لندن - صدر حديثًا للكاتب السورى أيمن ماردينى رواية "خيوط الانطفاء "، عن دار رياض الريس للكتب والنشر" في بيروت، وهي تعد الرواية الثالثة بعد رواية "سيرة الانتهاك" 2011، و "غائب عن العشاء الأخير" 2016.

وبين طيّاتها يقدّم قصة عائلة الساحر الذي يستمر منذ بدء التاريخ الى وقتنا الحالي، ومن خلال عرض هذا التاريخ يبحر بنا الكاتب في أجواء تتسم بالأسطورة والتاريخ والعلم، على لسان شخصيات من عائلة الساحر. وهي رواية حكايات تْروى على ألسنة أصحابها. أجل، هي ذات المتاهة، ولكن لكل منهم منظوره الخاص، ولسانه الذي ينطق به، لكن في النهاية يجد القارئ نفسه قد غاص عميقاً في حكايات التراث الشعبي والأساطير الخاصة بالمنطقة كلها. منذ كتاب النائمين المفقود حيناً، والحاضر حيناً آخر، ونعلم مكان وجوده إذ هو مدفون في مقبرة النائمين، ولكن لا شيء هناك، تلك المقبرة القائمة على أطراف صحراء القاهرة، المدينة التي تدور فيها أحداث الرواية، والتي تحوي النائمين في عائلة الساحر، منذ " ورد النيل" الفتاة التي نبتت لها أفرعاً على يديها وساقيها، إلى "سامي" الذي ولد بجناحين. مروراً بالكثيرين من أفراد آخرين لهم ما يشبه ذلك في عائلة الساحر.

و"أيمن الساحر" هنا، هو الذي يَجدْ البحث في تاريخ العائلة من خلال كتاب النائمين. إن كنت تبحث عن رواية حقيقية، لن أقول لك إلا أنها رواية يختلط فيها الواقع بالحلم، الماضي بالحاضر، التاريخ بالأسطورة. وإن كنت تنشد الحقيقة في أحداث الرواية، فان تجد إلا الكذب مغلفاً بغلاف الصدق، والحقيقة إن رأيتها تلمع أمامك، ماهي إلا النجم وضوءه بعد أن مات منذ آلاف السنين. وما عليك إلا أن تسلم زمام أمرك للكتاب وشخوصه، وأحداثهم وقصصهم، لتصل في النهاية من خلال متعة السرد، وسلاسة الأحداث، واللغة المسبوكة إلى رؤية خاصة بك، لتضيف فصلاً جديداً الى الرواية، ولكن ستكون أنت الروائي هذه المرة، وتروي حكايتك أنت. تقع الرواية في 260 صفحة من القطع المتوسط، وتمتد عبر خمسة عشر فصلاً، تبدأ بفصل عنوانه " الخاتمة"، وتنتهي الرواية بفصل آخر بعنوان " خاتمة 2".

وهذا اقتباس صغير من الرواية ممّا جاء على أحد شخوصها، وهو الخال عندما كان يسرد على الطفلين أيمن ونانو الحكاية، إذ يقول لهم/ لنا:

- كان يا ما كان/ كان في زمان وإلى الآن/ حكاية تبدأ بعد نهايتها/ وتنتهي قبل بدايته/ أبطالها يموتون قبل ولادتهم ويولدون بعد وفاتهم/ لا شيء حقيقياً في الحكاية/ ولا يتحدث أبطالها إلا بما حدث معهم/ هم لا يكذبون لكنهم يروون نصف الحقيقة.

وهي بالحق رواية حكايات تْروى على ألسنة أصحابها. أجل، هي ذات المتاهة، ولكن لكل منهم منظوره الخاص، ولسانه الذي ينطق به، لكن في النهاية يجد القارئ نفسه قد غاص عميقاً في حكايات التراث الشعبي والأساطير الخاصة بالمنطقة جمعاء. منذ كتاب النائمين المفقود حيناً، والحاضر حيناً آخر، ونعلم مكان وجوده إذ هو مدفون في مقبرة النائمين، ولكن لا شيء هناك.

تلك المقبرة الكائنة على أطراف صحراء القاهرة، المدينة التي تدور فيها أحداث الرواية.

والتي تحوي النائمين في عائلة الساحر، منذ ورد النيل الفتاة التي نبتت لها أفرعاً على يديها وساقيها، إلى سامي الذي ولد بجناحين. مروراً بالكثيرين من أفراد آخرين لهم ما يشبه ذلك في عائلة الساحر.

وأيمن الساحر هنا، هو الذي يَجدْ البحث في تاريخ العائلة من خلال كتاب النائمين:

وما كتاب النائمين وقصته والسر هنا إلا فرع، والأصل هو البحث والمعرفة عن منبت العتمة،

والانطفاء فينا، وأصل شجرته.

إن كنت تبحث عن رواية حقيقية، لن أقول لك إلا أنها رواية يختلط فيها الواقع بالحلم، الماضي بالحاضر، التاريخ بالأسطورة.

وإن كنت تنشد الحقيقة في أحداث الرواية، ماهي إلا الكذب مغلفاً بغلاف الصدق، والحقيقة إن رأيتها تلمع أمامك، ماهي إلا النجم وضوءه بعد أن مات منذ آلاف السنين.

وما عليك إلا أن تسلم زمام أمرك للكتاب وشخوصه، وأحداثهم وقصصهم، لتصل في النهاية من خلال متعة السرد، وسلاسة الأحداث، واللغة المسبوكة إلى رؤية خاصة بك، لتضيف فصلاً جديداً الى الرواية، ولكن ستكون أنت الروائي هذه المرة، وتروي حكايتك أنت.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم