صدرت رواية الكعب الأبهر للكاتب السوري راهيم حساوي عن دار هاشيت انطوان، وجاءت الرواية من 178 صفحة، و هذه هي روايته الرابعة بعد الشاهدات رأساً على عقب، والباندا، و ممر المشاة.

 اخترنا هذا المقطع  من رواية الكعب الأبهر:

 ثم تحركتْ سلمى نحو مدخل البناء، لم أفتح الباب قبل وصولها كما فعلتُ مع السيد ناصيف، فتحتُ الباب لها بعد أنْ تركتها تطرق الباب مرتين، لو لم تطرق الباب للمرة الثانية ربما ما كنتُ قد فتحت، وقفتُ أنظر في وجهها كما لو كنت أنظر في ضوء إشارة المررو كي أعبر إليها، وكأنّني أنا الذي في الخارج، تبادلنا النظرات للحظات، ثم جاءت القبلات، وكانت يدي تحيط بها كما كانت أصابعها تحيط بزجاجة البيرة التي وقعتْ وتدحرجتْ دون أنْ تنكسر، وظلّ كل واحد منّا يشد الآخر إليه، إلى أنْ قادتنا خطواتنا الهادئة نحو الكنبة التي ارتمينا فوقها، كان وجهها مثل ثمرة ندية تتدلى من غصن شجرة، قبلتها كثيراً، وراحتْ أطراف أصابعي تغوص بشعرها، وتمر على ظهرها الدافيء، وكانت نظراتها تصعد بي للأعلى، وتجعلني أرتمي بصفاء نهديها، وظلّ اللين ينساب على خصرها مثل ضوء صباح مشرق، وبدت الكنبة مثل حوض ماء بأبهى الأسماك، بقيتُ ممدداً بجانبها، وقد تركتْ عينيها مغمضتين، وكانت أصابع يدي متشابكة بأصابع يدها، انتابني شعور طفيف بالنعاس، أسندتُ رأسي بباطن يدي، وبقيتُ أنظر في وجهها.

عند المساء خرجنا، لم نتحدث كثيراً، أخذنا سيارة تاكسي، وجلسنا نشرب القهوة في مقهى صغير بالقرب من ساحة ساسين، وأخبرتني أنّ ما حدث بيننا كان لطيفاً، ابتسمتُ لها، وقلتُ لها ذات ما قالته لي، وبقي الحديث يدور بيننا حول أشياء بسيطة، وعن السيد ناصيف، وبعد ذلك قررنا المغادرة، سرنا إلى أحد التقاطعات ننتظر سيارة تاكسي لأجلها، فلم يكن لدي رغبة بالذهاب بشكل مباشر، غادرتْ إلى بيتها، بينما بقيتُ أسير لنصف المسافة، ثم أخذتُ سيارة تاكسي وعدتُ إلى الشقة، ولم أكنْ أشعر بأي شيء، تمددتُ على سريري، ورحتُ أشاهد فيلماً وثائقياً يدور حول أسرار التحنيط عند الفراعنة.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم