كان الروائي الكولومبي (غابربيل غارسيا ماركيز )يرفض قبل ان يشتهر ويكبر في السن -التعامل مع هوليوود والأمريكيين عموما ، ولكن اغراء المال وضغط الحاجة و تقدمه في العمر. دفعه الى توقيع عقد مع هوليوود لتحويل روايته الممتعة (الحب في زمن الكوليرا)الى فيلم مقابل مليوني دولار أمريكي وفي معرض تبرير توقيع العقد قال : "لقد كبرت وكل نفس ذائقة الموت ولا بد من التفكير بتأمين مستقبل الأولاد ومعهم زوجتي مرسيدس ـ لم يذكر رقمها ـ التي أحبها منذ نصف قرن ولا استطيع ان أغادر وأتركها في مهب الرياح". سبحان مقلب القلوب ومغير الأحوال، ماركيز الذي قاوم الإغراءات الاميركية طوال حياته ينهيها بقبول دولاراتهم الخضراء، فلا نامت أعين المحتاجين من الأدباء . ورواية المبدع (ميلان كونديرا) الذائعة الصيت (خفة الكائن التي لا تحتمل)طبعت عدة مرات في بلده ولم توزع الا عدة آلاف نسخة واستقبلها النقاد هناك باستهجان حتى بعد انهيار وسقوط المعسكر الشرقي، مما أوغر صدر الكاتب وجعله يلغي عدة حفلات توقيع في مكتبات عديدة ثم يرفض التصريح باعادة الطبع هناك جملة وتفصيلا، أما لماذا هذا الموقف يا ميلان ...؟ فالجواب يأتي من مواطنه جان كابلان. وحسب جان فان التشيك لهم موقف من ميلان كونديرا لأن الأخير الذي انتقد الشيوعية بمرارة بعد أن أدار ظهره وهرب كان أثناء وجوده في بلده وقبل الهجرة الى باريس يكتب قصائد حب عصماء في مديح ستالين وبالتالي فان نقده للأنظمة الشمولية في روايته الناجحة كان عند الذين يعرفون ماضيه في بلده مجرد نكتة سوداء وقحة فانتبهوا أيها الكتاب والمبدعين لاعمالكم وكتاباتكم ومواقفكم، فكل مجد ومال يزول وتبقى صورة الكاتب الناصعة في أذهان محبيه، وتلك هي جائزته الكبرى.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم