إلهام بورابة

"ليس بالضرورة أن تكون الرواية الأولى للكاتب هي تلك التي تحمل الرقم واحد في تاريخ نشره، بل قد تكون تلك الرواية الضائعة منه، أو تلك التي لم يتفرّغ بعد لكتابتها وتوثيقها وما يزال يحلم بها، كما قد تكون تلك التي دفعته إلى كتابة روايته الأولى المنشورة، وربّما في أرشيف كلّ روائيّ بذور عدد من الحكايات المتزامنة التي تتنافس لتحظى بلقب الأولى، لكنّها تؤثر جمالية العتمة ولذّة الخفاء والتواري بانتظار فتح صندوق الذاكرة وتحريرها من جمالياتها ولذائذها لتمنح بعضاً منها للمتلقّين والقرّاء".

ضمن هذا الرأي الجميل أخذت مبادرتي لأكتب عن حكاية روايتي الأولى. خاصة وأن الرواية نت قد أدرجت لحكاية روايتي الأولى تصنيفا مستقلا سرّني أن أشارك فيه فأرسلت مقالي ونشر بتاريخ 12 مارس تحت عنوان : ما حكاية قصر الصنوبر. لكنّي فوجئت بهجوم شرس من طرف بعض المهتمين بالرواية في بلدي الجزائر كون روايتي قصر الصنوبر هي التجربة الوحيدة لي ولا يتأهّل ليحكي عن روايته الأولى إلّا من أخذ تجارب عديدة وأصدر عناوين لابأس بها في الرواية ليكون عليه حينذاك عرض تجربته مع روايته الأولى كنوع من النوستالجيا وحمل القراء على الاستمتاع معه بذكرياته الأولى في الكتابة.

فيا  للجرأة التي أنت عليها  أيتها النكرة يا إلهام بورابة ! هكذا جاءني استنكارهم.

المعذرة، رددت عليهم، لم أفهم عدّكم أو تعدادكم. هل تعني كلمة أولى ترتيبا في متتالية حسابية؟ كلّا ، فنحن لسنا أمام نظام عدّ حيث يسبق المعدود العدد ويكونان نكرة . أما هنا فالكلمتان "الرواية الأولى" كلتاهما معرفة، وأجد الأولى هنا صفة وليست عددا ترتيبيا ليجب عنده الحكي عن أوّل رواية أصدرها روائي ضمن أعمال عديدة. والصفة قد تعني القيمة والمكانة وكلّ ما جاء ذكره في التعريف الذي وضعه الروائي هيثم حسين الذي أعتمدته وأنا أشارك في حكاية الرواية الأولى. فهل أنا على صواب

الآن ، وأنا أهاجَم بشراسة بسبب مقال ما حكاية قصر الصنوبر، صارت روايتي بحق رواية أولى وجديرة بحكايتها. شكرا الرواية نت ، وشكراً الروائي هيثم حسين الذي أفسح في "فتواه" مجالا رحبا للرأي.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم