"ابن العوام".. رواية جديدة للكاتب فؤاد الجشي
صدرت حديثًا عن "دار الانتشار العربي اللبنانية" رواية جديدة للكاتب فؤاد الجشي، حملت عنوان "أبن العوام".
وجاء في تقديمها:
قال ذلك ودخل غرفته وهو يوخزه ضميره على الكذب الذي أصبح لا يفارق لسانه، وحينما يختلي بنفسه في الليل يفكر في كل ما حدث في الفترة الأخيرة، وجد أنه ليس فقط كاذبًا، بل أيضًا خائنًا. لم يخن مريم فقط، بل خان أيضًا منصور الذي استأمنه على أهله وبيته، كل يوم ينام فيه مع جلد الذات يستيقظ بعدها مستكملاً تأنيب الضمير، وهذا التأنيب يزداد يومًا بعد يوم إلى أن بدأ يتقزز من نفسه ويشعر بالحزن بسبب ما يفعل، هذا بالإضافة إلى أن رزقه بدأ يقل بسبب إهماله ونسيانه المتكرر وعدم تركيزه في أمورٍ كثيرة كان يجب أن يفعلها في عمله، فقرر أن يتوقف عما يفعله، وأن يبتعد كليًا عن جميلة وليس تدريجيًا، فبدأ يسير في طريق آخر غير الطريق الذي يمر فيه بجانب دار جميلة، تجنبًا لمقابلتها.
اسمعي أنتِ يا جميلة، يجب أن ننهي ذلك، لن يتركنا الله نفعل ذلك دون أيّ رد فعل، فهو يسترنا في كل مرة، ولا أدري إلى متى سنسير بستره دون أن يفضحنا. وإن أزال الله غطاء ستره علينا سنكون أنا وأنتِ في عداد الموت، لن يتركنا منصور.
تلفت حوله في قلق ثم جز على أسنانه واستكمل كلامه معها بحدة: ـ هل تتذكرين اليوم الذي غادرت فيه ووجدت منصور في وجهي؟ لو كنت تأخرت خمس دقائق فقط كان سيأتي ونحن مع بعضنا البعض على السرير. تخيلي معي ماذا كان سيحدث لو دخل علينا حينها... لقد سترنا الله عدة مرات يا جميلة، وكما أخبرتك، لو علم منصور ما بيننا لن يمرر الموضوع مرور الكرام.
جاءت الرواية 170 صفحة من القطع الوسط.
0 تعليقات