صدر حديثاً عن دار ثقافة للنشر رواية "ذات أغسطس" للروائية فاطمة علي مبارك الكواري.
أن تعيش المرأة الحبَّ وهماً جميلاً علّه يأتي ذات يوم محملاً بأحلامها هو الموضوع الذي تدور حوله رواية «ذات أغسطس» للروائية فاطمة علي مبارك الكواري التي منحت بطلتها (روان) حباً كاذباً يعيدها إلى عالم (عزّام) ذلك العالم الوهمي، حيث يكون فيه عزّام هو حبيبها، وزوجها، ووالد أطفالها، وشريك رحلتها في الحياة، إنّه عالمٌ مثالي نسجته (روان) في خيالها، وركنت إليه، بل وصدقته بشدة، ما جعلها تقضي أيامها في سلام.

  • في الوقائع، تتخذ الروائية الكواري من حادثة سقوط طائرة طيران الخليج التي حصدت معها مائة وثلاثة وأربعين روحاً، منطلقاً لسرد الحكاية، حيث كانت والدة روان وأخوها الأصغر من بين الضحايا. هذه الحادثة هي التي أدخلت روان المستشفى وأفقدتها القدرة على المشي، فقرر والدها المضي بها إلى لندن لتكمل علاجها هناك.. ويكون في استقبالهم في المطار عزّام صديق أخوها ولمجرد رؤيتها أول مرة وجد فيها ضحية جديدة يضيفها إلى عدد من النساء اللاتي أغرمن به...! وإذ تترك الروائية لأبطالها حرية الحركة والاختيار والقرار فيما يريدون فعله، روان تترك جابر الذي أحبها في ليلة زفافها، أملاً في حبيبٍ صنعته في خيالها، وعزّام الذي ينتقل من امرأة إلى أخرى، ونورة عمة روان التي تخطط لزواج أخيها سالم من نادية صديقتها لغاية في نفسها، وكارمن التي تزوجت من عزّام وبعد معرفتها بخيانته لها خولت لها نفسها الانتقام منه شر انتقام بأن أهدت إليه "كوليت" فتاة مريضة بالإيدز وبعد إصابته بالمرض طلبت منه الطلاق وهي تقول له "لا تخف يا عزيزي، فلن يقتلك الإيدز سريعاً". هذه التفاصيل وحيثياتها شكلت شبكة من العلاقات الروائية ذهبت معها كل شخصية في طريقها إما إلى الحياة من جديد وإما إلى انتظار الموت، وهي مؤشرات تشي باستحالة العيش مع الآخرين في خداع دائم، وأن فعل الندامة لا ينفع عندما يصحو ضمير صاحبه متأخراً. من أجواء الرواية نقرأ: "... جثا عزام على ركبتيه أمامها وهو يقول:
  • أرجوك يا روان، أعلم أن ما فعلته بكِ كثير، ولكن طمعي في كرم قلبك أكثر، لا أطلب منكِ أن تسامحيني الآن، ولكن، حين تجدين في قلبكِ متسعاً لذلك، لا تتردي. للمرة الأولى منذ عَرَفته، تلمح في عينيه دموعاً، أغمضت عينيها وهي تقول: - إرحل يا عزّام. شعرت به ينهض من أمامها، وصل وقع خطواته إلى أذنيها، فتحت عينيها لتراه يمضي عنها مبتعداً، ظلت ترمق بنظراتها، من كان حلم حياتها، وغدا رجلاً لا تعرفه، تشعر أن ما بداخلها أكبر من الكلام، أغمضت عينيها، تنهدت بعمق، وضعت يديها على قلبها، رفعت بصرها للسماء بامتنان".

الرواية نت

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم