نص روائي للكاتب نزار آغري بعنوان «أهل القامشلي» صدر عن دار توبقال. نص يشبه السيرة الذاتية لبطل الرواية، الإيزيدي عيد كوري وصداقته في المدرسة الاعداية مع فتى يهودي اسمه عازار عزرا. يلاحق النص العلاقة التي تنشأ بين الولدين وتطورها لتصل إلى ذرى صداقة عميقة وتقارب روحي لا سابق له. غير أن النص يفلح أيضاً في إظهار مدينة القامشلي بتنوعها العرقي والديني واختلاجها بشتى الألوان والأصوات في لوحة غنية وشيقة.

<ins class="adsbygoogle" style="display:inline-block;width:320px;height:100px" data-ad-client="ca-pub-8970124777397670" data-ad-slot="7675478845">

من جو الرواية: «وجدت نفسي أندفع إليه، كأنما لو أن جاذباً خفياً يشدني. أتوق إلى لقائه وأتحرق لأن يحادثني. أنتشي حين أكون بالقرب منه. يغمرني حضوره، ويظللني كيانه، أستسلم له، لروحه، لجسده، لكلماته، لضحكته، لبريق عينيه، لسواد شعره، للنور الغامر الذي يشع من وجوده. أشعر بسعادة عارمة لمجرد بقاءه معي. أشعر بروعة الحياة لأنه موجود في هذا العالم. نكون معاً كل ساعات الدوام في المدرسة، لا نفترق عن بعض لحظة واحدة. في الصف نجلس بجانب بعضنا بعضاً وفي الفرصة نتمشى معاً. وحين ينتهي اليوم نمشي معاً إلى أن يمضي هو إلى بيته وأكمل أنا الطريق إلى بيتي. مع هذا أبقى أشتاق إليه. لا أدري هل تنتابه المشاعر نفسها نحوي. إصراره على البقاء معي دون الآخرين، حتى أبناء عمه في الصفوف الأخرى، والشغف الذي يلفه حين نتحدث ونلعب ونحل التمارين المدرسية معاً، يشير إلى أنه يبادلني الشعور ذاته في إدراك عمق صداقتنا. يحدث أحياناً أن يمسك بيدي حين نكون في الصف نصغي إلى المعلم يشرح الدرس وألاحظ بريقاً طفولياً رائعاً في عينيه.

<ins class="adsbygoogle" style="display:inline-block;width:728px;height:90px" data-ad-client="ca-pub-8970124777397670" data-ad-slot="3826242480">

كل شيء له مذاق جديد. صرت أحلم وأنا في كامل اليقظة. أروح أغوص في تأملات عميقة عن أشياء صغيرة لم تكن من قبل تثير انتباهي. في المدرسة، حين أكون جالساً في الصف، إلى جانب عازار، أضيع وأنا ألاحق خيوط الشمس تتراقص على السبورة. أرى الطباشير الملونة ترقد بعضها إلى جانب بعض مثل أطفال في حديقة ألعاب. أرى الممسحة الرصاصية اللون المصنوعة من اللباد كأنها غيمة عابرة. أغادر الصف فأرى الباحة عملاقة مثل ملعب كرة قدم. والتلاميذ الذين غادروا قبلنا كأنهم كائنات جميلة من كوكب آخر.

<ins class="adsbygoogle" style="display:inline-block;width:336px;height:280px" data-ad-client="ca-pub-8970124777397670" data-ad-slot="4898106416">

الذين نحبهم يصيرون جزءاً منا. يصيروننا. يحتلون أرواحنا وقلوبنا. وهو الاحتلال الوحيد الذي يبعث على الفرح. تصبح وجوهم شموساً تشرق في أيامنا وأقماراً تضيء ليالينا». عن صحيفة الحياة اللندنية

<ins class="adsbygoogle" style="display:inline-block;width:300px;height:600px" data-ad-client="ca-pub-8970124777397670" data-ad-slot="1305511616">

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم