الرواية نت - تونس

أعلن بيت الرواية في تونس منذ شهر أبريل 2019 عن خبر استضافة الكاتب الأرجنتيني-الكندي الكبير ألبرتو مانغويل. وتعدّ هذه الاستضافة الثانية له في العالم العربي بعد لقاء له بالكويت العام الماضي في ضيافة مكتبة تكوين وألقى محاضرة «القراءة من أجل الحياة». حدّدت الجلسة مع «الرجل المكتبة» كما يلقّب ليوم 22 فبراير 2020 بمدينة الثقافة التونسيّة بعد أن أتّمت أسرة بيت الرواية وعلى رأسها الروائيّ كمال الرياحي كافّة الإجراءات والتحضيرات الخاصّة (البرنامج والدعوات) بزيارة هذه القامة العملاقة في الأدب العالميّ حاليّا.

لكن وفي مفاجأة مدويّة هزّت الساحة الثقافيّة التونسيّة، يلغي وزير الشؤون الثقافيّة محمّد زين العابدين هذا الحدث آمرا بعدم منح تذكرة السفر وإلغاء التظاهرة، متعلّلا بكونه سيغادر بعد أيّام الوزارة في ظلّ تكليف حكومة جديدة في تونس. ورغم ما ادّعاه الوزير، فإنّه أشرف على اجتماع تحضيريّ خاصّ بتنظيم أيّام قرطاج الشعريّة التي ستقام بعد أشهر.

أثار هذا القرار الغريب وغير المفهوم استغراب الكتّاب التونسيّين وأثار حفيظة كثير من متابعي الشأن الثقافي في تونس والعالم العربي، وهو مثال صارخ لعدم احترام الدولة لالتزاماتها ولمبدأ استمراريّة الدولة بعد أن كان من المقرر أن تتكفل وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بمصاريف هذه الاستضافة.

أعرب مدير بيت الرواية كمال الرياحي عن تبرئه من هذا القرار الذي يسيء مباشرة إلى مؤسسة بيت الرواية وإلى المشهد الثقافي والأدبي عموما في تونس، ودعا الوزير إلى التراجع عن قراره المهين للتونسيّين والذي يجعل مصداقيّة البلاد على المحكّ بعد أن كانت تونس منارة استضافت قامات عالميّة مثل ميشيل فوكو وتودوروف والرسام بول كلي، ومثّل بيت الرواية خلال سنتين من تأسيسه قِبلةً لأهمّ الروائيّين العالميين والعرب مثل أفونسو كروش وياسمينة خضرا وجوزبه كاتوتسيلا وواسني الأعرج وإبراهيم عبد المجيد وأنعام كجه جي وهدى بركات وسعود السنعوسي وغيرهم.

تجدر الإشارة هنا أنّ وزارة الشؤون الثقافية لم تعلّل تصرّفها هذا رغم استفسار أغلب وسائل الإعلام والمهتمّين في تونس.  ويذكر أن برنامج هذا اللقاء تضمن بالخصوص محاضرة بعنوان «أن نكتب اليوم» للضيف الكاتب "آلبرتو مانغويل" يتبعها لقاء حواري يديره الشاعر والكاتب والمترجم آدم فتحي، ويختتم بتوقيع أعمال الضيف المترجمة إلى العربيّة.

يعدّ آلبرتو مانغويل-المولود عام 1948- من أكبر كتّاب العالم في الوقت الحالي، ويشتهر بشغفه الكبير بالقراءة منذ نعومة أظفاره واقتفائه لآثار النصوص المكتوبة في مكتبات العالم. جمعت مانغويل علاقة وثيقة بالكاتب الكبير خورخي لويس بورخس إذ كان يقرأ له الكتب في بيونس أيرس بعد أن فقد نظره وألّف رواية بعنوان «مع بورخيس». يقدّم لنا مانغويل في كتبه قصّة عشقه للكتب وكيف أنّ القراءة ضروريّة للحياة كالتنفّس. قضّى مانغويل  طفولته في إسرائيل بعد أن كان والده سفير الأرجنتين في تلّ أبيب، ويعزو مراقبون أنّ هذه المعلومة جعلت الوزير يتّخذ هذا القرار العجيب خوفا من اتّهامه بالتطبيع. لمانغويل عديد المؤلّفات منها «تاريخ القراءة» و«فنّ القراءة» و«المكتبة في اللّيل» و«عودة» وغيرها من الأعمال القيّمة.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم