صدرت مؤخراً عن منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف وبطبعة مصرية عن ديوان للنشر رواية "أسوار عين توران" للكاتبة

جنى فواز الحسن كاتبة ومترجمة لبنانية مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية. "أسوار عين توران" هي روايتها الرابعة وقد ترشحت اثنتين من رواياتها السابقة للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة بالبوكر، "أنا هي والأخريات" عام 2013 و"طابق 99" عام 2015. تُرجمت أعمالها إلى لغاتٍ عدة من ضمنها الإنجليزية والألمانية والإيطالية.

- نبذة عن الرواية - 

في بلدةٍ نائية تقع في إحدى بقاع هذا العالم، يعيش السكّان مخاوفًا وهواجس مرتبطة بحلول لعنةٍ غامضة الأسباب على قريتهم في الماضي. وحدها "الحبة البيضاء" التي يتناولونها بانتظام وبتوصيات من القائمين على البلدة، "الطبيب" و"الآغا"، تهدّئ من روعهم وتمدّهم بالقوة والقدرة على التحلي بالصبر والعيش بثبات. لا تشبه بلدة "عين توران" أيّ مكانٍ آخر، كلّ ما فيها منتظم بشكل دقيق، ساعات النوم وجداول الطعام الأسبوعية، وحتى أنواع السيارات المسموح بها هناك. ومع كلّ هذه القوانين، هناك خطة لبناء سورٍ يمتدّ على طول حدود البلدة لحمايتها أكثر وأكثر من الحسّاد والطامعين. 

تسير الأمور على ما يرام حتّى يخرج صوتٌ معترض من ذلك المكان، شابٌ يرفض تناول "الحبة" كسائر السكّان، مشككًا بكلّ تلك الثوابت في "عين توران". تبدأ الرواية بمحاولاتٍ حثيثة لإخراس ذلك الصوت، وإجباره على تناول "الحبّة" من قبل الجميع، بما في ذلك زوجته ووالديه وجميع أقربائه. لكنّ هيثم يبقى صامدًا في وجه كل تلك الضغوطات، مقررًا في نهاية المطاف أن يقود ثورةً ضدّ قائدي عين توران "الطبيب" وعمّه "الآغا". 

حصل "الطبيب" على لقبه لكونه طبيبًا يمدّ أهالي عين توران بمخزونهم من "الحبة البيضاء"، وهو شخصٌ مهووس بالسيطرة على النفس البشرية، له وجهات نظرٍ فلسفية، اتخذ من البلدة حقل تجارب لها، بينما يبدو "الآغا" زعيمًا مهووسًا بالسلطة والمال. حين يبدأ هيثم بثورته، تنكشف الكثير من الخبايا حول عين توران ومن ضمنها وجود ذهبٍ غير مكتشف تحت حدودها، وحكاية لبنى بائعة الحليب التي تخفي وراءها الكثير.

يتحوّل ذلك المكان الصغير الذي لم يسمع به أحد إلى مركز للأحداث، ليتصدّر نشرات الأخبار العالمية، وتدور حوله الصراعات المرتبطة بـ"ثورة" هيثم. لكن هل يكون مصير البلدة التغيير أم الهلاك، وهل ينجح هيثم في مقاومة تأثير تلك "الحبة" أم أنّه سيتحوّل مع مرور الأحداث إلى نسخةٍ من كلّ ما حارب ضدّه؟ وهل يمكن فعلًا للإنسان أن يعيش "حرًّا" وأن يكون نفسه، أم أنّنا نتاج لكلّ ما يحيط به من أشخاص وأفكار ومجتمع؟ 

أسوار عين توران لا تتحدث فقط عن الأسوار التي تُسيّج لرسم حدودٍ جغرافية، بل أيضًا الأسوار التي يحيط بها الإنسان نفسه، ليصبح أسيرها في الكثير من الأوقات. فهل هي أسوارٌ تحمي أم تكبّل؟ تلك هي الأسئلة التي تطرحها الرواية.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم