تعد رواية «الرويس» لسعيد السريح أقرب إلى التأريخ الاجتماعي للمكان والزمان والمجتمع منها إلى الرواية. ولعل أحد تجليات ذلك، النص التالي: «انتهينا إلى أن نكون بدوا في عيون الحضر، وحضرا في عيون البدو، ولم نكن نعرف من نحن.. حضر بدو.. بدو حضر، ثم لا ننتمي إلى أي من ذلك كله كأنما الرويس وأهله محطة عبرها التاريخ ونسينا فيها حين ارتحل».

"سقطنا بين مرحلتين، سقطنا بين بداوة تموت، وحضارة لم تولد بعد، بين بداوة لم نعد نعرفها، وحضارة لم تعترف بنا، هكذا نحن أبناء الرويس، آباؤنا أولئك الذين فروا من جدب القرى ووحشة الصحارى وبؤس السواحل، لم يجدوا في قلب المدينة متسعاً لهم فاستوطنوا الهامش، دنو المحتاج إليها والمرتاب فيها، لا تغنيهم ولا يستغنون عنها، بينهم وبينها سور له باب، وبينهم وبين قراهم أرضٍ يباب، عاشوا على هامش مدينة لم يعرفوها وهامش قرية لم تعد تعرفهم". 

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم