مراكش (المغرب) - اعتبرت الكاتبة والأديبة الفرنسية ليلى سليماني المولودة في المغرب أن تراجع الثقافة واللغة الفرنسية في عدد من الدول الأفريقية الناطقة بها على حساب اللغات الأم أو لغات أخرى "أمر طبيعي في فترة ما بعد التحرر من الاستعمار".

وقالت السليماني المولودة في الرباط عام 1981 من أب مغربي وأم جزائرية-فرنسية والحائزة على أرفع جائزة أدبية في فرنسا عام 2016 "انحسار الأدب الفرنسي في أفريقيا، أو في العالم الناطق بالفرنسية، يعود إلى مرحلة ما بعد التحرر".

وأضافت في مقابلة مع رويترز على هامش مشاركتها في الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم المقام حاليا بمراكش "هنالك جيل جديد يريد أن يكون فخورا بهويته، وأن يكون مستقلا وغير مستعد أن يبقى تابعا للغرب وثقافته، وهذا بالنسبة لي تطور طبيعي".

وتحضر ليلى المهرجان كعضو في لجنة تحكيم أفلام المسابقة الرسمية وعددها 14.

وانطلقت هذه الدورة في 24 نوفمبر تشرين الثاني وتنتهي في الثاني من ديسمبر كانون الأول بمشاركة 36 بلدا وعرض 75 فيلما.

وحولت المخرجة الفرنسية لوسي بورليتو رواية ليلى السليماني "أغنية هادئة" إلى السينما عام 2019، وهي الرواية الحائزة على جائزة جونكور عام 2016 وهي أرفع جائزة أدبية في فرنسا.

واعتبر النقاد أن ليلى حققت إنجازا غير مسبوق بحصولها على هذه الجائزة، إذ تعتبر أول امرأة عربية وأفريقية تفوز بها، بعد كل من الأديبين المغربي الطاهر بن جلون في عام 1987 عن روايته "ليلة القدر" واللبناني أمين معلوف عام 1993 عن روايته "صخرة طانيوس".

وقالت ليلى لرويترز "عندما أكتب لا أفكر في أصلي وهويتي الأفريقية أو العربية، الفكر يسمو على كل شيء".

وأضافت أن "الصعوبات التي تواجهها هي نفسها بالنسبة لكل فنان أو كاتب أو مفكر في العالم، إنما أحاول أن أكتب بصدق إلى أبعد الحدود، أحاول أن أكتب ما أفكر وأشعر به، وما هو متعلق بروحي".

وأشارت إلى أن الثقافة العربية وخاصة المغاربية من دول المغرب والجزائر وتونس "تفرض نفسها بقوة في فرنسا، حيث هنالك عدد من الكاتبات المغربيات اللواتي فرضن أنفسهن بقوة في مواضيع كان مسكوتا عنها في السابق كالجسد".

وعن روايتها "أغنية هادئة" التي توحي بالهدوء والسكينة، لكنها تخفي جريمة بشعة لمربية قتلت طفلين كانت تتولى رعايتهما، قالت إن "العالم مصنوع من مشاعر وأحاسيس متناقضة، فالنعومة ليست غريبة عن إنسانيتنا.. لكن العنف موجود أيضا للأسف".

وعبرت عن تفاؤلها بخصوص مستقبل القراءة والكتاب، ولم تعتبر أن هناك أي تراجع في ظل انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي "أنا متفائلة، لا أظن أن هنالك أي تراجع في القراءة، أظن أن الكتاب لا يزال يحتفظ بقيمته، فالناس لا تزال تقرأ وتسافر وتنتقل من أجل اقتناء الكتب".

وعن تحويل رواياتها إلى أعمال سينمائية، قالت ليلى إنها التقت بمخرجين أرادوا تحويل قصصها إلى أفلام و"كنت متشوقة لأعرف إلى ماذا يتطلعون وماذا سينتج عن هذا المزج بين الأدب والسينما، لكن هنالك بعض الروايات لا أريد إخراجها للسينما.

(رويترز)


0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم