ما ينجح في الحياة ينجح في الرواية، وما يفشل في الحياة يفشل في الرواية. الرواية صوغ للحياة بعمقها وسطحيتها, بأبعاها المرئية وغير المرئية. بعض الروايات تبدو مقنعة وقوية وعميقة، وبعضها غير مقنع وفج ولا يؤثر أو يخلق أية حياة بالنسبة للقارئ. هذا النجاح او الفشل يتعلق بصوغ الحياة في الرواية. إن أهمّ الأساسيات في الحياة هي أن تفعل شيئاً بدلاً من قوله، كأن تقول : سأضع الإبريق على النار وسأصنع الشاي وأنت جالس في مكانك. الفرق كبير حين تقوم من على كرسيك وتضع الإبريق وتصنع الشاي. ينطبق الكلام على الأفعال الكبيرة والصغيرة. الفرق بين القول والفعل، كسل المرء في الواقع مشابه لكسل البطل في الرواية ويؤثر بطريقة عجيبة على القارئ الذي وإن لم يدرك منبع ضيقه، يدرك أن هذا الكسل هو إقصاء للحياة. كثيرون من أبطال الرواية يمكن نقدهم بجملة واحدة، وهي أنهم لا يبدون ككائنات حقيقية، بل كشظايا لغوية أو خيالات غير مكتملة في ذهن الكاتب. وهذه الأخيرة لا يمكن إلا أن تُصور كقصور وعدم مقدرة على تصوير الحياة كما يجدر بها في الرواية. يستثنى من ذلك القليل من الروايات التأملية والفلسفية التي تعتمد في جوهرها لا على الأحداث والأفعال بل على تفسيراتها المختلفة والتي تضم رواية ذات القضية والرواية التأملية التي يصبح فيها الكسل الحياتي ضرورة مقابل النشاط الذهني الفلسفي.

من صفحة الكاتبة على الفيسبوك. الرواية نت

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم