الشارقة: عثمان حسن «رقصة النصر».. هي واحدة من روايات الكاتب التشيلي أنطونيو سكارميتا الحاصل على جائزة «بلانيتا» الأدبية، وصدرت عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع من ترجمة عبدالسلام باشا. وكاتبها سكارميتا يعد واحداً من أهم كتاب أمريكا اللاتينية، بدأت شهرته من خلال رواية «عرس الشاعر» التي حققت نجاحاً باهراً حال صدورها، فهو كاتب يلفت الآخرين بحضوره في الكتابة التي تمزج بين السينما والشعر والسياسة.
و«رقصة النصر» تضيف إلى براعته في نسج القصص من خلال شخصياتها الرئيسية وهم: أنخيل سانتياغو، شاب طموح وحالم، وبيرغارا غراي، لص شهير، ويستفيد الاثنان من عفو رئاسي عام ويخرجان في اليوم نفسه من السجن، فيسعى سانتياغو إلى الانتقام من ماضيه ومن فترة سجنه القاسية بالتفكير بسرقة كبيرة تؤمن مستقبله، ويساعده على تنفيذ السرقة غراي الذي يسعى إلى استعادة حياته السابقة فقط.
الشخصية الثالثة هي فيكتوريا طالبة المدرسة التي تحلم بدورها بأن تكون راقصة باليه رغم ظروفها القاسية.
تداولت مواقع القراء هذه الرواية، بالثناء والإعجاب، وأيضاً المشاعر المختلطة بين الحب والتحفظ، خاصة في مشهد الخاتمة الذي أنهى به سكارميتا روايته.
وفي هذا السياق، يعلق أحد القراء على ذلك فيقول: «أنا مندهش من ذلك، إذا كان الكتاب لا يلبي توقعاتك، فهذا لا يعني أنه كتاب سيئ، يجب تصنيف هذا الكتاب على أساس الجدارة الأدبية، فالرواية تقدم صورة عن فترة قاتمة خلفت الإطاحة ببينوشيه، فقد تضرر الاقتصاد التشيلي بشدة بسبب الأزمة العالمية، وكان كثير من الناس بدون عمل يحاولون تدبير أمورهم، ومن هذا المنطلق، أعتقد أن الرواية جديرة وتستحق تأمل القراء في ذلك كله».
بدوره يتوقف أحد القراء عند لغة الرواية المترجمة إلى الإنجليزية ويرى أنها ترجمة جيدة، لكنه كان يود قراءتها بالإسبانية، فذلك من وجهة نظره سيقدم متعة مضافة، خاصة أن مترجم الرواية قد خفيت عليه الكثير من الفروق الدقيقة بين اللغتين الإسبانية والإنجليزية.
«في الأيام التي تعافى فيها تشيلي من الفوضى يقدم سكارميتا عملاً مذهلاً».. هكذا تعبر إحدى القارئات عن إعجابها بالرواية التي رأت أنها تتألف من ثلاثية الرقص واللصوصية والبالية، من خلال شخصيات لطيفة ومثيرة من وجهة نظرها وتقول: سكارميتا كاتب لطيف ويستخدم روح الدعابة في بعض الأحيان، غير أني أوصي بكتاب آخر من تأليفه وهو «ساعي البريد»، وتوصي القراء بقراءته بعد الانتهاء من قراءة «رقصة النصر».
و«رقصة النصر» بالنسبة لإحدى القارئات كتاب مثير للاهتمام في بعض فصوله وليس كلها، وتقول:«لقد شعرت بالملل في فصول عدة من الرواية، وقرأتها بدافع إكمالها ومعرفة نهاية الرواية.. أقول هي ليست من الروايات التي أفضلها».
من جهة أخرى تقول قارئة: «لقد أحببت الرواية رغم كونها ليست من الروايات التي تستهويني، فهي مشوقة وفيها قدر من قصص الحب التي قدمت بشكل جيد»، وتضيف:«قد تكون نهاية الرواية بالنسبة للبعض ليست رائعة غير أن ذلك لا يحول دون اعتبارها رواية مغلفة بإطار جميل ذي إيقاع غنائي».
وتوافقها ذات الرأي قارئة أخرى بالقول: «نعم قدمت الرواية لغة غنائية ومقاطع وصفية مشوقة خاصة في واحد من فصولها القصيرة الذي يتحدث عن الملاك الحصان»، وتختم بقولها: «رغم تحفظ البعض على خاتمة الرواية فقد شعرت بأنها مدهشة وربما كانت الطريقة الصحيحة لإنهاء الكتاب».

الخليج

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم