عن روايات الهلال بالقاهرة (العدد844- 2019)، صدرت للروائي المغربي شعيب حليفي رواية جديدة بعنوان "لا تنسَ ما تقول"، وهي تجربة أخرى في مسار السرد المغربي والعربي الباحث عن خصوصية مرتبطة بالتخييل المحلي المنفتح، وبالمجال الجغرافي بحمولاته الثقافية التي تحولت إلى سرديات غير مغلقة.

في رواية " لا تنسَ ما تقول"، شخصيتان تقودان السرد وترتبطان بمدينة صغيرة اسمها الصالحية، تولد بها الحكايات الصغيرة لشخوص تحيا أكثر من واقع يطبعه الزمن الذي يصبح ملمحا، تسعى الرواية إلى الكشف عن سيرورته التي لا تقطع مع الماضي. إنها احتفاء بالحكاية والمكان والإنسان والخيال الضائع.

اختار شعيب حليفي في كل كتاباته السردية الارتباط بالحكاية ذات البعد المحلي المنفتح على آفاق التخييل الإنساني أو الإرث الثقافي الجماعي الذي لا سقف محدد له، وإنما يحيا داخل الهوية المبددة في الأحلام والأوهام المترقرقة والتفاصيل الصغيرة. وهو في كل رواياته يبدو كائنا باع نفسه للخيال وحياة الحكايات غير المنفصلة عن المكان والزمن والإنسان، كما في "زمن الشاوية" و"رائحة الجنة" و"مجازفات البيزنطي"و"أنا أيضا" ...

ومما جاء في الرواية:

ذاب الزمن في بياض الفجر الذي تململ من شوقه ورمى بكل شيء خلفه، حتى يستطيع التخلص من الليالي الميتة، ويمنح الآتي روحا متجددة وخالدة، قريبة من الحقائق التي لا يراها الراؤون.

تسللتِ الخيوط الأولى لشمس ما بُعيد الفجر إلى الخيمة، تتلمس العيون النائمة فتلثمها. قام جعفر مذعورا يبحث عن شمس الدين فلم يجده. خرج يبحث خارج الخيمة وفي القبة ثم عاد يجري وصاح في النائمين المرتمين، والذي قاموا هلعين:

أيها الفقراء المسالمون. أيها الرفاق.. لا تنسوا ما تقولوا. لقد اختفى شمس الدين الصالحي وعاد إلى الرحم الأول.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم