صدر عن دار جداول للنشر والترجمة في بيروت رواية "أبناء الأدهم" للمؤلف جبير المليحان.

من الرواية:

ضمّ سلمى، ضمّها بكل جوارحه. ضمّها بحرية، شمّ رائحتها، شمّت رائحته، وهي ترتعش على صدره. شبّ النار، نظر في عينيها، مشى نحوها، ومسح بيده الدمعتين النازلتين كنقطتي ماءٍ صافٍ، قَبَّلَ عينيها، ضمّته، قبّل ثغرها، وشرب من الرحيق، تأوهت. احتضنا... ومع أن النّخَيْلَاتِ ذات العسب المتدلية، والصخور المبعثرة في أماكنها منذ الأزل، والجبال العالية التي كانت تتطلع إلى الغيوم والسماء، والقمر المكتمل الصاعد بهدوء وسعادة، والغيمة التي تلاعب الريح، والهواء العذب، الذي بدا رقيقًا، هينًا، وهو يمر برفق على خديهما، أو الماء الضاحك سابحًا في حضن العين، أو حتى العشب المكتظ بالروائح والعطر، أو الطيور التي سمعا رفرفة أجنحتها، دون أن يرياها، والتي، ربما أفاقت فرحة بهذا العرس، أو ربما تصفق في كف صخرة، أو في حضن شجرة، أو تخرج رأسها من عش، كلها؛ كانت تبارك ما يجري بين حبيبين، إلا أن القلبين، هما، والنَّفَسَيْنِ، هما، والشفتين، هما، والأصابع، والجسدين،... من يعرف كل ذاك الفرح الذي أعشب الآن، مطلاً برؤوسه بحريّة، متراقصًا في القلبين الحبيبين، ويعرف همس لغتهما الفريدة. جلسا، وأوقد النار .

الرواية نت

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم