عن مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع، صدرت في شهر ابريل، 2017 رواية "كانت سلاماً .. فقط" للقاص والمترجم السعودي الدكتور عبدالله الطيب. الرواية متعددة الفضاءات، تجعلك تعيش الأحداث وتستشعر نفسك في قلبها، دون أن تكون أحد أطرافها. في ليبيا، يتورط سعيد في جريمة قتل، تربك حياته الهانئة، فيفر هارباَ من بلده. في السودان، يجبر الفقر عثمان على تطليق زوجته، ليتزجها غريمه معاوية. يلتقي عثمان وسعيد في المدينة المنورة، حيث يحاول الإثنان التكيف مع مجاورتهم الجديدة. ينشأ محسّد حفيد عثمان في الزمن الجميل ببيئته ودفئه وعاداته وتقاليده، لكن ما قصة كوابيس أبو فكس العاشق لحرارة شمس المدينة المنورة و دهان الفكس؟ من هو الشيخ آدم وكيف تعرف على محسّد؟ ماعلاقة الهانم ذات السلاسل المزلزلة بحجاج نيجيريا، وماهي مصلحتها في زواج عثمان وآسية؟ أين اختفي علي إبرة بعد عودته من رحلة الجهاد في افغانستان؟ يتحرك بطل الرواية بين ثلاث مدن هي: المدينة المنورة، فالظهران، ثم يكون اللحن الختامي في بلد بعيدة تماما لكنها تقع في دائرة الشرق، وهي تايون. هناك يعثر على حبه الحقيقي مع ما يثيره مثل هذا الاختيار من حب مفتقد داخل وطنه. يعود مرة أخرى إلى المدينة، فهل كانت بانتظاره بأمكنته المفضلة، وأصدقائه، وحبه القديم؟ من خلال هذه الشخصيات والأماكن والأحداث، ينسج المؤلف رواية عبارة عن سينما واقعية يظل سحرها مع القارئ لفترة طويلة.

في قراءته للرواية، يقول الروائي سمير الفيل:

"هذه الرواية تتتبع تاريخ حياة محسَّد، هذا الكائن البسيط ذي الطيبة المتوارثة أباً عن جد، لكنها في الوقت ذاته توالي الكشف عن فترة ماضية من تاريخ المدينة المنورة. إننا نتابع الأحداث، فنشعر بعتاقة الأمكنة وبثقل التاريخ وبأزمة الشخص الباحث عن حريته، وتأسرنا تلك اللمحات التي تشي بمكابدات وجدانية وأزمات عاطفية، حتى أنك تظن أن فعل الكتابة صار هو حس الحياة الخلاقة التي فيها انكسار الزمن مضفورا بإحباطات الشخصية الرئيسية الباحثة عن الحياة التي تشع عدلاً ونورا. النغمة المائزة في هذه الرواية هي تمكنها من التوغل في مسارب النفس البشرية المعقدة، فتقدمها لنا بدون تزييف أو تجميل أو محاولة إخفاء ما قد تتعرض له تلك الشخصية من ملابسات ومنحنيات وعثرات. واللافت للإنتباه في الرواية نبرة الحكي التي تتصاعد رويداً رويدا، حتى تتورط في تفصيلاتها الشيقة فإذا أنت داخل دائرة القنص السردي محملاً بالدهشة وببراءة الأيام العتيقة الفواحة بعطر الأحباب أينما ولوا وجوههم."

بدورها، أشادت الروائية فاطمة الناهض بالرواية قائلة :

"هذه الرواية جميلة ومختلفة تماما عما نقرأ. تكشف لنا الرواية تفاصيل مدهشة عن عالم فريد تدور فيه الاحداث كما لو كان الكاتب يحركها بين أصابعه.. تسرد لنا الحكايات الصغيرة التي نمت في غفلة من الوقت، هائمة في المنعطفات.. تهفو لمن يوقد قناديل الحكي ويحررها من تجوالها الأبدي. العوالم الساحرة التي تتجول فيها وقائع الرواية، وخصوصية الروابط الإنسانية التي تجمع هذا الموزاييك النادر من البشر، وتقلبات حياتهم وإنقلاباتها، تجعل من الرواية توثيقا إنسانيا فريدا لتاريخ المكان. عوالم المدينة المنورة بخليطها الإنساني المدهش، تختلف حتما، وتتفرد.. وتدهش. سوف تعلق هذه الرواية في الأذهان لأسباب كثيرة.. لكن سيتذكرها القراء على انها حفظت تراث المدينة المنورة الإنساني في سردية غير عادية، حرصت على لملمة كسر التاريخ الشخصي لكل فرد في الحارة المدينية، ورشق مصائرهم المتشابكة، في لوحة هائلة توسطها محسّد بمحبة فادحة.. ودون أن يأخذ فيها دور البطولة المطلقه." الرواية هي الأولى للدكتور الطيب، وجاءت في 320 صفحة من القطع المتوسط. الرواية متوفرة حاليا على موقع دار النشر الإلكتروني http://www.daapd.com/index.php وقريبا ستكون متوفرة في المكتبات. سبق للكاتب أن أصدر انطلوجيا القصة العربية تحت عنوانon the weave of the sun ضمت 18 قصة مترجمة الى الإنجليزية لكتاب عرب معاصرون.

نبذة عن المؤلف:

عبدالله الطيب قاص وروائي ومترجم سعودي، يحمل بكالوريوس هندسة كيميائية وماجستير ودكتوراة إدارة أعمال. بدأ مشواره الأدبي بكتابة القصائد الموزونة والنثرية، ثم اهتم بالقصة القصيرة، والترجمة، و أخيرا الرواية. صدر له كتاب باللغة الإنجليزية ، انطولوجيا القصة العربية المعاصرة، تحت عنوان «على نسيج الشمس» “On The Weave of the Sun” . يضم الكتاب العديد من القصص القصيرة مترجمة إلى الانكليزية، تعبر عن تيارات مختلفة لمجموعة من الكتاب العرب من مصر والسعودية وسورية والمغرب والإمارات وفلسطين. قدم لها الكاتب البريطاني المعروف والحائز على جائزة الكاتب البريطاني جوناثان لويس. صدرت له رواية عربية مطبوعة، عنوانها "كانت سلاماً.. فقط".

عنوان المراسلة: البريد الالكتروني altaiyeb@hotmail.com تويتر https://twitter.com/AAltaiyeb فيسبوك https://www.facebook.com/abdallah.altaiyeb

الرواية نت

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم