صدرت رواية المسغبة عن دار أوراق للنشر والتوزيع في القاهرة للكاتب السوري المقيم في النمسا ثائر الناشف، وتقع الرواية في ألف وثمانمائة وست عشرة صفحة (1816) في واقع ثلاثمائة وخمسين ألف كلمة، وقد جاءت مُقسّمة مُطبعيًا إلى ثلاثة أجزاء متصلة وغير منفصلة في جوهر الموضوع؛ سواء في سرد الأحداث اليومية أو في تعاقب ظهور الشخصيات التي فاق عددها أكثر من مائتي شخصية محورية وثانوية؛ والتي تمثل ألوان الطيف السوري كله.  

حملت الرواية ثلاث رسومات مختلفة على أغلفة مجلداتها الثلاثة من عمل الفنان ديلاور عمر، وهي تعكس مختلف حالات البؤس والضياع والقهر الذي شاب حياة السوريين خلال سنوات الحرب الطاحنة، فيما استغرق إنجاز الرواية كنص سردي لامست أجزاؤه ومشاهده المكثفة فواجع الحرب المريرة في كل تحولاتها وتقلباتها- أكثر من ثلاث سنوات امتدت من صيف العام 2016 حتى مطلع العام 2020، وهي تعد بذلك أطول وأضخم رواية في الأدب العربي، كنص غير مجزّأ في عناوينه العامة، أو مقسّم في أحداثه وشخصياته القائمة في متن النص، بل إنها تعد واحدة من أطول خمس روايات حرب في سلسلة الأدب العالمي.        

تدور أحداث الرواية حول مدينتي الزبداني ومضايا السوريتين الواقعتين عند سفوح السلسلة الجبلية المحيطة بالحدود اللبنانية السورية، وتستعرض قصة حصارهما المؤلم، ذلك الحصار الشنيع الذي دفع السكان المحاصرين إلى التهام أوراق الأشجار والحشائش والأعشاب الضارة، فضلا عن التهام القطط والكلاب، كآخر وسيلة لهم للبقاء على قيد الحياة، رغم انهيال القذائف والصواريخ التي ظل المتحاربون يطلقونها عبثا على البيوت والأحياء الشعبية، فشاعت المجاعة في صفوفهم، وبدؤوا يتساقطون جوعًا واحدًا تلو الآخر، بعدما نحلت أجسادهم الضعيفة، وبرزت عظامهم، وتغيّرت طباعهم وأهوائهم، فحملت الرواية ذلك الاسم "المسغبة على سفح الجبل" في عنوانها الرئيسي؛ لتذكّر القارئ، وتشد انتباهه في كل الأحداث التي سيمر بها، بأن الجوع الظالم هو أحد مخرجات الحرب التي تسببت في خلق البؤس واليأس اللذين أصابا الناس المحاصرين.   

كما تخوض في غمار المعارك الطاحنة بين الميليشيات الأجنبية والمحلية التي اشتركت جميعها في حصار المدينتين الجبليتين (الزبداني ومضايا) الكائنتين في ريف دمشق المحاذي للحدود السورية اللبنانية عند سفوح الجبل الشرقي.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم