عمر الخالدي

صدرت رواية "غاسل صحون يقرأ شوبنهاور" للكاتب الفلسطيني محمد جبعيتي عن دار الآداب في بيروت. وقد مارست الرواية ألاعيب لغوية، وخدعًا لإثارة الجدل والترويج للكتاب، ابتداء من العنوان المثير الذي لا علاقة له بالمحتوى، فلا وجود للفيلسوف الألماني شوبنهاور طوال الرواية، انتهاءً باللعب على الثالوث المحرم (الدين، الجنس، السياسة).

العنوان ليس الحيلة الوحيدة، إنما تعددت الحيل والمكائد في الرواية، كلها بغرض الترويج والشهرة، فلم يترك الكاتب أي قضية مثيرة للجدل، إلا وتناولها، من الإساءة للدين ورجاله وطقوسه، إلى التغزل بالنساء، وسرد بطولات جنسية، لا يقوم بها شاب في مجتمع محافظ، فلم يترك فتاة إلا وعاشرها، ولا مكانًا للفسق إلا دخله. إضافة إلى مدح المشروبات الكحولية، والسكارى، وحياة اللهو والمجون في الليالي الحمراء، كل ذلك في أسلوب فظ ومتكلّف.

الرواية أحدثت ضجة كبيرة، فقد كتب عنها النقّاد في الصحف، وحظيت على مقروئية واسعة، وهذا ما سعى إليه الكاتب منذ البداية. ولكن، هل هذه هي معايير "الرواية الناجحة"؟ بالسقوط في وحل الجنس والكحول ومهاجمة الدين، بحجة مواجهة التابوهات في مجتمعاتنا الشرقية ونقاشها؟ هل بحشد الألفاظ السوقية والشتائم الخادشة للحياء من أجل التعبير عن سوداوية الواقع وقبحه؟

لا بد لي أن أعترف بذكاء الروائي في اختيار الموضوعات المثيرة للجدل، وأن أبدي إعجابي بجرأته على طرحها، ولكن هل هذا يكفي؟

لا أفهم ما سبب الضجة الإعلامية التي رافقت صدور الرواية، والتهليل لها من النقاد والصحافيين. هل نحن أمام نجم أدبي جديد يطبخ في الخفاء؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم