بغداد- أثارت عملية اغتيال الناشط والروائي العراقي علاء مشذوب مساء السبت في وسط شوارع مدينة كربلاء سخطا في الوسط الثقافي العراقي.

وقال “صفاء كامل” وهو ضابط برتبة مقدم في قيادة عمليات الفرات الأوسط (تابعة للجيش) إن “مشذوب اغتيل أمام منزله وسط مدينة كربلاء”.

ولفت إلى أن “مسلحين أطلقوا عليه النار ثم لاذوا بالفرار بعد تنفيذ عملية الاغتيال”. وأعلن اتحاد أدباء كربلاء السبت اغتيال الأديب العراقي الدكتور علاء مشذوب، أمام منزله.

وفي إشارة إلى حساسية الموضوع، أرسلت قيادة شرطة كربلاء فريق تحقيق على الفور إلى مكان الحادثة، وتوعدت في بيان بالكشف عن منفذي عملية اغتيال الروائي علاء مشذوب أمام منزله.

وتعليقا على مقتله، قال الكاتب العراقي علي لفتة سعيد إنها “عملية قتل الكلمة الحرة والصادقة ووأد الجمال”.

وقال نائب رئيس اتحاد أدباء كربلاء سلام بناي، في حديث مقتضب للصحفيين إن “الدكتور علاء مشذوب اغُتيل أمام منزله”.

وكتب علاء مشذوب في تدوينه على حسابه على فيسبوك يوم 31 يناير ” صباح الأزقة والشوارع الفرعية لمدينة لم تنعم بالاستقرار أبدا.. في كل مرة أصل إلى رأس شارع (أبو ديه) أقف بحبور عنده وأضع يدي اليمنى تحت حنكي واتفكر به.. فيرتسم بذهني مرة كسفينة راسية، ومرة خليجا واسعا، مرة أراه فكرة مجردة، ومرة حقيقة واقعة.. أية غمامة صيفية بيضاء هذا الذي أقف في حضرته”.

وعلى صفحته على فيسبوك، كتب الروائي أحمد سعداوي، صاحب رواية “فرانكنشتاين في بغداد” التي لاقت نجاحا عالميا، “أي خسّة ونذالة وجبن أن تطلق النار على شخصٍ أعزل إلا من كلماته وأحلامه”. وأضاف أن “العار سيلاحق المجرمين والقتلة أينما كانوا. والعار سيلاحق السلطات المحلية في كربلاء ومن خلفهم أجهزة وزارة الداخلية، إن لم تسارع للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة بأسرع وقت”.

وعرف الكاتب والناشط والروائي علاء مشذوب بكتاباته التي تنتقد التدخلات الخارجية في شؤون البلاد، وانتقاده للدور السلبي لبعض رجال الدين على مدى السنوات الماضية.

وكان الراحل اجتمع مع مجموعة من الكتاب والصحفيين كما هي العادة في أحد الملتقيات، حتى قرر مشذوب المغادرة إلى منزله الذي يقع بالقرب من مركز المدينة القديمة، ليعترضه مسلحون ويطلقون عليه الرصاص.

وأفاد شهود عيان وقت سابق بمقتل الناشط المدني والأديب علاء مشذوب وسط مدينة كربلاء. وقال الشهود إن” شخصين يستقلان دراجة نارية أطلقوا النار على مشذوب، فأردياه قتيلا قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة”.

وإحياء ذكرى هذا الروائي الغزير، العاشق لمدينته التي كان يصف أحياءها التاريخية في كتبه، كان بالتوازي مع رسائل سخط وصلت حتى المطالبة بفتح تحقيق برلماني من قبل لجنة الثقافة. في المقابل، يرفض الجميع توجيه أصابع الاتهام إلى جهة معينة، مشيرين فقط إلى “جهات مجهولة تجعلنا لا نستطيع التكلم”، في بلد تعصف فيه رياح العنف منذ عقود.

والروائي الراحل من مواليد 1968، وتخرج من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1993، وحاصل على دكتوراه في الفنون الجميلة عام 2014.

وصدرت له روايات منها “مدن الهلاك – الشاهدان” (2014)، و”فوضى الوطن” (2014 ) و”جريمة في الفيسبوك” (2015) و”آدم سامي – مور” (2015). كما صدرت له عدة مجموعات قصصية أبرزها “ربما أعود أليك” و”زقاق الأرامل”.

وهي ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها شخصيات عراقية معروفة للاغتيال. العام الماضي قتل أربع نساء، بينهن عارضة الأزياء تاره فارس التي اغتيلت بالرصاص في وضح النهار وسط بغداد. وتشهد محافظة كربلاء (مركزها مدينة كربلاء) ذات الأغلبية الشيعية جنوبي العراق وضعاً أمنياً مستقراً، ولم تسجل فيها حوادث اغتيالات أو عمليات مسلحة.

عن صحيفة العرب اللندنية

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم