أصدرت دار سؤال البيروتية رواية جديدة للروائي العربي إبراهيم الكُوني، الذي سمّته مجلة (لير) الفرنسية مؤخراً: كاتباً للغد بين خمسين روائياً من العالم”. الرواية تحمل اسم “موسم تقاسم الأرض: سِيرةٌ في سِير”، تأتي هذه الرواية كباكورة أُولى لملحمة روائية كبيرة ومتسلسلة، مكونة من عدة أجزاء ثيمتها تاريخ الهجرات البشرية، وتحديداً الحملات الاستيطانية على شمال أفريقيا بدايةً بهجرة علّيس الفينيقية من صور اللبنانية لتضع حجر الأساس لامبراطورية قرطاجنّة في شمال إفريقيا في القرن التاسع قبل المسيح. تضيء الرواية على صراع الإنسان لغايات الاستيلاء على الأرض ونوازع التملك والإقصاء والاستغلال والجدل الداخلي الذي يحدثه كل ذلك مع قيم الحرية والحب والعمران. حيث يوظف الكوني الأسطورة بلغة آسرة تبعث الشجون وتفجر الأسئلة حول المأساة البشرية المستمرة والمتجددة المتمثلة في متوالية الحروب وعبث إزهاق الأرواح. يتساءل إبراهيم الكوني في روايته الصادرة تواً: ”أليس الحبّ هو الأعجوبة الوحيدة الكفيلة بأن تجعل من الطرفين المتعاديين المتعطّشين لإفناء بعضهم بعضاً اليوم، إخوة الأمس البعيد؟“ ثم يواصل في سِفر اسئلته المتجددة: ”أي سخفٍ إذاً في غزو الأرض لغاية الإستيلاء على أرضٍ هي، بجلاء، ليست سوى أرض الكلّ، تستطيع أن تحتضن الكلّ، وتهفو لأن تطعم الكلّ؟ ما ضرّ الإنسان لو أنكر الشهوة الآثمة إلى الملكيّة، فاستقبل كل قادم بالزغاريد، لأن هذا القادم ليس ضيفاً في الحقّ، ولكنه صاحب أرض استدرجته الحرية يوماً فخرج في طلبها بعيداً، ولكن الحنين خذله أخيراً فقفل راجعاً بقلبٍ باكٍ، مستجدياً أمّه الأرض، وأهل الأرض، طمعاً في غفران؟“.

الرواية نت

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم