يغادر عشيق أنطاكية إلى روما لتعلم اللغات وأصول الترجمة، يقع هناك فى حب فتاة مسيحية، ويتزوجها، ويبدّل دينه، ويصبح تاجر خمور، بعد أن يغدو شيخًا هرمًا، يقرّر العودة إلى بلاده والبحث عن إستر، الفتاة اليهودية التى كانت حب طفولته، ولكن بعد فوات الأوان.

تدور هذه الأحداث فى رواية "نواقيس روما"، للكاتب والروائى السورى المقيم فى ألمانيا جان دوست، تلك الرواية التى تستعد دار الساقى للنشر والتوزيع، لإصدارها، تحت رقم إيداع 9786144259115، ولا يتجاوز عدد صفحاتها 208، لتكون روايته السابعة، والثالثة عربيًا.

وفى الرواية يقول المؤلف: "إن الكراهية دين لا يجتمع بدين أنزله الله وهى مذهب من لم يفهم حقيقة الرب وغايته من وجود الإنسان"، ويقول كذلك: "إن الكون كله قائم على الاختلاف ولا يجمعه سوى الحب، ولولا الحب لما دارات الأنجم والكواكب فى أفلاكها".

جان دوست، كاتب كردى سورى يحمل الجنسية الألمانية، ولد فى مدينة كوبانى عام 1965، وهى منطقة تابعة إداريًا لمحافظة حلب، تقع على الحدود السورية التركية شمالى البلاد، أصدر العديد من كتب البحث والترجمة والدواوين الشعرية والروايات، نال عام 1993 الجائزة الأولى فى القصة القصيرة الكردية فى سورية عن قصته "حلم محترق" التى تحولت إلى مسرحية عرضت فى بعض مناطق تركيا.

ومن أجواء الرواية: طلب منا الراهب أن نجلس على الأرض فجلسنا مستقبلين النهر حيث نزل رفاقي يسبحون ويتراشقون بالماء تحت أشعة الشمس الخاطفة. وحين آنس الراهب منا سكوناً يتيح له الكلام التفت إلى عبد الله وخاطبه بلطف:

- يا عبد الله سمعت أنك اعترضت على دين هذا الفتى الأنطاكى.

- يا أبانا....

حاول عبد الله أن يقاطع كلام الراهب إلا أن الراهب أردف بهدوء:

"دعنى أكمل حديثى يا بنى ثم قل ما بدا لك. إن كثيراً من المفتين فى الديار العثمانية لا يجيزون قدوم المسلم إلى بلاد الفرنجة ويسمونها دار الكفر. وها أنت ذا أيضاً تعترض على ذاك ولا تجيز قدوم أحد من المسلمين إلى هذه الديار. ولو فكر كل فريق كما تفكر أنت وأولئك المفتون فى بلاد آل عثمان لانزوى كل قوم فى حدود ضيقة وانعزلت كل طائفة عن الأخرى كما تتحصن السلحفاة فى درقتها والحلزونة فى قوقعتها".

المصدر: لايف ستايل

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم