صدرت عن منشورات المتوسط -إيطاليا، الرواية الجديدة للروائي اليمني المعروف حبيب عبد الرب سروري، حملت عنوان "جزيرة المُطَفِّفِيْن"، ولكنها فشلت في أن تحمل راوياً صحفياً، وعميلاً سرياً، إلى مدينة لندن. حيث يعلق في مدينة كاليه في أقصى الشمال الفرنسي والمعروفة بغابها الخطير، بسبب إغلاق الحدود البريطانية بعد إصابتها بطفرة كورونا الجديدة. وهناك، تقوده الصدفة ليلتقي بشخصيات الرواية، وثم تقودنا المهارة الأدبية والعلمية لحبيب عبد الرب سروري لتشكيل جزيرة أدبية مستقلة.

في هذه الرواية يزج البروفيسور سروري بنا في مغامرةٍ روائيَّةٍ تبدأ من أغنيةٍ يمنيَّة قديمة، يسمعُها الرَّاوي في إحدى مُدُن الشمال الفرنسي المصفَّدَة أثناء الحجر الصحِّي جرَّاء انتشار الوباء الفتَّاك. خيطٌ غيرُ مرئيٍّ يُلقي بكَ في دوَّامة الأسئلة المسكونة بمصائر البشر، خاصَّةً اللاجئين القادِمين من وطن الشتات العظيم، لتمضي مع طفران اليمني وحَجِّي الحبشي، قبل أن يلتحقَ بهما فريد العصفور النادر وسينديا الصحفيَّة القادمة من المُستقبل القريب؛ في عالمٍ مُتهالكٍ، هوَ عالَم الفيروسات والجوائح المُهلِكة، لكنَّه أساساً عالَم الحروبِ والظلمِ والقهرِ والموتِ المجَّاني.

هل قرأت يوماً أنَّ "اليمنَ سجنٌ تحت سماءٍ مفتوحة"، وكيفَ تصبحُ المعمورةُ بأكمَلِها كذلك؟

في "جزيرة المُطَفِّفِيْن"، يروي الكاتبُ الروائي حبيب عبد الربّ سروري بعضَ أسرارِ ومطبَّات هذا العالم، يتقصَّى تفاصيلَ تجبُّرهِ على النهايات التي يصنعُها بيدَيْهِ الحديديتَّيْن، وبالتناقضِ ذاتهِ بين تطوُّرهِ التكنولوجي وتقهقرهِ الأخلاقي حدَّ القاع. روايةٌ كُتِبَت بنَفَسٍ مُكثَّف، وبشغفٍ قاتلٍ لا يلين لتفكيكِ ألغاز بؤسِ الإنسان المعاصر، على لسانِ أبطالٍ عاشقينَ للجَمَال، مقاومينَ، منبوذينَ، يؤمنونَ أنَّ الحبَّ خُلقَ ليُلغي الحدود والمسافات.

أخيراً جاءت الرواية في 256 صفحة من القطع الوسط، توزعت على فصول ثلاث.

 

من الكتاب:

هذا «الربُّ الأعلى» للروبوتات القاتلة هو مَنْ يراقب تصرُّفَها عن بُعد، دون تدخُّل الإنسان. هو مَنْ يحقُّ له إعطاء «الفيتو» لمنعها من قتلِ هذا أو ذاك، أو العكس: هو صاحب قرار القتل، في آخر المطاف، وإن لم تكن الروبوتات موافقةً على ذلك ...
ويستطيع ربُّ الروبوتات، لو أُلقِي القبضُ على الروبوت من عدوٍّ، يريد تسخيرَه لصالحه، أن يُوجِّهَ عن بُعد أوامرَهُ للروبوت المحاصَر بتفجير نفسِهِ، كانتحاريٍّ، في وجهِ العدوِّ مباشرة، أو بتعطيلِ نفسه كلِّيَّة!

لعلَّ اختيار ربط الروبوتات القاتلة لـ ق. ع. كلِّها بـ «قيادة عامَّة للروبوتات»، داخل القيادة العامَّة لأطلس، كان أدهى وأخطر وأذكى ما فعلتْهُ ق. ع.، بعد ألف تردُّدٍ وتردُّد حول أفضل طرائق جعل الروبوتات الذكية مستقِلَّةً تماماً عن الإنسان!
آه، هذه الكلمة: «مُستقِلَّة»! كمْ دوَّخت بِزُرَيْقَة، وفجَّرتْ غيظها في الوقت نفسه!

 

عن الكاتب:

حبيب عبد الرب سروري: كاتب وروائي يمني، من مواليد مدينة عدَن 15 أغسطس 1956. وهو بروفيسور جامعي في علوم الكمبيوتر بقسم هندسة الرياضيات التطبيقية (كلية العلوم التطبيقية، روان، جامعة النورماندي، فرنسا)، منذ 1992. صدر له في الرواية: الملكة المغدورة (1988) دار الساقي، ودملان (ثلاثية روائية) (2009) دار الآداب، وطائر الخراب (2011) وعرق الآلهة (2008) دار رياض الريس، وتقرير الهدهد (2012) دار الآداب، وأروى. دار الساقي (2013)، وابنة سوسلوف (2014) دار الساقي – وصلت القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2014، وحفيد سندباد (2016)، ووحي (2018) دار الساقي التي نالت جائزة كتارا عام 2019. له أيضاً العديد من الكتب الفكرية كما كتب في القصة القصيرة والشعر. واه أعمال عديدة مترجمة إلى لغات أجنبية.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم