يُشكل الإرهاب الموضوع المحوري في رواية «إمرأة بين نارين» للكاتبة هند مطر التي حاولت أن تزاوج بين (الحب والإرهاب)، على الرغم من كونهما على طرفي نقيض، غير أن ما يميز هذه المزاوجة المعنى الذي تتمظهر فيه الرواية وهو؛ أنه في الآن ذاته الذي يسلك الحب طريقه إلى قلوب البشر، يسلك الإرهاب طريقه إلى حياتهم ويهدد وجودهم.

كانت صدفةً سعيدة، وحباً أتى على غير موعد، نال من قلبهما ما يشتهي من الحب، هذا الحب الذي أتى مع زخات مطر لندن وبدون استئذان، غمر مشاعر شاب وفتاة عربيان خارج حدود وطنيهما. "هالة" التي جاءت إلى لندن ترافق أباها في رحلة علاج، و"ماجد" الذي جاء إلى لندن في رحلة عمل؛ ليكتشف لاحقاً أنه أداة في يد منظمات إرهابية، وحاله حال الكثير من الشباب الذين يتم استقطابهم إلى الخارج لاستخدامهم في تنفيذ مخططاتهم التخريبية تحت إغراء المال والعمل. إلا أن "ماجد" استطاع النفاذ من براثنهم... هكذا ظن، قبل أن يدفع ثمن هروبه غالياً!!

في روايتها «إمرأة بين نارين» تتخطى هند مطر تابو السياسي بالروائي، وتكسر حاجز الخوف من هذا التابو وتُفكّك ذهنية اشتغال بعض الأنظمة العربية القمعية، وتتعاطف مع ضحايا الإرهاب الفكري والجسدي، الذين لا يجدوا الاحتواء في أوطانهم. فتثير بروايتها السجال حول قضايا راهنة تستحق المناقشة والتفكير وإعادة النظر...

قدمت الروائية لروايتها «إمرأة بين نارين» بـ (كلمة) تُشكل إدانةً للإرهاب والتطرف وتناقش الأسباب التي أدت إلى ازدياد الجماعات التكفيرية والإرهابية على مستوى العالم، ومما جاء فيها: "... البعض يعزون السبب إلى التفسير الخاطئ لبعض النصوص القرآنية. والبعض الآخر يقولون إن للأئمة والدعاة أجندات خاصة. ولكنني أقول إن السبب يعود إلى الدول والحكومات وسياساتها وأجهزهتها؛

الدول التي تقمع وتبطش وتنكّل بشعوبها.

الدول التي سجلها أسود لأنها ترفض إعطاء شعوبها حقوقهم.

الدول التي تتحكم بها عقلية العصابات والمافيات السياسية والحزبية وتكون مصلحة شعوبها في أسفل سلم أولوياتها.

إن هذه اللامبالاة بحقوق الشعوب، هي التي تجعل من المواطنين فريسة سهلة لتلك الجماعات.. التي تغدق عليهم الأموال لسد أفواههم الجائعة من دون أن يدروا ما هي العواقب. (...). أيها الرؤساء والحكام، أنتم المسؤولون أمامنا وأمام الله عن شهدائنا وشبابنا المنتحرين".

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم