهي العشرية الممتدة من سنة 1948 الى سنة 1958. ونعرف ان هذه العشرية تعد حاسمة في تاريخ تونس الحديث فهي العشرية التي  اندلعت فيها الثورة المسلحة ضد الاستعمار في 18 جانفي 1952  والإعلان عن الاستقلال الداخلي لتونس الذي كان بداية الخلاف بين الزعيمين بورقيبة وصالح بن يوسف والعشرية التي شهدت الإعلان عن الاستقلال التام في 20 مارس 1956 انعقاد مؤتمر صفاقس للحزب الدستوري في نوفمبر1955 الذي رجح الكفة لفائدة الزعيم بورقيبة على حساب  خصمه صالح بن يوسف وكذلك العشرية التي توجت بإلغاء النظام الملكي وإعلان النظام الجمهورية ففي 25 جويلية 1957.

لقد استطاع الكاتب ان يستحضر كل هذه الاحداث المهمة من خلال اختلاق جملة من الاجداث لاعطاء بعد تصاعدي لاحداث الرواية وتخليصها من الرتابة.

تنطلق أحداث الرواية من حادثة  تعنيف مواطن تونسي يدعى الجربوع من من منطقة ربع اولاد يحي بالشمال الغربي من قبل احد أعوان الأمن الفرنسي  بعد وشاية في شانه بدعوى انه يوزع المناشير المسانده للحركة الوطنية وانه كان يهتف في السوق الاسبوعية باسم الزعيم بورقيبة فيتم اقتياده الى مركز الامن ويتم تعنيفه وضربه في مناطق حساسة  في جسمه بدون لا شفقة ولا رحمة.

ولكن أخبار هذه الحادثة تصل الى المواطنين عن طريق جريدة الوزير في ذلك الوقت التي تتابع ما يجري في البلاد من اخبار.وتتصاعد الأحداث خصوصا بعد تأزم الأوضاع الاقتصادية  والاجتماعية والسياسية في البلاد ومحاولة القوى الاستعمارية تشديد القبضة على تحركات الوطنيين  والزعماء السياسيين والزج بهم في المنافي والسجون وفي مقدمتهم الزعيم الحبيب بورقيبة والزعيم صالح بن يوسف. قطبا الحركة الوطنية.في أكثر من فصل من فصول الرواية يجعل الكاتب من مقال في جريدة الوزير التي كانت تصدر في الأربعينات وحتى الخمسينات وكذلك جريدة الصباح  التي كانت تغطي اخبار الثورة المسلحة التي اندلعت في 18 جانفي 1952 منطلقا  لتوليد احداث جديدة في الرواية مثل الخلاف الذي نشب بين الزعيمين بورقيبة وصالح بن يوسف حول الاستقلال الداخلي والذي كانت له تداعيات في ما بعد حيث كادت الحرب الاهلية التي كانت تطل برأسها نتيجة هذه الخلافات ان تاتي على الاخضر واليابس خاصة بعد تعدد حوادث الاغتيالات وبث حالة من الرعب والخوف في نفوس الاهالي بعد ان أصبحت البلاد تصحو في كل يوم على أخبار مصرع  واغتيال شخصيات مهمة مثل حادثة اغتيال الشيخ الحسين بوزيان في قفصة  عندما كان عائدا الى منزله وغيرها من الأحداث المماثلة الاخرى رغم ان الزعيم بورقيبة كسب الجولة لصالحة بانعقاد مؤتمر الحزب في صفاقس في نوفمبر 1955  وكسب تاييد غالبية التونسيين وحصول البلاد على الاستقلال في 20 مارس 1956. وإعلان النظام الجمهوري وإلغاء النظام الملكي في 25 جويلية 1957.

رواية الطريق الى الحرية للكاتب والصحفي محمود حرشاني رواية طافحة بالأحداث حول عشرية من اهم العشريات في تاريخ تونس تبدا من سنة 1948 وتنتهي 1958 عندما يبسط الزعيم بورقيبة يده ونفوذه الكامل على البلاد بعد انتخابه اول رئيس للجمهورية.

رواية الطريق إلى الحرية للكاتب محمود حرشاني رواية مليئة بالرموز وقد نجح المؤلف في توظيف جانب من الاسطورة والحكاية في الرواية الى جانب سرد المعلومة التاريخية والتي حولها إجماع.



0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم