الشارقة (الإمارات) - تواصلت في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، الذي يوصف بإنه أكبر تجمع لأدب الأطفال في الشرق الأوسط.

ينظم المهرجان "هيئة الشارقة للكتاب" للعام الـ13، تحت شعار "كون كونك"، وتستمر فعالياته حتى غد الاحد بمشاركة 139 دار نشر من 15 دولة عربية وأجنبية.

وسلط كتاب ومؤلفون، مشاركون في المهرجان، الضوء على قضايا التمييز والعنصرية في أدب الأطفال، مؤكدين ضرورة مناقشة هذه القضايا مع الصغار من خلال الأدب.

وقال مؤلفون إن صناع أدب الطفل عليهم واجب كبير يتمثل في تكريس مبدأ الاحترام المتبادل ونبذ التعصب والكراهية وتقديم الثقافات المختلفة، مستشهدين بالمجتمع الإماراتي الذي يضم مقيمين ينتمون لأكثر من 200 جنسية، يعيشون على أرض واحدة دون أي تفرقة.

ونظم المهرجان جلسة بعنوان "ضد التمييز" شاركت فيها الكاتبة البريطانية راضية حفيظة، مؤلفة إصدار "رميساء: قصة خيالية"،  والأديبة الإماراتية فاطمة المزروعي، التي فازت بالعديد من الجوائز الأدبية، وتمتلك في رصيدها أكثر من 20 إصدارا، والكاتب البحريني جعفر الديري.

وخلال الجلسة أكدت راضية حفيظة ضرورة نقاش موضوع نبذ العنصرية والتمييز من خلال الأدب وعدم إخفائها عن الأطفال، مشيرة لأهمية تكريس الاحترام المتبادل ورفض التعصب والكراهية، وتقديم الثقافات المختلفة عبر الكتب، وتسليط الضوء على تراث وثقافة الأقليات كجزء من المجتمع بإنصاف وموضوعية، من أجل تعايش وانسجام أكبر.

بدورها ، افتتحت فاطمة المزروعي مداخلتها بالحديث حول التنوع في المجتمع الإماراتي، الذي تتأصل فيه قيم التسامح وتقبل الآخر، وما لذلك من أهمية، مبينة أن الطفل يتأثر بالأسرة وبالمدرسة التي تجسد هذا التنوع والاختلاف.

 وطالبت المزروعي بتعزيز الشراكة بين كتاب أدب الطفل والتربويين وأولياء الأمور لتجسيد هذه القيم، وإدخال هذه القصص في المناهج حتى تصل للناشئة، لأن الطفل في هذه السن له ميول خيالية، والنافذة الأكثر تشويقا هي القصة، مشيرة إلى العديد من مظاهر التمييز التي من الممكن أن تتناولها قصص الأطفال كالتنمر في المدارس، وتقديم محتوى يناقش هذه السلوكيات ويتصدى لها.

وقدم الديري تجربة مملكة البحرين في التعليم المبكر للفتيات والتاريخ الطويل للمرأة البحرينية مع الثقافة، وهو ما يدل على عدم التمييز على أساس النوع، ووعي مبكر بهذا الأمر، حيث كانت المجالس النسوية مدارس قبل المدرسة النظامية.

وأكد الديري أهمية الارتقاء بالمحتوى، والاقتداء بالرواد في مجال الكتابة للطفل، لتقديم منتج نوعي وترسيخ القيم الرصينة، المبنية على أسس صلبة والقائمة على التسامح والحوار.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم