تدور احداث الرواية في مدينة حلب السورية وبالتحديد في حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية، لتنحت على صفحات التاريخ مأساة امرأة عانت الويلات من مستنقع العادات والتقاليد البالية في المجتمع الشرقية، ومن ثم تجد نفسها وحيدة برفقة طفليها بين آتون الحرب الدائرة في مدينتها حلب، بعدما تركها زوجها وحيدة لتواجه مصيرها ليهث هو وراء امرأة أخرى.!

تتحدث الرواية عن المعركة التي جرت في عام 2013 ـ 2015 إبان القصف على مدينة حلب، حيث تتجه بطلة الرواية ديلبر مع المدنيين إلى مسقط رأسها في عفرين تلك المدينة المتوسطة الحجم القابعة على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، وفي الطريق تقع البطلة أسيرة بيد المتشددين الإسلاميين لتجد نفسها وحيدة بين قطيع الذئاب الذين يتهارشوا على حُسنها الخرافي. تواجه البطلة الويلات لحد الاغتصاب، ومن ثم تغتنم فرصة الفرار لتصل إلى عفرين حيث بيت أخيها المجرد من كل القيم الإنسانية، لتكمل هناك المعاناة من العوز والحرمان إثر الحصار الجائر المفروض على عفرين.

  لم تستطع البطلة البقاء في بيت أخيها الذي وصلت به الدناءة ليطردها من المنزل، فتضطر أن تتجه إلى تركيا مع عموم المهجرين قسرا من المدن السورية، وفي الطريق تصادف البطلة امرأة أرملة عشرينية على غرارها نازحة من مدينة حمص، ويكملا الدرب صوب المجهول، ليصل الأمر بالمرأة الحمصية إلى القتل بعدما عملت في الدعارة انتقاما لأزواجها الثلاث، ويصل الأمر ببطلة الرواية للهجرة صوب أوروبا لتعدل عن قرارها بعدما صادفت عجوز يونانية على الحدود المقدونية لتقول لها:

" أيها السوريون هذه البلاد ليست بلادكم، إنها بلادنا نحن بنينها بالدم، عودوا وواجهوا مصيركم".

بالمجمل الرواية توثق معاناة المرأة في الحروب تحت وطأة المجتمع الذكوري، من جانب آخر توثق الرواية حالة اليأس من الوضع الراهن التي جعلت الكثيرين أن يشدوا الرحالة صوب الغرب.

الرواية صادرة عن دار الذاكرة العراقية 2019 وقد شاركت في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في جناح اتحاد الناشرين العرب، الرواية مؤلفة من 216 صفحة ذات القطع المتوسط.         

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم