صدرت أخيراً رواية "البيت الازرق" للبناني عبده وازن عن منشورات ضفاف في بيروت، ومنشورات الاختلاف في الجزائر. يتناوب راويان على سرد هذه الرواية، الاول هو روائي يعجز عن انهاء روايته التي يكتبها، بعدما اخفق في دفع بطلته الى الانتحار، والثاني شاب مثقف وقارئ نهم، مصاب بمرض الاكتئاب، يسرد ايامه في سجن "التلة" الذي رمي فيه بعد اتهامه بجريمة قتل هو بريء منها، ضحيتها امرأة تعمل في احدى الحانات الليلية. في السجن يهيئ الشاب نفسه لانتحار بطيء عبر الانقطاع عن الطعام... لكنّ المفارقة هنا هي انّ اوراقا مبعثرة تحوي مذكرات كتبها الشاب المنتحر داخل السجن، تقع بين يدي الراوي الاول اي الروائي نفسه العاجز عن انهاء روايته. وقبل ان يعيد كتابتها ، ينطلق في البحث عن شخصية المنتحر صاحب المذكرات ويجد نفسه يحقق في جريمة قتل المرأة التي اتهم السجين بها. وبين ما يسرده الراوئي وما يرويه السجين تبرز شخصيات تعاني ازمة فقدان الهوية في مختلف تجلياتها: الشخصية والوطنية والطائفية والجسدية... في السجن يكتشف الراوي الاتي من عالم الفلسفة والروحانيات والذي قضى جزءا من حياته يمشي بعدما قرر الانقطاع عن الكلام في مايشبه الخرس، عالما غريبا يقطنه اناس غريبو الاطوار، مجانين، مجرمون، اصوليون ومثليون ولا سيما الشاب المتحول الضائع بين ذكورته وانوثته. اما في التحقيق فيكتشف الروائي الحياة الليلية وما يكتنفها من اسرار وخفايا، وهو اصلا يعيش حياته مضطربة لا تخلو من علاقات معقدة وابرزها علاقة شائكة بامرأة فقدت ثدييها. إذاً، روائي يفشل في ايجاد نهاية لروايته يكتشف اوراق سجين تحتاج الى من يعيد كتابتها بعدما تركها المنتحر بلا نهاية.

الرواية نت

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم