فاز الكاتب السوداني عبدالعزيز بركة ساكن، الاثنين، بالنسخة التاسعة من جائزة الأدب العربي "لاغاردير" عن الترجمة الفرنسية لروايته "الجنقو مسامير الأرض"، التي أنجزها المترجم كزافييه لوفان والصادرة عن دار "زولما" للنشر. 

ارتأت لجنة تحكيم الجائزة، برئاسة كل من بيار لوروا مدير مؤسسة "لاغاردير"، والكاتب اللبناني ورئيس تحرير مجلة "L’Orient Littéraire" ألكسندر نجار، وعضوية نقاد ومترجمين، مكافأة الكاتبة اللبنانية الفرنسية الشابة ديمة عبد الله على روايتها "أعشاب ضارة" التي كتبتها بالفرنسية والصادرة عن دار "سابين".

تُمنح جائزة  "لاغاردير" الأدبية المرموقة التي أطلقها معهد العالم العربي في باريس، بالاشتراك مع مؤسسة "جان لوك- لاغاردير" عام 2013، للأعمال التي ينتجها أدباء ينتمون إلى إحدى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، سواء كُتبت باللغة الفرنسية أو كانت مترجمة إليها، وهي الجائزة الفرنسية الوحيدة التي تحتفي بالأدب العربي وقيمتها 10 آلاف يورو.

وقال عبد العزيز ساكن (57 عاماً) فور إعلان فوزه "هذه الجائزة المرموقة التي نالها قبلي كتاب مهمون مثل جبور الدويهي وسنان أنطون وغيرهم، هي تتويج لروايتي الجنقو، كما تشكل لي دعماً معنوياً ومادياً في كفاحي من منفى الى آخر".

وأضاف ساكن، وفق بيان لمعهد العالم العربي في باريس، "أعتقد أن هذه الرواية جاءت في الوقت المناسب لأنها تدور حول التسامح، فنحن نعيش اليوم عالماً تمزّقه صراعات الهوية العنيفة، ونمرّ بما يشبه صدمة الحضارات".

يذكر أن عبد العزيز بركة ساكن حاز جائزة "الطيب صالح" عن الرواية نفسها التي صدرت عام 2009، وهوجمت داخل السودان، غير أنها وصلت إلى فرنسا عام 2020 ونالت جائزة ثانية اليوم.

غلاف النسخة الفرنسية من رواية
غلاف النسخة الفرنسية من رواية

حس فكاهي وغرائبي

يعيش ساكن في مدينة مونبلييه الفرنسية منذ تلك الحادثة، واعتبرت رواية "الجنقو" من قبل كثير من النقاد من أفضل الروايات السودانية التي كتبت على مر التاريخ، وقد تُرجمت أيضاً إلى الإنجليزية واحتفى بها أكاديميون ونقاد أفارقة كثر في الولايات المتحدة. 

في رصيد الكاتب السوداني المرموق 7 روايات ومجموعتان قصصيتان وثلاثية روائية ضخمة بعنوان "البلاد الكبيرة"، ونال عام 2017 جائزة الأدب العالمية عن رواية "مسيح دارفور". 

ويعتبر ساكن الثاني الذي يحصل على الجائزة بعد المصري محمد عبد النبي الحائز  جائزة الأدب العربي لعام 2019 عن روايته "غرفة العنكبوت" (من إصدارات سندباد/أكت سود)، وترجمة جيل غوتييه.

وأشاد رئيس "معهد العالم العربي" ووزير الثقافة الفرنسي الأسبق جاك لانغ بالجودة العالية لرواية ساكن، قائلاً: "حتى في أحلك اللحظات ينضم حس المؤلف الفكاهي والغرائبي إلى مغامرة الإنسان العظيمة والعالمية".

وكانت لجنة التحكيم أشادت في بيان صدر الاثنين برواية "الجنقو مسامير الأرض" "المدهشة المليئة بالحيوية والحس السياسي إذ يمزج فيها المؤلف بسعادةٍ الغرائبي بالفكاهة في حبكة مبنية بمهارة شديدة". 

جائزة للمترجم كزافييه لوفن 

كما نوّهت اللجنة بالترجمة الفرنسية "الممتازة للرواية والتي قدمها البروفيسور كزافييه لوفان" الذي تسلّم الجمعة الماضية جائزة الترجمة الكبرى لمدينة أرل عن ترجمته رواية "الجنقو مسامير الأرض" إلى الفرنسية، خلال افتتاح أعمال الملتقى الأدبي للترجمة.

ويُذكر أن المترجم كزافييه لوفان يعمل أستاذاً للأدب العربي وعميداً لكلية الآداب والترجمة والاتصال في جامعة بروكسل الحرة، وهو أيضاً عضو بالأكاديمية الملكية في بلجيكا.

وسبق أن ترجم لوفان عشرات الأعمال الأدبية من العربية إلى الفرنسية لكُتّاب من مختلف البلدان العربية، منها رواية "العطر الفرنسي" للروائي السوداني أمير تاج السر، التي صدرت عن دار هارمتان الفرنسية، ورواية "الخريف يأتي مع صفاء" للروائي السوداني أحمد الملك والتي صدرت عن دار سندباد واكت سود، كما ترجم أيضاً مجموعة من القصص القصيرة لكتاب سودانيين نشرتها دار ماجلان تحت عنوان "قصص من السودان".

أما رواية "أعشاب ضارة "لديمة عبدالله، وهي أولى روايات الكاتبة، فقد وصفتها لجنة التحكيم بأنها "مؤثرة، ذات أسلوب متميز بالسلاسة، وهي تروي قصة فقدان مزدوج: فقدان الوطن والأب".

عن الشرق

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم