رواية (طريق مولى مطر) للكاتب عمار باطويل هي الرواية الثالثة، وكانت الأولى سالمين، وبعدها رواية عقرون ٩٤ الذائعة الصيت، وقبل أن يكتب الرواية نشر كتابين هما قرحة قلم ووقوفا على حافة ثلجية، وقد جمع فيهما مقالاته السياسية، والاجتماعية والثقافية.
تلك المقالات نشرها الكاتب في الصحف والمجلات السعودية واليمنية، واذا تأملنا من خلال القراءة المتانية روايته الثالثة( طريق مولى مطر) نجد البناء الفني ينهض على شكل حديث يستبعد السرد التقليدي البطىء والحكاية المسلسلة، ويعتمد بدلا منهما على أسلوب التنقل بين المشاهد والصور والأمكنة والأزمنة والشخصيات والمزج بينها وبين ما يدور في باطن الشخصيات وظاهرها، مستخدما المونولوج الداخلي والتداعي والارتداد للماضى والاسترجاعات والقطع السينمائي والمونتاج، ومن خلال ذلك تتقدم أحداث الرواية وتنمو وتتقطع وتتوتر دراميا وتتعقد،مما يكثف الرؤى والمواقف ويثري المشاهد ويعمق الأحداث والشخصيات.
اما الشخصيات فهي منتقاة بعناية لتعبر عن بيئة منطقة دوعن الحضرمية وهذه الشخصيات تسعى وراء حلم الثورة والخلاص من الاستبداد والتخلف والجهل والخزعبلات والفقر والجوع والعمل غير المجزي ويبدو تقدم باطويل الروائي جليا في أحدث روايته(طريق مولى مطر )بتمكنه من السيطرة على أدواته الفنية وتحريكه للاحداث والشخصيات بمهارة وبساطة ودون افتعال فنحن نتابع المشاهد والشخصيات والأحداث ونتنقل عبر الأزمنة والأمكنة ونجوس في اعماق الشخصيات وسواها من معالم الابداع الفني في الرواية دون أن نرى يد الفنان المبدع التي تحركها بانسياب دون تدخل مباشر من الكاتب عمار باطويل.
 

ولقد اتسعت هذه الرواية لشجرة اللبان لتصبح هذه الشجرة اليمنية القديمة شخصية من شخصيات الرواية واعطى لشجرة اللبان دلالات رمزية وايحاءية كي تكون رمزا للقضية الوطنية والقضية الاجتماعية . ان ورود شجرة اللبان ووصف الشخصيات لهذه الشجرة ذلك الوصف الحميمي ، هل يريد الكاتب من ذلك التركيز على ماضي الحضارة العربية في الجنوب وخاصة حضرموت ويستلهم تراثها المجيد في أوج نهضتها وهل وفق في توظيف ذلك ؟ لنا وقفة اخرى حول هذا الموضوع ولقد سبق عمار باطويل الشاعر جنيد محمد الجنيد في توظيف شجرة اللبان في قصيدة له عنوانها حسب اعتقادي (حضرموت).

*أستاذ جامعي بجامعة عدن

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم