أتابع بحُبّ واهتمام مطالعات الجيل الجديد من القراء للروايات. ولا أستغرب إطلاق عبارات التمجيد من قبل القراء لروايات أصدقائهم الروائيين. حيث تنهض تلك الإشادات على تواطؤ صريح ومفهوم ما بين الطرفين. وكذلك لا أنزعج من هجوم معظم القراء الجدد على عدد غير قليل من الروائيين المصنفين كرواد للفن الروائي العالمي. فلكل جيل ذائقته وأدواته في مقاربة المنتجات الإبداعية. ولكن ما أتعجب منه هو تحول ذلك الرفض إلى تيار ساخط ضد كل رواية اكتسبت رصيدها المعياري من خلال توالي القراءات وتتالي مطالعات الأجيال. فهناك توجه واضح لتسقيط روايات الروائيين الكبار وتجريدهم من القداسة الإبداعية. وهذا حق، فما يُعرف بالروايات المعيارية، التي يمكن الاصطلاح عليها باسم Canonical Novels وتوحي بأصولية مزمنة في التعاطي مع الفن الروائي، ليست فوق النقد ولا ضد الخدش. ويمكن أن تزيل القراءات اللاحقة عنا غشاوة الانبهار بها. إلا أن مقاربتها بهجائية مجانية، وبخفة معرفية سمجة، لا يصيب الروايات الراسخة في وجدان القارىء بأي خدوش، ولا يضيف لها أو ينقصها أي قيمة. وبالمقابل لا تجعل تلك الآراء النيئة من القارىء الساخط ناقدًا أو عارفًا بالروايات، بل تُزحزحه من موقع القارىء. وعليه أن يعود إلى قواعد التلقي في أبسط صوره، وبتواضع المريد، لا المتطفل على الأدب ....

  • عن صفحة الكاتب محمد العباس على الفيسبوك

    <ins class="adsbygoogle" style="display:inline-block;width:320px;height:100px" data-ad-client="ca-pub-8970124777397670" data-ad-slot="7675478845">

<ins class="adsbygoogle" style="display:inline-block;width:300px;height:600px" data-ad-client="ca-pub-8970124777397670" data-ad-slot="1305511616">

<ins class="adsbygoogle" style="display:inline-block;width:728px;height:90px" data-ad-client="ca-pub-8970124777397670" data-ad-slot="3826242480">

<ins class="adsbygoogle" style="display:inline-block;width:336px;height:280px" data-ad-client="ca-pub-8970124777397670" data-ad-slot="4898106416">

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم