أسامة غانم

      يحصل التقاطع والتداخل في النص الروائي ، في صفحة مائة واثنين من رواية "اكتشاف الشهوة " للروائية الجزائرية فضيلة الفاروق، من حيث التقاطع في الازمنة والتداخل في السرد ، فالنص يشتغل في مكانين مختلفين تماماً داخل الرواية ، فالواقع الافتراضي الموجود في الاوراق يكون خارج واقع النص الروائي العام ، لأن الافتراضي يعتمد اعتماداً كلياً على التخييل المنطلق من الهذيانات التي تكون خارج اســوار العقل وخارج متاريــس المنطق ، وذلك عندما كانت بطلة الرواية باني بسـطانجي في مستشـفى قـسنطينة الجامعي في قـسـم الأمراض النفسـية، فـي غـيبوبة لمـدة ثلاث سـنوات ، منقطعة عن العالم المحيط بها وعن ذاتها المتمثل في جسـدها ، فالاوراق المسرود فيها ، كانت نتيجة الهذيانات ، ونتيجة عدم تواصل وعيها بذاتها وبالعالم ، اي أن الـشخص المصاب بهذه الحالة يكون فاقداَ الاحساس بواقعه وبذاته، لأســباب قد تكون سوسيو- فكرية وثقافية ، ولا يعتبر ميشيل فوكو هكذا شخص مريضاً ، بل صاحب قضية انسانية يحاول نشرها ، وليس هذا فحسب بل يكرس نفسه لفضح مواطن الخلل وتعرية اسـبابها في المجتمع ،كما في خماسـية عبدالرحمن منيف " مـدن الملح " ، وبالذات جزء التيه ،الذي يخص متعب الهذال ،الشخصية الروائية المركزية المختلة ذهنياً ، التي تثور على سلطة المؤسسة القبلية الحاكمة وعلى الاحتلال الاجنبي المتواطيء مع المؤسسة القمعية في احتلال مدينته وادي العيون.

    لقد تمكنت الروائية أن تحتوي التخييل وتقدمه وكأنه حقيقي ، من خلال القدرة على التداخل ما بين عالم السرد الواقعي للنص الروائي وعالم السرد التخييلي للهذيانات / الاوراق ،وأن هذا التنقل والتبادل بين العالمين ،هو بؤرة التخييل ،والاستراتيجية التواصلية ، التي تستخدمها الروائية ،لكي تصل- اي القدرة - الى القاريء ،لا نشأ تواصلاً مباشراً معه ، هذا يحصل لأن التخيَل متداخل مع الفعل الانساني في جوهره وعمقه، بفضل احتفاظ الانسان بـ هويته ووجوده في الذاكرة التاريخية – السوسيولوجية .

     ويعثر القاريء على الاختلاف الذي يصل الى حد التناقض ما بين السرد في الاوراق وبين السرد في النص العام، في هذه الحالة يكون مسرود الاوراق تابعاً للسرد الروائي ، وملحقاً به ، ولكنه منفصلاً عنه ، لان جميع شخصيات الاوراق لم تلتق معها نهائياً في حياتها الاعتيادية ،بل لم تزر مدينة باريس بتاتاً المكان الذي تجري الاحداث فيه ، وعندما تبدأ باني بالتساؤل بعد خروجها من الغيبوبة ، يأتي الرد من قبل طبيبها خالد سليم ،رداً ميتافيزيقياً ، فانتازياً ،لامعقول:

- هناك شيء في حكايتك يفوق الطبيعة ، وأنا لم أتوصل اليه ، سفرك اثناء غيبوبتك ، تواصلك مع الأموات ، الحياة الأخرى التي عشتها ، كل شيء أصدقُه منك ، لكني لا أجد تفسيراً لما حدث ص 109 الرواية .

اما بالنسبة لزمن الاوراق ، فيكون زمناً مفتوحاً ، غير خاضعاُ للتقسيم الثلاثي من حيث الماضي – الحاضر – المستقبل ، بعكس زمن النص المغلق المحكوم بالتقسيمات الثلاثية .

    وتعتبر باني بسطانجي بطل اشكالي ، لانها تبحث عن قيم انسانية في عالم يعمل بقسوة مخيفة من اجل خنقها ، او اغتيالها ،او تشويها ،لذا قامت الساردة / الروائية بالتمرد على الواقع المتواجدة فيه لاجل إعادة صياغته ولو بطريقة خيالية ، بل شـمل تمرد باني كل أشـكال سـلطة المؤسسة : سلطة الزوج/ مؤسسة الأسرة ،سلطة التشريع / مؤسسة الفقه، سلطة الأخر/مؤسسة المجتمع ، سلطة الفكر/ مؤسسة الثقافة ، بالإضافة الى ذلك قامت فضيلة الفاروق بتسليط الضوء على مجموع العلاقات التي بنتها بان في سردها لردم الفجوة بين الثنائيات :عقل/هذيانات ،حقيقة /خيال، أنا/جسد ، ففي هذه الثنائيات نسج تخييل النص .

      تقول الناقدة فريال جبَوري غزَول في دراستها النقدية الموسومة " تجليات الجنس في الرواية العربية ": متى وكيف ولماذا أصبح الجنس تابو في الخطاب الأدبي عندنا بعد أن كان موضوعاً مباحاً في التراث العربي الاسلامي بدءاً من امرىء القيس ومروراً بأبي نؤاس والجاحظ وألف ليلة وليلة ؟ فهل هذا التابو أمر مسـتورد ، أم كما يزعم الرقيب في عناد مغالط " ليس من ثوابتنا القومية وليس من تراثنا " وهل هذا التابو مرتبط بصعود الطبقة الوسـطى أم هو الوجه الاجتماعي للقمع السياسـي الذي نعاني منه )) 1 ، تساؤلات مشروعة، وبالاخص عندما تبدر من المرأة ،لأن الجنس مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأبعاد :السوسيولوجية- السياسية- النفسية – التاريخية – الجسدية ،المتحددة بالأطر الثقافية ، وليس ذلك فحسب " بل أن التراث كانت له انتهاكات كبرى في مجال الجنسانية مثل الاستحواذ على مصادر الجنس واحتكارها من قبل الخلفاء والوزراء والولاة والقضاة ، في حين كانت الجماهير تعيش بؤساً وحرماناً جنسيين، وتخضع لمراقبة ومعاقبة اذا قامت بسلوك جنسي يتناقض مع الأنظمة التي وضعتها السلطة ، هذا الاختلال بحقل الجنسانية مكن خطاب الفقه من الخروج ببديل منهجي قائم على التحريم والتأثيم والتدنيس " 2 ، وذلك لالتقاء مصالحه – اي الخطاب الفقهي – مع الحاكم او الطبقة الحاكمة او المرجعية الدينية .

    ونقرأ لـ فضيلة الفاروق في صحيفة السياسة بتاريخ 14/5 /2012 ،في مقابلة اجرتها سجا العبدلي ببيروت معها ما يلي : هناك حيلة نفعت على مدى قرون لجعل هذه المرأة تصبح شريكة في التخلي عن حقوقها حين يواجهها المجتمع بعبارة " هذا شرع الله ومخالفة الشرع كفر" . كل القوانين الجائرة تنسب للشرع ، ولأن عندنا في مجتمعنا مناقشة الشرع (( قد )) تلحق بالمناقش أذىً كبيراً يصل الى حد التكفير والقتل ، فأن المرأة تفضل ظلماً على ظلم ، وهذا الفعل ينشيء ثقافة ذكورية تعمل على طمس والغاء حقيقة كون المرأة كائن انساني وأجتماعي ،وفقدان التواصل بين المرأة والرجل ، هذا ليس سببه الاختلاف البيولوجي ، انما بسبب الالتباس الابستمولوجي المتمركز في الايديولوجية المركزية القضيبية ، المنبثقة عن ايديولوجية تبريرية تستند الى وهم ميتافيزيقي كما يقول تيري ايجلتون .

        أن فعل الاغتصاب هو محور الرواية ،اغتصاب الزوج لزوجته ،وشعورها بالاضطهاد والمهانة والذل ، وبكراهية جسدها ، وان لا قيمة له ، نتيجة زواج قسري ، مدعوم بمباركة الاهل ، وعقد من ورق ، عبارة عن صك لعبوديتها له ، ليشمل ذلك ايضاً اغتصاب الروح وتلويثها : - وفي اليوم السابع جُنَ جنونه ،حاصرني في المطبخ ،ومزَق ثيابي ،ثم طرحني أرضاً واخترقني بعضوه . لم يحاول أن يواجهني ،لم يحاول أن يفهم شيئاً من لغة جسدي ،أنهى العملية في دقائق ورمى بدم عذريتي مع ورق " الكلينكس " في الزبالة ص 8 الرواية .

        هنا تتكشـف انوثة في جسـد مازال رهينة للقهر والعنف والاسـتلاب ، من قبل زوج ،يعود ثملاً يومياً ، وقميصه ملطخ بحمرة نسائية ، وثيابه الداخلية ملوثة بمنيه ، ولكي يضاعف اغتصابه لها كان يقوم بمضاجعتها من دبرها ( ص 12 – 52 ) ، هذا كله يعيدها الى تعزيز رغبتها الاولى أن تصبح صبياً ، ولكن باستحالة ذلك تتحول الى كائن لا أنثى ولا ذكر ، وتقع ما بين الحلم والوهم : - كنتُ صبياً مشوهاً، يخلق عالمه الخاص في أزقة قسنطينة القديمة , تلك الأزقة الحجرية الضيَقة التي تفوح برائحة عقاقير العطارة , تلك الأزقة ، أزقتي أنا ، والتي كانت تشكل جزءاً من انطوائي ورفضي لمنطق الطبيعة ص 15 الرواية .

      وهذا مما دفع بالبعض أن يقول بان فضيلة الفاروق " تركَز على الجسـد الأنثوي المشوه أو المبهرج برغبات الذكورة .." 3 ، ويشبه عملية الاغتصاب بانها ليست " سوى محاولة اعداد وجبة طعام ،بذوقية خاصة " ، وبما انه قد تم الفعل في المطبخ ، اذا يجب أن يتحول الجسـد الى وجبة طعام شهية ، ويخلص الى القول بان بطلة فضيلة الفاروق ماهي الا عبارة عن " ديكور في الواجهة الشهرزادية " ،كــ شهرزاد نفسها ، و أولف كتاب " اكتشاف الشهوة " نتيجة غيضها من الذكر والمها من الأنثى وأن الفاروق قد فشلت في خطابها للذكر ، عـندما ناشدته الى التغيير في الرؤية والموقف ، ولكن هذا البعض لم يتطرق الى جوهر العلاقة ، وماهي اسباب فشلها بينهما ؟ عليه أن الرؤية لديهم لم تتجاوز حدود جسـد شهريار- هم - !

       في رواية " زينب والعرش " لـ فتحي غانم الصادرة عام 1977 ، نعثر على مشاعر امرأة مغتصبة عند زينب الايوبي الشخصية المحورية ، وهي نفس المشاعر التي تحملها باني بطلة " اكتشاف الشهوة " ، تلتقي في الدلالات وتختلف في الفعل ،فـ زينب امرأة مختونة ، بمعنى انه قد قطع من جسـدها جزءاً ، هذا القطع قد احدث تشوهً في نفسيتها ،وعطلاً في الوظيفة الجنسية لديها، ومايعنينا هنا في دراستنا ، أن الختان يتساوى مع الاغتصاب ، وأن " المرأة المختونة امرأة مخصية " 4 ، ويصبح الاغتصاب اليومي لزينب الايوبي من قبل نور الدين بهنس موازاً للاستسلام المطلق ، ثم ليتحول هذا الاستسلام ( الانهزامية عند باني ) الى مقاومة صامتة ، مخنوقة ، ولزيادة بشاعة الموقف ، يضفي فتحي غانم صفات جسـدية واخلاقية مثيرة بقبحها على نور الدين فهو : ضخم الجثة ،بدين ،بطين نهم ، بخيل ، نتن ، مقامر كبير ، يقبل الرشوة ، ويتمثل ذلك كله في ليلة زفافها التي تكون مشابهة ليوم ختانها :

" أخذها نور الدين الى حجرة دودو هانم التي اعدوها لليلة الدخلة ، وهجم عليها وقد أرقدت على السرير ،فأستسلمت له وهي تحدق في المصباح بسقف الغرفة وتذكرت العذاب الذي شعرت به وام اسماعيل تجري لها عملية الختان وظلت تحدق في السقف والمصباح ، ونور الدين يجثم على صدرها ويعبث بجسدها ويلهث فوقها وقد خنقها بأنفاسه وهي تواجه هذا الكابوس بإحساس غامض بالشجاعة والكبرياء والاحتقار حتى همد نور الدين وانزاح عنها وهي مازالت تحدق في السقف ، ولم تسمع مايقوله كانت عارية ،ولايهمها أن تستر جسـدها – رواية زينب والعرش " وفي اسم نور الدين دلالة رمزية دينية اطلقت بقصدية وتعمد على هكذا شخص ، فدناءة فعله وفكره يناقض رمزية اسمه ،بل هو الظلام ( = الموت ) بالنسبة اليها .

      وتنقلب حياة باني الرتيبة ،المملة ، مرة ثانية -فالأولى كانت يوم زواجها – في صباح يوم ماطر ، حين هربت من مزاج زوجها السوداوي من اجل الهروب لا غير ، وفي هذا الصباح تدرك معنى " أن نهرب من زوج وننطلق مع رجل آخر ،معنى أن نقترب من بوابة الخيانة ونقرعه خلسة بقلب يعلن ثورة ، ومعنى أن نكون في عالم رجل وندخل عالم رجل أخر ص 29 الرواية " وهذا الانقلاب يحدث بقبلة ، قبلة منقوعة بماء المطر ، المطر الشبق ، المتواطىء مع شفاه إيس ، المطر الذي يحولها الى لبوءة شبقة ، وامرأة متبللة بماء إيس والمطر ، القبلة التي تكتشف فيها الشهوة ، فـقبلة إيس تحولها الى جمرة متقدة ،ولكن رغم انها قبلة زلزال ، تجعلنا نتساءل كما تساءلت باني / الساردة : - أمِنَ الممكن أن أُشفى منها ، وهي التي جعلتني أكتشف الشهوة وأختار درب التجريب ص97 . وتصبح المغامرة رائدها، والمحاولة مرشدها ، وخوض المجهول متعتها ، والتجربة دربها ، وبالتجربة يتكاثر العشاق ، وتتكاثر القَبل لتكون لكل قبلة مذاقها الخاص لها ، فقبلة شرف مطعمة بالتبغ والقهوة ، وقبلة مود ميتة ، أما قبلة إيس فهي مفتاح اكتشاف الشهوة .

     أن الانغماس في الجنس احياناً قد يكون من اجل النسيان ، ومن اجل معاقبة الجسـد ،وذلك بتعهيره ، ففي رواية " وليمة لأعشاب البحر " لـ حيدر حيدر5 ، نرى فلة العنابية تلجأ الى الجنس كوسيلة للنسيان ،واحتجاج على الثورة الجزائرية لعـدم مكافأة خدماتها التي قـدمتها لجيـش التحرير الجزائري ، ولقسوة ظروف الحياة والعـوز تلجأ الى المتاجرة بجسـدها ، ورغم سـوء وضعها ، فانها تسمح لمهيار الباهلي باسـتغلال جسـدها ونقودها ، ورغم هذا كله فان لها طقوسها الحميمية في ممارستها للجنس ونظريتها الخاصة به فأنها " بعد الليلة الاولى تطوقهم بخيوطها ثم تبدأ امتصاص دمهم بتأن اذ يهمدون تحت تأثير الطعنة الاولى للبظر الملتهب ،ص 247 رواية وليمة لأعشاب البحر " ، اما مهيار الباهلي الشيوعي العراقي المهزوم من منطقة الأهوار في جنوب العراق الى الجزائر ، فانه قام بإغراق نفسه في احضان فلة الشـبقة ، يكون اكثر تطرفاً في النسيان واكثر قسـوة في معاقبة جسده عندما يقول : " اما وطني أنا فهذا البانسيون وهذا الجسـد، ص 249 " يقصد جسد فلة بوعناب ، وهذه الحالة بذاتها تمر بها باني عندما تقوم بتعهير جسـدها ، ولكن بالأضافة الى رفضها لوضعها الوجودي الذي تعيشه ، ورفضها لجسـدها الذي تحمله ، والاهم رفضها لـ زواجها الذي جعلها في وضع كهذا ، حيث حول حياتها الى فوضى والى جحيم ، لتصبح : " امرأة عصبية معطَلة الحواس ، تتضايق من انوثتها المنتهكة ، من منظرها في المرآة ، من الخواتم ، والاساور والاقراط ، وأصابع الحمرة، وحمالات الصدر ، ومن الصدر نفسه ومن الشق الذي أحمله بين فخذي ص 12 الرواية " .

       أن العلاقة التي بين النص والقاريء هو الجسـد الانساني للمرأة في رواية " اكتشاف الشهوة " ، وهذه العلاقة تتكون أو تتشكل صيرورتها وتنبني عبر ’ فعل ’ القراءة ، لأن السرد التخييلي الذي يدور حول تمظهرات واستيهامات جسـد باني لا يتحقق معناه الا بالقراءة ، وهي عملية جدلية بين القاريء والنص ،لذا لافهم بدون قراءة ولاتأويل بدون فهم ، ولان " القراءة هي فهم ما قمنا بقراءته . هكذا تصبح القراءة بدورها تأويلاً لما تم التفكير فيه من قبل . فالقراءة اذاً ، هي البنية الاساسية والمشتركة لكل تحققات المعنى " 6 كما يقول غادامير ، فمن خلال بنية النص ذاتها يمكننا الوصول الى معرفة دور القاريء، بواسطة التحقق الذي يتم عبر القراءة والتأويل ، باعتبار القراءة والتأويل هما التفعيل السيميائي لما يودَ النص التصريح به أو قوله ، ضمن السياقات الثقافية كـ استراتيجية نصية ، هذا الدور للقاريء الذي يقول عنه رولان بارت في كتابه س / ز فـي " جعل القاريء منتجاً للنص ، وليس بَعدُ مسـتهلكا له " 7 ، أي اعطاءه دوراً اكثر فعالية لكي يشارك فعلاً في الابداع ( = النص ) ويساهم فيه .

     بعد أن عرفنا أن المرجع الحقيقي للنص في اكتشاف الشهوة هو الجسـد ، عليه سيكون هذا النص محكوم بتاريخية الجسـد وتحولاته الوجودية ، السوسيولوجية ، الاقتصادية ،السياسية ، والاهم الرمزية ، أما علاقة النص بالجسـد " فأنها تكمن في البداية في ذلك التداخل اللساني والواقعي بين المتن والجسد ، أي في العلاقة التكوينية التي ينسجها الجسد مع النص فيهبه كل معطياته الإدراكية تخييلي ومتخيلاً . الجسـد اذا، موضوع النص ومنبع معطياته ومتلقيه في الآن نفسه . إنه يشد النص إلى مسألة الوجود ، كي يصغي لها وينتجها تخييلياً " 8 ، لذا لا يمكن فصل الجسد عن النص عند تناولنا لأي منهما ، وتحت أي ظرف كان ، فلقد أصبح الجسد = النص وبالعكس ، واظهار النص كم كان خاضعاً للجسد بكل تمظهراته وانفتاحاته وانزياحاته ، مع تبني النص لإشكاليات الجسد ، ولكنه في الآن ذاته يبين لنا النص كم هو - أي الجسد - مقموع ، ومضطهد ،ومسحوق ،ومهمش ، في داخل دائرة الذكورة البطرياركية الفقهية المتجذرة في العقلية الحاملة له ، لذا فالنص هنا " مسكن تخييلي للجسد ، فيه يتجسد ويحقق وجوده المتخيل " 9 ،ومن خلال معرفتنا باوجهه العلاقة التي بين النص والجسد ،عندئذ يصبح بإمكاننا معرفة كيف يصبح النص ايروتيكياً ، وكيف تصبح الكتابة ايروتيكية .

      ثم تأتي قبلة توفيق بسطانجي ، لتكنس كل القبل التي قبلها ،العائدة لمرحلة العماء الرمادي، انها قبلة تولد من الظلام وفيه ، وذلك بعد عودتهما من الخارج الى شقتها الواقعة تحت شقته ، اول ايام عيد الفطر، وعند البحث عن زر النور تحتويهما الرغبة الشبقة في اكتشاف مجاهل اللذة وعمقها لديهما، الرغبة المطعمة بنكهة قسنطينة في أن يفعلا مالم يستطيعا أن يفعله في النور/ المواجهة وبصمت مرهف متآمر مع الخطيئة المودعة عندهما تسقط اوراق التوت وقد كان يمكن للنور أن ينقذهما من خطيئتهما ، ولكنها العتمة ، التي دفعت توفيق لاجتياح باني سريعاً بتواطيء منها للسقوط في بئر الشهوة والاغتسال بسيول اللذة المنهمرة من جسده ،هنا تكون العتمة = الظلام = الخطيئة = ممارسة الجنس / الانغمار بالماء / التوحد مع الماء / الماء= الحياة ، ولكنها العتمة ايضاً التي تؤدي للخروج من معادلة الحشمة والعار ، والانطلاق نحو بوابات " الجنس بلا عاطفة عنف نمارسه على انفسنا " كما تقول مقولة باولو كويلو المكتشفة متأخراً من قبل باني والمؤمنة بصدقها :

- اغتسلت في حمام توفيق كمن يغتسل من خطاياه حتى تحولتُ الى امرأة اخرى ، كنت واثقة لحظتها أنني اهتديتُ الى الطريق .... ثم اتخذت قراري لأعود الى قسنطينة وأواجه العائلة بطلاقي من (( مود )) ص 83 الرواية .

     ومن بين الحشمة والعار ، يكون طلاقها من مود ، طلاقها الذي سيكون مظللاً بالهمهمة في قسنطينة ، ونظرات التساؤل والاستفهام التي ستلاحق بها :" مطلقة، تعني أكثر من أي شيء آخر تخلصت من جدار عذريتها الذي كان يمنعها من ممارسة الخطيئة ، امرأة بدون ذلك الجدار امرأة مستباحة ، أو عاهرة مع بعض التحفظ . ص 86 " هنا تتحقق جدلية السؤال / الجواب ، ضمن السياقات التأويلية ، للحصول على تأويلات مفتوحة باستمرار عندما نكون مطلعين على حثيثيات سرديات الرواية المؤدية الى ماهية النص وصيرورته ، وفي هذه القراءة ، سابقاً ولاحقاً ، لا يمكننا بتر الوقائع عن تحولاتها السوسيو- رمزية ، في إضفاء المعنى ، وفي استخلاص الرؤية ، ولكن علينا اولا أن نميز بين طريقتين في فك رموز النص باعتباره جسداً ،وباعتبار الجسد نصاً ، وباعتبار الجسـد هو الذي يكرس أو يثبت الهوية من خلال خصوصية التفرد ، والعمل على تنمية وتوسع وانفتاح هذه الهوية مع الاخرين ومع العالم ، وبواسطة التفاعل تتشكل نظرة الآخر ، في بناء الجسـد ، بعيداً عن القوانين الدلالية الثلاثة المتحكمة بالنص الجنساني : البسملي ، الحكائي ، الرمزي 10 ، لقد تجاوز النص الجنساني هذه القوانين منذ لحظة تشكيلها في القرون الوسطى كـ مسلمات جسدية، القوانين التي كان يمارسها البعض ، البعض الثري فقط ، لأنه ليس باستطاعة الفقراء ممارسة هكذا قوانين تتصف بكونها، خاصة ، محصورة ، معدودة : " فتجربة الجسد تساهم في بناء العمل الادبي ..والكثير من المفاهيم التي تؤسس التحليل التقني الوظيفي للنص الأدبي الحكائي ترتكز على مقولات ذات مصدر جسـدي واضح ، كالرؤية والحركة ، أو لها علاقة مباشرة به كالكلام والفضاء والزمن ..وكل فصل بين حياة الجسد ومكونات النص يغدو عسفاً " 11 .

    لقد كُتبت رواية " اكتشاف الشهوة " على ثلاث مراحل ، الاولى الهذيانات / الاوراق : - كنتِ تعيشين حالة غيبوبة كاملة ، لقد كتبتِ هذه الأوراق بين فترات متقطعة وكنتِ تخفينها عندي كلما شعرت بحالة الغياب وهي تقترب منك ،ص 106 .

    اما الثانية فهي التي كتبتها بعد خروجها من الغيبوبة : - انشغلتُ عنه برواية أروي فيها كل ماحدث لي أسميتها " اكتشاف الشهوة " لا لأصدم قارئاً تعوَد أن بجد الشهوة في الأزقة الممخنوعة ولكن كي أؤرَخ لحياة عشتها قد تستغني عنها الذاكرة إذا ما شاءت المخيلة أن نلعب مرة اخرى ،ص 130 .

    أما الثالثة كتبت من قبل الساردة – الروائية ، يتناوب كل منهما مكان الآخر، أن لم يكن معاً، وضع سارد قادر على الاشتراك في التمثيلات ، ووضع مؤلف واعٍ لغاياته وتقنياته ، قادر على التأشير على الخلل .

    كما قلنا ،أن جميع الشخصيات المتواجدة في الاوراق ، لم تلتق معها باني خارج الهذيانات ، باستثناء توفيق بسطانجي ، ولم تزر باريس ابداً ، اذا من هذه الشخصيات ؟ وهل لها شبيه خارج الاوراق ؟ واذ وجد هل هي متطابقة ؟ ....

    نبدأ من إيس الشاعر العشيق اللعوب الذي تتعرف اليه من خلال ماري جارتها اللبنانية تقدمه لها مع تحذير بانه " نسوانجي " كبير لأن المرأة بالنسبة له " خيمة مستباحة " ، هو الذي يقسم النساء الى صنفين الاول للمتعة والثاني للخدمة ، يتبين بانه شاعر لبناني من أصل فلسطيني اغتيل بالخطأ في بيروت ، يؤمن بالشعر كقضية انسانية ، ولكنه لا يؤمن بإنسانية قضية المرأة بل يشارك في نظرة " إن أغلب المثقفين العرب لا ينظرون الى المرأة سوى أنها ثقب متعة ولذلك يناضلون من أجل الحرية الجنسية أكثر مما يناضلون من أجل إخراج المرأة من واقعها المزري ، ص 61 " انها حقاً لمفارقة ماسأوية تكون متضاعفة كما تقول فضيلة الفاروق في احدى المقابلات عند " المثقف السكير الذي يتباهى باستهتاره وباعتقاده أن كل الكاتبات عاهرات "12

اما ماري جارة باني في باريس فهي بالنسبة لــ :

مود ليست أكثر من عاهرة .

توفيق ، جارة لطيفة وعازفة بيانو من الطراز الرفيع .

لي ، ماري مثل العم محيي الدين متمردة وطائشة وتحب الفن والحياة . ص 57 .

هذا في الاوراق ، اما خارجها فهي :

عازفة بيانو لبنانية ، وُجدت في شقتها في باريس منتحرة . أما مود زوجها ، فيتبين بان أسمه مولود بلعربي ، أعزب ، قتل في باريس من قبل فرنسيين عنصريين عام 1999 ، وهو في الاربعين من عمره ، اما زوجها الفعلي فهي لا تتذكره مطلقا ، انه مهدي عجَاني ، مهندس التحق بالشرطة السرية ،مات مقتولاً من قبل الارهابيين وهي معه ولكنها لم تصب باذى ، ورغم عمق ورعب " لعبة المخيلة " ، يتبين بان مهدي صديق توفيق ، وبان باني في الاوراق مطلقة وخارجها ارملة ، وفي تساءل باني : المتناقض ، اللامعقول ، المليء بالمفارقة ، تجعلنا امام حالة غريبة ، فعندما نقوم بفتح باب يغلق باب في الآن ذاته ، وتبقى التكهنات سيدة الموقف ،وسيدة اللعبة ، وسيدة الرؤية : كيف كنت أغادر واقعي ، وأتسلل عبر ممرات غيبوبة قدرية لأصل الى عالم آخر ، الى مدينة أخرى ، إلى أناس لم أعرفهم في حياتي السابقة ، أية قوة عجيبة تلك التي تحمل روحي لتلتقي بأرواح أخرى وتعيش في لفيف الحياة الأخرى بكل ذلك الانسجام ، ص 112 " . ومن بين متاهة الأسئلة هذه ، تبرز المخيَلة الماكرة التي تنسج لها قصة من أرشيف ما قرأت ، مخيَلة تصنع الذاكرة ، ولكنها وهمية ، مزيفة ، ويظل مهدي خارج ابواب الذاكرة الحقيقية والمزيفة ، خارج ذاكرة البطلة – الساردة ولكنه يبقى داخل جسـدها جمرة غير مرئية، لأن قصتها " مع مهدي فيها الكثير من الحشمة والحياء ، والاسرار الممنوعة من البوح ، قصة حب عادية ونقية انتهت بالزواج، ص 129 " . ولكن ما معنى أن يترك لها مهدي مظروفاً مع والدته ، وأن تعطيه لها اذا حدث له شيء ، ولماذا ذلك ؟! كان فيه صورة لمهدي وتوفيق معاً ،ورسالة عبارة عن قصيدة غزلية موجهة لها من توفيق بسطانجي :

كوني طليقة كالغزالة ، كوني فوق كل الرجال ‘ حرري حناء ظفائرك ، أريدك لي ‘ يا نجمة سرقت نور قلبي ، لاشك أن اللعبة استهوتك ، لكني لن أكون بعيداً إن ... أردتني ... ص 131، 133 "

   هل الأمر هنا يحتاج الى تفسير أو تعليل ، لا، لأننا سنعود تلقائياً الى جدلية السؤال / الجواب ، الجدلية التي ستفتح امامنا تأويلات جمة لا حصر لها ، في رؤيتنا تلك ،وفي رؤية عائلة باني المتكونة من : الام –الاخت شاهي و الاب - الياس ، اللذان يجعلان علاقتها مع الاخرين دائماُ مبتورة ، ناقصة ، لتكون لعبة غير مكتملة ، لعبة الظهور والاختفاء ، لعبة الايقاع والهروب ، لدرجة الاشتهاء وممارسة العادة السرية على صورهم المتخيلة: " ربما فعلت ذلك انتقاماً من والدي وأخي إلياس ، هما اللذان لا يزالان قابعين في داخلي ولم يختفيا أبداً من مبنى الخوف الذي شيداه في قلبي ، ص 13 " . هنا تضعنا الروائية امام رمزية أسم إلياس في جعله يمثل الَيأسُ واللامل والقنوط ، ويمثل كل انكسارات وخيبات وهزائم وتخلف الرجل الشرقي الحامل للعقلية الجاهلية ، تجاه ذاته ، وتجاه المرأة ،وتجاه العالم ، هذا كله يولد التمرد عند البطلة – الساردة ، ويولد التحدي : " لم يسمح لي بمواصلة الكلام ، صفعني حتى وقعتُ أرضاً ، ثم امسكني من شعري وراح يزمجر: - ستعودين اليه في أقرب فرصة ، وستركعين أمامه مثل كلبة ، وستعيشين معه حتى تموتي ، ص 87 " . أما الدلالة الرمزية للاب - الشرطي ، فهو يمثل السلطة – القامعة في المجتمع لكل ماهو انساني ، بل يمثل الهيمنة الذكورية القضيبية التي تلغي الانثى لتعمل على تحويلها الى ثقب شهوة ، وخاصة في حالة امها التي تعاشر هذه الآلة القامعة المدمرة : - لي فضول أن أعرف كيف أنجبت والدتي هذا الكم الهائل من البنات ، كيف تطيق الشرطي وهو يضاجعها بقسوته .ص 54 .

       هنالك محوراً مهماً ليس من الممكن تجاوزه ، في رواية اكتشاف الشهوة لـ فضيلة الفاروق، وهذا المحور قد عثرت عليه ايضا عند الروائية احلام مستغانمي في روايتها " ذاكرة الجسد " ، هو استفحال عشـق المدن ، لوثة لايمكن الخلاص منها ، لأنها متوحدة معهم بصوفية حلولية ، مدينة قسنطينة تحكي اشياء كثيرة عبر اناسها وتاريخها وجغرافيتها وجسورها المعلقة ، قسنطينة مدينة تسكن الاخرين ،والآخرين مسكونيين بها : " أنَ خلف شـوارعها الواسعة تختبىء الأزقَة الضيقة الملتوية ، وقصص الحب غير الشرعية ، واللَذة التي تسرق عجل خلف باب ..وتحت ملاءتها السوداء الوقور ، تنام الرغبة المكبوتة من قرون " 13 . أن المدن ..كالنساء، فـ باني في رواية " اكتشاف الشهوة " وحياة في رواية " ذاكرة الجسد " ، هن كالمدن " لم تكوني امرأة .. كنت مدينة ص 141 ذاكرة الجسد " ، مدينة تتماهى لتكون مساوية للذات الانسانية ، كالمرأة بل كالأنثى " لن تفهم متى تحب ، ومتى تكره ،متى تحزن ، ومتى تفرح ، متى تحميك ومتى تخونك ، متى تكون معك ومتى تكون ضدك ، ومع هذا ستعرف مسبقاً أن الأمر حين يتعلق بالحب فلن تشفق عليك أبداً ،ص 98 " . انها مدينة تتميز بانفتاح جسدها وشبقيتها المكبوتة ، في افعالها وتصرفاتها وفي تفاعلها مع ذاتها : " الهرة (( عقيق )) تتشمس في السطح المقابل ، وتحت السطح بقليل نافذة تتكدس عليها الثياب والأغطية ككل نوافذ المدينة تبصق صباحاً روائح الاكتظاظ والشبق المكبوت والجرائم الجنسية ، ص 94 " .

    فان المدينة التي عاشتها باني / الساردة كتجربة تقودنا الى نقطة مهمة في الكونية – الانثروبولوجية ، فهي اداة فعالة ، ولكن يصعب استعمالها . لأن مثل هذه المدينة تتيح لها استعادة التداخل الزمني من خلال صور المخيلة ، وأن هذه المدينة تعمل على صياغة انسانها : - كل شيء في هذه المدينة يتحوَل إلى سؤال ، ولكن سؤالها الأكبر هي من تكون ؟ولماذا تأخذ الأشكال كلها والأدوار كلها ؟ من يفهم هذه المدينة ؟ من يفهم حريمها الظالم والمظلم ؟ ص 101 .

   وهذا التداخل ما بين البطلة وقسنطينة نحس به يتعمق عـند مستغانمي ، بحيث تختلط الرؤية والسرد لدي القاريء ، ويبحث مستفهما عن الذي يخاطبه السارد ، اهي المرأة ام المدينة ؟ : يامرأة كساها حنيني جنوناً ، وإذا بها تأخذ تدريجياً ، ملامح مدينة وتضاريس امرأة . يا قسنطينية الأثواب .. يا قسنطينية  الحب .. والأفراح والأحزان والأحباب . أجيبي أين تكونين الآن ؟. هاهي ذي قسنطينة .. باردة الاطراف والاقدام . محمومة الشفاه ، مجنونة الاطوار . هاهي ذي .. كم تشبهينها اليوم ايضاً .. لو تدرين ، ص 13 ذاكرة الجسد . ولكن رغم ذلك فهي " المدينة ..القاتلة ص 133 ذاكرة الجسد " ، حيث تجعلنا لا ندري " كيف نحب مدينة قاتلة ، ص 124 الروية " .

   في السرد النسائي ، هنالك تقنيات تشتغل عليها الروائية ، وهذه التقنيات تعتمد على المعاني التي تستند على وظيفة الشفرات السوسيو- ثقافية التي تخص المرأة وعلى المورث الميتافيزيقي وعلى الرؤية التاريخانية، وهذا يظهر واضحاً بعمق في العلاقة " ما بين الجسد النصي والجسد الأنثوي علاقة محبوكة ، مشفرة ، يجعل المرأة فعلاً ، وفاعلاً ، ولغةً ، وانموذجاً " 14 ، فالرواية لا توصل أو تنقل الهذيانات ببساطة ، ولكنها تشكلها وتصيغها وتنمذجها ، لأن المخيلة التي تنتج الذاكرة الثقافية تُنتج من خلال الاشياء ، والصور ، والتماثلات ، بالاستناد الى الوقائع اليومية .

الهوامش والاحالات :

http://abdousim7529.arabblogs.com /archive/2009/5/87501.html1 -

2 – أسامة غانم – رواية " برهان العسل " قراءة سوسيوثقافية ، جريدة الاديب الثقافية ، بغداد ،العدد190 في 14/12/2011 .

3- ابراهيم محمود – زئبق شهريار: جماليات الجسد المحظور في الرواية العربية ، ضمن كتاب " جماليات الرواية العربية " مجموعة مؤلفين ، دار الينابيع ، دمشق 2009 ،ص 97 . وكل الاشارات في المتن تحيل الى هذه الطبعة .

4 – جورج طرابيشي – رمزية المرأة في الرواية العربية- دار الطليعة للطباعة والنشر ،بيروت 1981 ،ص 153 ، وكل الاشارات في المتن تحيل الى هذه الطبعة .

5 – حيدر حيدر – وليمة لأعشاب البحر – دار ورد ، دمشق ، ط7 2000 . كل الاشارات في المتن تحيل الى هذه الطبعة .

6 – عبد الله بريمي – السيرورة التأويلية في هرمينوسيا هانس جورج غادامير وبول ريكور – اصدارات دائرة الثقافة والاعلام .الشارقة ،2010 ،ص 135 .

7 – جيرار جينيت – خطاب الحكاية : بحث في المنهج – ت :محمد معتصم – عبد الجليل الأزدي – عمر حلي – المجلس الاعلى للثقافة ، القاهرة ، ط2 1997 ، ص 281 .

8 – فريد الزاهي – النص والجسد والتأويل – دار افريقيا الشرق ، الدار البيضاء ، 2004 ، ص 19 .

9 – م. ن ص 25 .

10 – يحدد عبدالكريم الخطيبي ثلاثة قوانين دلالية تتحكم بالنصوص الجنسانية ( الروض العاطر في نزهة الخاطر ) للشيخ محمد النفزاوي وهي القانون الحمدلي ، القانون الحكائي ، القانون الرمزي ، في كتابه الاسم العربي الجريح .

11 – فريد الزاهي - م . ن ص 34 .

12 – الروائية مها الحسن تحاور فضيلة الفاروق htt:// fadhilaelfarouk.com/elfarouk/?p=417

13 – أحلام مستغانمي – ذاكرة الجسد – منشورات احلام مستغانمي ،ط 18 ، بيروت ،2003 ، ص315 . كل الاشارات في المتن تحيل الى هذه الطبعة .

14 – الاخضر بن السائح- لذة السرد النسائي – مجلة نزوى ، العدد 64 في 20 /10 / 2010 .

*فضيلة الفاروق- اكتشاف الشهوة – رياض الريس للكتب والنشر، بيروت ،ط2 ، حزيران /  2006.

* نشرت في جريدة الاديب الثقافية العدد 190 في 14 / 12 / 2011 .

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم