صدرت مؤخرا في شهر أبريل الماضي 2019 عن دار التكوين بدمشق رواية "إيميسا" للكاتبة والدكتورة هلا علي من سوريا.

"إيميسا"، الاسم اليوناني القديم لمدينة "حمص" السورية التي تتوضع في قلب سورية، ومنها خرجت ثلاث إمبراطورات ليجلسن على عرش روما، ومن باديتها خرجت السورية" زنوبيا" المتمردة على ظلم وسطوة الإمبراطورية الرومانية. ها هي اليوم تعيد إنتاج ذاتها بأباطرة وإمبراطورات يتخلقون في أتون الحرب التي استهدفت الجسد السوري، كما استهدفت قلبه وروحه و عقله.

تدور أحداث الرواية في حمص بين عامي 2011- 2018 لتكون حمص سوريا كلها. فتجعل الكاتبة من حمص محطة للعبور إلى كل مدينة سورية تلظّت بنار الحرب.

وتحدثنا الكاتبة كيف اندلعت الحرب في ربيع 2011 ومنذ ذلك الحين صارت الأمهات يتوقعن الفقد في أية لحظة وصرن في حالة من القلق الدائم التي ينتج عنها لا منطقية في التصرفات من غضب وظلم وقهر وما الى ذلك. أم ماهر إحدى الامهات التي اختطف ابنها سلام فصارت تقضي نهاراتها متمسكة بأمل عودته ولياليها تحت رحمة الكوابيس حول هذه العودة. ابها الثاني على الجبهات، ابنتها الوحيدة سماح، تفارقها من حمص الى دمشق لتواصل تعليمها هناك حيث الاوضاع الامنية في حمص كانت سيئة للغاية. ظلم الحياة لها لم يمنعها من أن تظلم امرأة أخرى هي أم جميل جارتها في الحي ووالدة حبيبة ابنها ماهر، فها هي تلقبها بالمخطوفة، لأنها اختطفت في مدينة عدرا العمالية، وترفض زواج ابنها ماهر بـ(سلاف) الفتاة الجميلة اللماحة التي كانت بالنسبة لأم ماهر "ابنة المخطوفة". وفوق ذلك تجبر ابنها ماهر على الزواج بأرملة صديقه سهر. سلاف التي تكتشف خطبة ماهر بسهر صديقتها وزميلة مقعد الدراسة تقرر الانتقام على طريقتها، بالنجاح، فتمارس شغفها في تصميم الازياء مبتدئة بتعلم الخياطة عند أشهر خياطة في حمص، أم هشام التي تحب سلاف وتعجب بذكائها وموهبتها فتتعلق بها وكأنها ابنتها، تكتشف سلاف فيما بعد أن ماضي أم هشام ربما هو سبب تعاطف أم هشام معها فقد كانت لها تجربة خطف في الثمانينيات في حماه.

في الرواية شخصيات عديدة وأحداث متشابكة تعبر عما أنتجته الحرب في المجتمع السوري كشخصية (أبو جميل) والد سلاف الذي لا يرحم زوجته المخطوفة من عقابه النفسي بهجرانها. (حياة) أخت سهر، الشابة التي يموت زوجها غرقا في قارب مطاطي بعد اصراره على الهجرة ورفضها مرافقته فتكمل حياتها بالتفاني في العمل لقتل الوقت والانتظار. (جوان) الكردي المتمسك بوحدة سوريا، وغيرهم.

رواية تسلط الضوء على مجتمع مابعد الحرب وعلى النفس عقب الحروب، وتقول أنّ الشمس لابد ستشرق من جديد كل يوم.

الكاتبة هلا علي حاصلة على إجازة في الفلسفة من جامعة دمشق عام 2000

وعلى دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة من جامعة دمشق عام 2001

وحاصلة على الدكتوراه في علم السياسة من جامعة إيرلانغن نورنبرغ – جمهورية ألمانيا الاتحادية عام 2009

أستاذ مساعد وعضو هيئة تدريسية بجامعة دمشق

وتعمل حاليا في التدريس بقسم الفلسفة بجامعة تشرين - سوريا

 

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم