آدم بعد عدن، ترجمة جديدة كاملة لرواية "كانديد" الشهيرة. ترجمة وتقديم ودراسة للكويتي: عقيل يوسف عيدان
يقع الكتاب في بابين، في الباب الأول وبعد (مقدمة) موسّعة، يدرس عقيل يوسف عيدان الرواية في ثلاثة فصول، ينبري الفصل الأول لقراءة معمّقة في أصل مسألة الشر، والفصل الثاني فيتفحّص كيفية مواجهة فولتير لهذه المسألة في تجلياتها ومظاهرها كافة. أما الفصل الثالث، فيعرّفنا بأعمق المقاربات التاريخية والمعاصرة حول الرواية وبالجانب الإبداعي فيها. أما الباب الثاني، فيُقدَّم فيه عقيل عيدان ترجمة كاملة غير مختصرة لرواية (كانديد) لمؤلفها فولتير.
وقد اعتمد عيدان على خبرته في مجال الفلسفة ليوفر لقرّائه رؤية مغايرة وشاملة لنصوص وسياق نص الرواية.
أن فولتير في هذه الرواية يقدم نصا أدبيا، فلسفيا، وكذلك تاريخي وتنويري معاصر، بالرغم من مرور أكثر من 250 عاما على تدوينه وظهوره، حيث تمتاز جل مفاصله بوعي حاد يعيد من خلاله الكاتب تقويم الممارسات والوقائع والرموز والمعيش في حياتنا، علاوة على إدخال حيوية عقلية ناقدة تنشأ في المقاومة والتصدي الواعي لمظاهر الشر كافة الذي يخترق حياتنا.
من أهم الموضوعات التي تُطرح دائمًا للنقاش هي جدوى وجود الشر. مسألة الشر طالت البشر في كل زمان ومكان، واستحوذت على اهتمام الفكر الإنساني منذ أقدم العصور وحتى الآن، بل وتفوّقت على كل المسائل البشرية الأخرى كمصدر للفزع، القلق والألم والخوف... بالنسبة للإنسان.
ما الذي يحدث في عالم خالٍ من الشر؟ هل يكون عالمًا أفضل؟
فولتير يطرح القضية بصورة موسعة، وقد تكون روايته هذه هي أهم ما كُتب عن هذا الأمر.

مقتطفات من الرواية :-

- "الخيال حين تكون له قيمة لا يُخترع من العَدم وإنما قيمته أن يصفَ ما يُشاهد على السطح وتحت السطح وبين الركام أيضاً، ثم يبحر بعد ذلك إلى المحتمل و الممكن وذلك هو الفارق بين الخيال القادر على الخَلق، وبين العبث تائهاً في العدم "
- " ولم نخلِ مع ذلك ما أودعناه هذه الأوراق اليسيرة ( من الأسرار ) عن حجاب ( رقيق وستْر ) لطيف يُنتهك سريعاً لمن هو أهلُه، ويتكاثَف لمن لا يستحق تجاوزه حتى لا يتعداه "
- "إن البشر يعيشون إما في مَلَلٍ، أو في بُؤس، غير أن الطريقة الوحيدة للخروج من هذه الحَدّية، هو أن نفعل شيئاً جاداً، صادقاً ومفيداً نحبّه."
- " إنها ملاحظة ممتازة، ولكن دعنا نَفْلَح حديقتنا"
- "أن نص رواية ( كانديد ) لن تخدم التنديد او الاعتراض على أشكال الشرّ إذا كانت مجرد تنفيس عابر تجاه الضّيم والوضع التعيس السائد حول العالم، وإنما باعتبارها شكلاً من المقاومة ضد الانصياع لأوجه الشر والاعتراف بالعجز بها، بل وتنديد مريراً باللامبالاة البشرية التي ترفض رؤية البؤس واليأس والموت ولا تنبس بفعلٍ، ولا حتى باحتجاج ! فهو التنويري الذي يُصر على تدمير تلك السلبية المبررة لقبول الشر واستمراره".

من صفحة الروائي أحمد السماري

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم