فاضل الربيعي يحاضر عن "نقد السرديات التاريخية" في مؤسسة العويس الثقافية الأربعاء المقبل
تنظم مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية محاضرة فكرية بعنوان "نقد السرديات التاريخية" للباحث والمفكر العراقي فاضل الربيعي، وذلك في تمام الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الأربعاء 7 يونيو الجاري في قاعة المحاضرات بمؤسسة العويس الثقافية بشارع الرقة في دبي.
تتضمن المحاضرة تصوراً بديلاً للسرديات الاستشراقية السائدة، وكيفية إعادة بناء الرواية التاريخية وتشذيبها، وتناقش فكرة التصورات المغلوطة وتقدم بديلاً عنها وتبين أخطاء المستشرقين اللاهوتيين عن تاريخ المنطقة العربية.
بدأ فاضل الربيعي حياته الأدبية والفكرية والسياسية في السبعينات ككاتب قصصي. أولى أعماله مجموعة قصصية بالاشتراك مع قصّاصين عراقيين وذلك في عام 1970 بعنوان الشمس في الجهة اليسرى. بعدها عكف على نشر عدد كبير من القصص القصيرة والمقالات الأدبية في الصحف العراقية، قبل أن ينشر مجموعته القصصية الأولى أيها البرج يا عذابي التي نالت استحسان النُقّاد وكتب عنها الناقد العراقي الشهير الراحل الدكتور علي جواد الطاهر وذلك في مطلع عام 1976.
في هذه السنوات أصبح عضوا في اتحاد الأدباء العراقيين وفي نقابة الصحفيين العراقيين حيث عمل محرراً صحفياً في الجريدة الاسبوعية الفكر الجديد وهي جريدة ثقافية وفكرية تصدر باللغتين العربية والكردية. درس الصحافة واشترك مع صحافيين عراقيين آخرين في دورات صحفية هامة مثل دورة كلية التضامن في جامعة برلين – ابقا- ودورة اتحاد الصحافيين العرب في القاهرة. كما عمل في الصحيفة اليومية طريق الشعب التي أصدرها الحزب الشيوعي العراقي عام 1973.
غادر العراق عام 1979 إلى تشيكوسلوفاكيا وعاش بضعة أشهر في براغ التي غادرها إلى عدن عاصمة اليمن الجنوبي السابق ليعمل في صحيفة الثورة. ثم في صيف 1980 استقر في دمشق وعمل محرراً في مجلة الحرية اللبنانية كما عمل مراسلاً ثم مديراً لمكتب مجلة الموقف العربي في دمشق. في سنوات الثمانينات أسّس تجمّعا ثقافيا باسم العمل الثقافي مع مجموعة من المثقّفين العراقيين وفي هذه السنوات تزايد اهتمامه بالثقافة الفلسطينية فنشر كتابه السؤال الآخر عن دار الأهالي السورية وأُعيد طبعه مرتين بالتعاون مع دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية. في هذا الكتاب ألقى الربيعي الضوء على تجربة القصّاصين الفلسطينيين في مناطق 1948 كما نشر عدّة دراسات نقدية عن روايات غسان كنفاني. في عام 1984 نشر مجموعته القصصية القيامة في بيروت.
انتقل الربيعي بعد نشره لسلسلة القصص القصيرة إلى كتابة الرواية، ففي العام 1984 نشر روايته الأولى عشاء المأتم حيث حدث التحوّل الأهم في حياته ككاتب عندما طوّر اهتماماته باتجاهين: دراسة التاريخ القديم ودراسة الأساطير. في هذا السياق بدأ بنشر سلسلة من المقالات التحليلية للأساطير العربية القديمة ولكنه لم ينشرها في كتاب مستقل. نشر كتابه الشيطان والعرش الذي كرّسه لتحليل الأسطورة العربية القديمة والتوراتية عن لقاء النبي سليمان ببلقيس ملكة سبأ.
في عام 1996 هاجر الربيعي إلى هولندا ليستقر فيها ويكتسب الجنسية الهولندية. وهناك كرس سنوات عدة من حياته لإنجاز مشاريع ثقافية وفكرية ضخمة توّجها بكتابة مؤلفه فلسطين المتخيلة : ارض التوراة في اليمن القديم وهو خمسة كتب في مجلدين كبيرين (نحو 1400 صفحة).
جاء تأليف هذا الكتاب في إطار دراسة الربيعي للغة العبرية وللكتاب المقدس العهد القديم. وفي هذه السنوات أيضا أنجز ونشر العديد من مؤلفاته منها إرم ذات العماد، شقيقات قريش، أبطال بلا تاريخ وقصة حب في أورشليم كما نشر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتابه ما بعد الاستشراق فضلا عن العديد من المؤلّفات الأخرى.
ولد فاضل الربيعي في بغداد عام1952، وحاصل على جوائز كثيرة عن مؤلفاته منها جائزة الرواد والجائزة الأولى عن كتابه "أبطال بلا تاريخ" واعتبرت جامعة القدس كتابه "القدس ليست اورشليم" أفضل كتاب عن المدينة التاريخية، وله ما يزيد عن 60 مؤلفاً أبرزها:
فلسطين المتخيلة، القدس ليست أورشليم، إبراهيم وسارة، مكة وايلاف قريش، إرم ذات العماد -من مكة إلى أورشليم -البحث عن الجنة، المسيح العربي، شقيقات قريش - الأنساب الزواج والطعام في الموروث العربي، الأسطورة والسياسة، الخوذة والعمامة - الاحتلال الأمريكي وموقف المرجعية الدينية في العراق، العسل والدم - من عنف الدولة إلى دولة العنف، أشعار الأنبياء ومزامير الكهنة: مختارات من الشعر في التوراة (ترجمة جديدة عن النص العبري)، الألغاز الكبرى في اليهودية.. وغيرها من الكتب البحثية والفكرية.
0 تعليقات