باريس – بعد أكثر من عقدين على ظاهرة شيفرة دافنشي (The Da Vinci Code)، وثماني سنوات على آخر إصداراته، يعود الروائي الأميركي الشهير دان براون إلى المشهد الأدبي برواية جديدة تحمل عنوان سر الأسرار (The Secret of Secrets)، من المقرر أن تصدر عالميًا في 9 سبتمبر المقبل، وفقًا لما أعلنه ناشروه اليوم الأربعاء.

ويأتي هذا الإصدار الجديد كجزء سادس من سلسلة المغامرات المثيرة للبروفيسور روبرت لانغدون، المتخصص في فكّ شيفرات الرموز الباطنية، والذي أصبح شخصية أيقونية في عالم الأدب المعاصر.

أكّدت دار النشر الأميركية "بنغوين راندوم هاوس" أن الرواية ستكون متاحة في 16 لغة، مع مليون ونصف مليون نسخة مخصصة للسوق الأميركية عبر دار "دبلداي" (Doubleday). وتوقعت أن تحقق الرواية نجاحًا عالميًا كبيرًا، كما حدث مع أعمال براون السابقة التي تجاوزت مبيعاتها 250 مليون نسخة مترجمة إلى 56 لغة.

تبدأ أحداث الرواية الجديدة في براغ، حيث يُعثر على كتاب قديم يُعتقد أنه يحتوي على أسرار حول طبيعة الوعي البشري، وهي اكتشافات قد تُقلب معتقدات راسخة سادت لقرون. لكنّ منظمة سرية تسعى للحصول على المخطوطة بأي ثمن، مما يضع لانغدون في مواجهة جديدة بين العلم والتاريخ والأساطير الغامضة.

وقال براون (60 عامًا) في بيان صحفي: "إنها بلا شك روايتي الأكثر تعقيدًا وطموحًا، ولكنها في الوقت نفسه الأكثر تسلية".

وكما هو الحال في الروايات السابقة، ستأخذ القصة القارئ في رحلة مليئة بالألغاز والمطاردات بين عدة مدن عالمية، حيث سيكون لانغدون مطالبًا بفكّ رموز معقدة وإنقاذ المعرفة من الوقوع في الأيدي الخطأ.

دان براون، الذي بدأ مسيرته الأدبية كمدرّس لغة إنجليزية ومؤلف غير معروف، أصدر كتابين لم يحظيا باهتمام كبير، إلى أن أحدثت روايته شيفرة دافنشي انفجارًا أدبيًا عام 2003، محققة نجاحًا غير مسبوق.

تميزت الرواية بحبكة مشوقة تدور حول الماسونية والأحفاد المفترضين للمسيح ولوحة الموناليزا، ما جعلها واحدة من أكثر الكتب مبيعًا في تاريخ الأدب الحديث، رغم تعرضها لانتقادات واسعة من قبل المؤرخين والكنيسة بسبب ما اعتبروه "مغالطات تاريخية ودينية".

مع كل إصدار جديد، يتكرر السؤال: هل سيحقق دان براون النجاح نفسه، أم أن وهج "شيفرة دافنشي" لا يزال يطغى على أعماله؟. ورغم أن رواياته اللاحقة مثل الرمز المفقود (The Lost Symbol) والجحيم (Inferno) حققت مبيعات ضخمة، إلا أن بعض النقاد رأوا أنها لم تصل إلى مستوى الإبداع والصدمة التي أحدثها شيفرة دافنشي.

لكن مع سر الأسرار، يبدو أن براون يراهن على فكرة أكثر إثارة للجدل، تتعلق بأصل الوعي البشري وما قد يُحدثه اكتشاف جديد من تغيير جذري في المفاهيم الإنسانية، مما يجعل الرواية محط ترقب عالمي واسع.

ويبقى السؤال: هل سيتمكن روبرت لانغدون مجددًا من حلّ لغز قديم يهدد البشرية؟ هذا ما سيكتشفه القرّاء عند صدور سر الأسرار في سبتمبر المقبل.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم