صدر حديثاً رواية "الباندا" للروائيّ السوري راهيم حساوي عن دار هاشيت انطوان في بيروت. تدر أحداث الرواية بين دمشق وباريس وبيروت ما بين الستينيات حتى سنة 1998 ، وجاء على غلافها: منذ خمسة عشر عاماً مات والده ، لقد قتل نفسه برصاصة مسدس كان قد اشتراه ذات يوم للدفاع به عن نفسه و ليس لقتل نفسه ، اخترقت الرصاصة صدغه ليفارق الحياة التي أدهشته بكل ما فيها من دهشة و أدهشها بتلك الرصاصة بكل ما فيها من مباغتة غير متوقعة لأي أحد ما عدا أخته سعاد ، كان العالم مُدهشاً بالنسبة إليه حتى على مستوى كسر بيضة في مقلاة ، و كان يضحك كثيراً كلما كسر بيضة في مقلاة أو كلما رأى أخته سعاد تكسر البيض في المقلاة ، و كانت تشاركه هذه الضحكات دون معرفة دقيقة للسبب الذي يقوده للضحك في هذا الموقف . لقد قتل عاصم التل نفسه في مكتبه ممدداً على الأريكة التي بجانب النافذة المُطلة على شارع طويل ، أمّا النافذة الثانية فلقد كان يستطيع من خلالها رؤية البناء الذي يحتوي على شقته التي يعيش بها مع زوجته رحاب و ولده عمران و ابنته جيداء و أخته سعاد ، لقد قتل نفسه في ليلة شتائية عاصفة ، و انقطاع التيار الكهربائي زاد تلك الليلة كآبة و اضطراباً و كلُّ شيء كان يشير إلى أنّ شيئاً ما سيحدث في تلك الليلة ، كانت السماء تتكسر مثل وعاء زجاجي و بداخله حمم بركان صغيرة تتحرك باتجهات متعاكسة لتصطدم مع بعضها بعضاً ، تهشمت مظلات القصب التي كانتْ فوق أسطح الأبنية ، و أنهت الأمطار الغزيرة بقاء الطلاء القديم المتشقق على الجدران الخارجية لبعض الأبنية المهجورة ليكون مصيرهذا الطلاء ضمن سيول انحدرت نحو المنخفضات و الزوايا التي صارت على شكل برك من الماء تطفو عليها الأكياس و الأوراق و عُلب السجائر و الكبريت و الكثير من أعقاب السجائر ، كانت ليلةً موحشة ، لم يشأ أحدٌ رؤية البرق الذي وصل الأمر به إلى الأرض كألسنة ثعابين غاضبة تُعلن سطوة كهرباء البرق على كهرباء أديسون ، لكن صوت الرعد استطاع أنْ ينقل للسامع جزءاً من صورة ذاك البرق الذي يتشكل بطريقة تشبه طريقة موت والد عمران التل المُعقَّدة . يشار إلى أنّ راهيم حساوي هو روائي سوري من مواليد 1980، صدرت له رواية (الشاهدات رأساً على عقب) عن دار العين 2013 م.

الرواية نت

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم